السؤال السابع:أقرأ النص التالي، ثم لخصه في حدود الثلث (3 درجات)
" ليست المشكلات هي التي تصنع شقاء الإنسان، وإنما مدى إحساسه بها، فالإنسان قد يكون محاطاً بالمشكلات من كل جانب حتى ليتعذر على من يلاحظه أن يتصور كيف يستطيع تحملها؟ لكنه رغم ذلك قد يعيش حياته آمناً وراضياً، لا لأن حياته قد خلت من المشكلات، وإنما لأنه يتقبلها بنفس راضية مطمئنة، وقد يكون الإنسان على الناحية الأخرى مغبوطاً من الآخرين على حياته، لكنه يشعر شعوراً حاداً ببعض مشكلاته العادية التي لا تخلو منها الحياة، فيفسد عليه هذا الشعور المرضي قدرته على الاستمتاع بها، وهكذا فإن عمق الإحساس بالمشكلة هو الذي يصنع شقاء الإنسان وليست المشكلة نفسها.
ومما يخفف من وطأة الشعور بالمشكلة اللجوء إلى أهل الثقة والبوح لهم والإفضاء إليهم، ووظيفة الإفضاء هي الإسهام في إكساب المهموم النظرة الموضوعية لمشكلته فاستسلام الإنسان لميله الغريزي لرثاء نفسه قد يضخم من حجم مشكلاته، في حين يتيح له الإفضاء بها أن يعرف آراء من ينظرون إليها من خارج الدائرة، وتكون أحكامهم عليها غالباً أكثر واقعية ممن يعانيها ويتكبدها، وصدق الشاعر العربي حين قال:
ولابد من شكوى إلى ذي مروءة فيواسيك أن يسليك أو يتوجع
وهناك نوع من مشكلات الحياة لا مفر للإنسان من أن يتعلم (كيف يعش بها؟) وهذا التعبير مفاده أنه من مشاكل الإنسان ما لا يجدي معه أي حل سوى أن يدرب الإنسان نفسه على احتمال الحياة، والتكيف معها"
(بقلم عبد الوهاب مطاوع- كتاب (قالت الأيام) – بتصرف يسير