السؤال السابع: التلخيص (خمس درجات)
- لخص ما يأتي في حدود 70 كلمة (6 أسطر)، مراعياً استيفاء الفكر، وجودة الأسلوب وسلامة اللغة:
"الغضب ثوران في النفس وغليان للدم في القلب، يحمل على الرغبة في البطش والانتقام، ويمنع صاحبه من التعقل والاعتدال، ويدفعه إلى الطيش والخبال، فكم هدم الغضب من بيوت عظيمة، وشرد من أسر كريمة، وأفسد من علاقات، وقطع من صلات، وأزهق من أرواح زكية، وأسال من دماء نقية، وسبب من حروب ورزايا، وجلب من فتن وبلايا! فيمنعه من بلوغ العلا، ويكثر أعداءه، ويقلل أصدقاءه، ويزيد من أخطائه وغلطاته، ويجعله رهين حماقاته.
إن للغضب أسباباً كثيرة تثيره، وبواعث متنوعة تستثيره، منها العجب والكبر، والحمية والفخر، حيث تدفع صاحبها إلى التعالي على غيره من الآدميين، ورؤية نفسه في مقام تتقاصر دونه أعناق الآخرين، ومنها الحسد، حيث يحمل صاحبه على الغضب على المحسود لأتفه ما يمكن من أفعال أو كلام، وتثور ثائرة الهوى في نفسه، وتؤزه على التشفي والانتقام، ومنها الجدل والمماراة والعدوان، والخصومة في الباطل والبهتان التي تستثير ما في النفوس، ومنها ظن بعض الناس أن التهور شجاعة، وأن سرعة الغضب عزة نفس وكرامة، وهو مفهوم خطأ للغضب.
وإذا كان الغضب داء من الأدواء، فإن لكل داء دواء، فمما يعالج به الغضب اجتناب أسبابه المفضية إليه، والنأي عن البواعث الحاملة عليه، ومن أهم ما يعالج به الغضب الالتجاء إلى الله، والتحصن بذكره، فيستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ومنها السكوت، ليقطع مسالك الشيطان، ومنها كذلك تغيير الحالة التي هو عليها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع" ومنها تذكر ما يورثه من عواقب وآثار، وما يجلبه من آثام وأضرار، ومقارنة ذلك بنتائج كظم الغيظ العاجلة، وثمراته الطيبة الآجلة.
(الخطب الموزعة- لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة- بتصرف)