Uncategorizedحياة العلوم

تفسير الفاتحة و القصار المفصل سؤال و جواب

مقدمة

س1: من هو المؤلف والشارح لهذا الكتاب؟

ج1: هو فضيلة الشيخ صالح بن عبد الله بن حمد العصيمي. ص6

س2: ماهو أول حديث سمعه المؤلف من شيوخه؟

ج2: حدثني جماعة من الشيوخ وهو أول حديث سمعته منهم بإسنادِ كلٍّ إلى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبد الله بن عمرو بن العاص ( قال: قال رسول الله (: الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا مَنْ في الأرض يرحمكم مَنْ في السماء.ص6

س3: ماهي آكد الرحمة؟

ج3:آكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم أحكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين، ومن طرائق رحمتهم إيقافهم على مهمات العلم بإقراء أصول المتون، وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الإجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيَّهم، ويجد المتوسطون فيه ما يُذَكِّرهم، ويطَّلِع منه المنتهون إلى تحقيق مسائل العلم.ص6

س4: ما معنى قوله: (والإشراف على مكنون هداه)؟

ج4: أي الاطلاع على ما ادُّخِرَ فيه من الهدى. ص8

س5: ماهي أنواع هداية القرآن وما هو الفرق بينها؟

ج5: هداية القرآن نوعان:
أحدهما: هداية خاصة للمؤمنين.
والآخر: هداية عامة للخلق أجمعين.
والفرق بينهما: أن هدايتَه العامة لإقامة الحجة، وهدايته الخاصة لإيضاح المحجة. ص8

س6: خطاب الشرع كم نوع ؟و؟إلى أي نوع يرجع جلّ مافي المفصَّل ؟

ج6: إن خطاب الشرع نوعان:
أحدهما: الخطاب الشرعي الخبري.
والآخر: الخطاب الشرعي الطلبي.
وجلّ ما في المفصل يرجع إلى النوع الأول: وهو الخطاب الشرعي الخبري، وجُلَّ ما في القرآن من مقاصد الخطاب الطلبي هي في سورة البقرة. ص9

تفسير سورة الفاتحة

س1: اذكر حديث أبي سعيد وأبي هريرة في تفسير سورة الفاتحة؟

ج1: عن أبي سعيد ابن المعلى أنه قال: كنت أصلي فدعاني النبي ﷺ فلم أجبه، قلت: يا رسول الله إني كنت أصلي، قال: ألم يقل الله: ﴿اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ﴾الأنفال:24، ثم قال: ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد، فأخذ بيدي، فلما أردنا أن نخرج قلت: يا رسول الله! إنك قلت: لأعلمنك أعظم سورة من القرآن، قال ﷺ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾الفاتحة:2، هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته. رواه البخاري.
وعن أبي هريرة أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: قال الله تعالى: قُسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾الفاتحة:2، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾الفاتحة:3، قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي، وإذا قال: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾الفاتحة:4، قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوَّض إليّ عبدي، فإذا قال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾الفاتحة:5، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾الفاتحة:6 ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ﴾الفاتحة:7، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل. رواه مسلم. ص11

س2: لماذا سُميت الفاتحة بالسبع المثاني؟

ج2: سُميت الفاتحة بالسبع المثاني لأمرين:
أحدهما: يتعلق بالألفاظ والمباني؛ فآياتها يتبع بعضها بعضاً؛ فتُقرأ متتابعة على هذا النسق في القرآن، ويُثَنَّى بعضها على بعض متتابعا.
والآخر: يتعلق بالحقائق والمعاني، فإن حقائقها آخذةٌ رقاب بعضها ببعض؛ فتشتمل على جملة من المقاصد القرآنية المتعلقة بالمعاني يصدق بعضها بعضاً، ويشهد بعضها لبعض، كذِكْره سبحانه وتعالى صفات الجلال في قوله: ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾الفاتحة:2، ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾الفاتحة:4 مع ذِكره صفات الجمال في قوله: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾الفاتحة:3 فما في هذه الأسماء دال على أنواع من الكمال الإلهي من هذا ومن ذاك.ص12

س3: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (والقرآن العظيم)؟

ج3:هو وصفٌ للفاتحة في أصحِّ القولين: فتقدير الكلام: هي المقروء العظيم، ويقويه أنَّ الفاتحة هي أعظم سورة في القرآن. ص12

س4: ما معنى قول الله تعالى في الحديث الإلهي: (هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل)؟

ج4: هذا بيني وبين عبدي: أي هذا عهدٌ بيني وبين عبدي، فهذا عقدٌ للعهد.
ولعبدي ما سأل أي: وعدًا، ولعبدي ما سأل وفاءً للوعد.ص13

س5: ما معنى قوله تعالى في الحديث الإلهي : (هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)؟

ج5: أي: وعدًا، ولعبدي ما سأل وفاءً للوعد. ص5

س6: ما معنى قوله: (والاسم الأحسن (الله) علم على ربنا ()؟

ج6:معناه: المألوه المستحق لإفراده بالعبادة. ص15

س7: ما معنى قولهتعالى : (﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾الفاتحة:2، اسمان من أسمائه تعالى..) إلى آخر ما ذكر؟

ج7: إفصاح عن الفرق المعتد به بين الرحمن والرحيم، فالفرق المعتد بهما أن الرحمن اسم لله حال تعلق صفة الرحمة ببذاته، وأن الرحيم اسم لله (حال تعلق صفة الرحمة بالمرحومين الذين وقعت عليهم الرحمة.ص15

س8: ما هو الحمد في قول الله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾الفاتحة: 2؟

ج8: الحمد هو الإخبار عن محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه.ص16

س9: ما معنى قول المصنِّف في قوله تعالى : ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾الفاتحة:22،أنَّه اسم إضافي)؟

ج9: أي من الأسماء الإلهية المضافة ،فإنَّ أسماء الله باعتبار الإفراد والإضافة تنقسم قسمين :
أحدهما: اسم إلهي مفرد مثل : الله والرحيم.
والآخر: اسم إلهي مضاف مثل :رب العالمين ،ومالك الملك .ص16

س10: ما معنى قولالمصنف: (والعالمين جمع عالَم)؟

ج10: العالَم اسم للأجناس المُشْتَرِكة من خلق ما، فيقع على عالم الجن، أو عالم الإنس، أو عالم الملائكة لاشتراكها في جنس واحد.ص17

11س: لماذا وصف الله عز وجل نفسه بقوله: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾الفاتحة:3؟

ج11: لأن ربوبيته ( لم تنتج ظلماً بل مضمونها العناية بالخلق ورحمتهم ،فهو رحمن وسعت رحمته جميع الخلق، رحيم يوصل رحمته إليهم.ص17

س12: بماذا أكد الله ربوبيته؟

ج12: أكد ربوبيته بقوله: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾الفاتحة:4. ص17

س13: ما هو يوم الدين؟

ج13:هو يوم الحساب والجزاء على الأعمال، الذي قال الله تعالى فيه:
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾الانفطار:19
وهو يوم القيامة، وخصه بالذِّكر، لأنه يظهر فيه للخلق كمال ملك الله تعالى تمام الظهور، لانقطاع أملاك الخلائق؛ وإلا فهو مالك يوم الدين وغيره من الأيام.ص17

س14: ما معنى قوله: (وهو يوم الحساب والجزاء على الأعمال)؟

ج14: اسم يوم الدين جامع لأمرين:
أحدهما: الحساب، وهو مقدمة ما فيه.
والآخر: الجزاء، وهو نهاية ما فيه.ص17

س15: ما معنى قوله ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾الفاتحة:5؟

ج15: أي: نخصك وحدك بالعبادة، ونستعين بك وحدك في جميع أمورنا، وعبادة الله: تأله القلب له بالحب والخضوع، والمأمور به فيها امتثال خطاب الشرع والاستعانة به هي طلب العون منه في الوصول إلى المقصود.ص81

س16: ما معنى قوله ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾الفاتحة:6؟

ج16:أي: دلنا وأرشدنا إليه، وثبتنا عليه حتى نلقاك وهو الإسلام.ص19

س17: ما معنى قوله تعالى : ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾الفاتحة:7، وقوله ﴿غَيْرِ﴾ الفاتحة:7، وقوله ﴿الْمَغْضُوبِ﴾ الفاتحة:7، وقوله ﴿الضَّالِّينَ﴾ الفاتحة:7؟

ج17: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ الفاتحة:7، المتبعين للإسلام الذي جاء به النبي (، ﴿غَيْرِ﴾الفاتحة:7، صراط ﴿الْمَغْضُوبِ﴾ الفاتحة:7، الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به وهم اليهود، ومَنْ عدل عن الصراط المستقيم من هذه الأمة عن علم ففيه شبه منه، الفاتحة:7، صراط ﴿الضَّالِّينَ﴾ الفاتحة:7، الذين تركوا الحق عن جهل فلم يهتدوا وضلوا الطريق، وهم النصارى، ومَن عدل عن الصراط المستقيم من هذه الأمة عن جهل ففيه شبه منهم.ص19
سورة الضحى

س1: بماذا شرع المصنف بعد تفسير سورة الفاتحة؟

ج1: شرع بتفسير سورة الضحى. ص21

س2: ما هو سبب نزول سورة الضحى؟

ج2: عن جندب بن سفيان ( أنه قال: اشتكى رسول الله ( فلم يقم ليلتين أو ثلاثاً، فجاءت امرأة فقالت: يا محمد؛ إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثة؛ فأنزل الله تعالى: ﴿وَالضُّحَى﴾الضحى:1، ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾الضحى:2،﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾الضحى:3. متفق عليه.ص21

س3: ما معنى قوله: (فلم يقم ليلتين أو ثلاثاً)؟

ج3: أي: لم يصب حظه من دَأَبه في قيام الليل فانقطع عن القيام في الليل ليلتين أو ثلاثاً.ص21

س4: ما هو الضحى وما المراد به هنا في الآية في سورة الضحى وما هوتصرُّف لفظ الضحى في القرآن الكريم ؟

ج4:الضحى، وهو اسم ضوء الشمس إذا أشرق وارتفع،
والمراد به هنا النهار كله
وتصرُّف لفظ الضحى في القرآن الكريم يقع على معنيين:
أحدهما: عام ويراد به النهار كله، وذلك إذا ذُكر مقابلاً الليل، ومنه قوله تعالى: ﴿وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا﴾النازعات:29.
ومنه الضحى في هذه السورة فإنه وقع مقابلاً الليل في الآية الثانية.
والآخر: خاص، ويراد به أول النهار، وذلك إذا وقع مقابلاً لآخره وهو العشي قال الله تعالى: ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا﴾النازعات:46.ص22

س5: ما هو الذي تم به جواب القسم في سورة الضحى؟

ج5: تم جواب القسم بمثبَتين بعد مَنفيِّين
أما المنفيَّان:
فالأول: في قوله تعالى: ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ﴾الضحى:3، أي: ما تركك.
وأما الآخر: ففي قوله تعالى: ﴿وَمَا قَلَى﴾الضحى:3، أي: وما أبغض.
وتُرِك ذِكْر كاف الخطاب فيه تبعيداً لحصول القِلى، فلم يقل الله: وما قلاك، بل حُذِف كاف الخطاب تبعيداً لذلك وأنه لا يقع من الله في حق رسوله (.
وأما المثبتان:
فالأول في قوله تعالى: ﴿وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى﴾الضحى:4.
والثاني: في قوله تعالى: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾الضحى:5.ص23

س6:بم بشر الله نبيه في الآخرة؟

ج6: بشَّره بما له في الآخرة بقوله: ﴿وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى﴾ الضحى:4، فللدار الآخرة خير لك من دار الدنيا، ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ﴾الضحى:5، من مظاهر الإنعام ومقامات الإكرام في الآخرة ﴿فَتَرْضَى﴾الضحى:5.ص23

س7: بماذاامتنَّ الله على نبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا؟

ج7: امتن الله عليه في الدنيا فقال: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ﴾الضحى:6، استفهام تقريرٍ؛ أي: وجدك ﴿يَتِيمًا﴾الضحى:6، لا أم لك ولا أب؛ بل مات أبوه وهو حمل، ماتت أمه وهو صغير لا يقدر على القيام بمصالح نفسه، ﴿فَآوَى﴾الضحى:6، بأن ضمك إلى مَنْ يكفلك وجعل لك مأوى تأوي إليه فكفَّله جده عبد المطلب، ثم لما مات كفَّله عمه أبا طالب حتى أيَّده بنصره وبالمؤمنين. ص24

س8: بمفسّر المصنفهذه الآية:﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾الضحى:7؟

ج8:﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾الضحى:7، فسّرها المصنف بمُضَمَّن آيتين من الكتاب، فأما قوله تعالى: ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا﴾ الضحى:7 ففسره بقوله تعالى: ﴿مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ﴾الشورى:52.
وأما قوله تعالى: ﴿فَهَدَى﴾ الضحى:7، ففسره بقوله تعالى: ﴿وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾النساء:113.ص25

س9:ما معنى قوله تعالى ﴿وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى﴾الضحى:8؟

ج9: أي فقيراً َفأغناك بما ساق إليك من الرزق، وقنّعك به.ص26

س10: ما معنى قول المؤلف: (بما ساق إليك من الرزق، وقنّعك به) في تفسير الغنى؟

ج10: بيانٌ أن الغنى التام مركَّب من شيئين:
أحدهما: رزق يُحصِّل به العبد مصالحه.
والثاني: قناعة تقطع عن قلبه الطمع فيما سواه. ص26

س11: بيِّن معاني الآيات التالية :﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ﴾الضحى:9، ﴿وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ﴾الضحى:10، ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾الضحى:11؟

ج11: ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ﴾الضحى:9، أي: لا تغلب مسيئاً معاملته، ﴿وَأَمَّا السَّائِلَ﴾الضحى:10، عن دين أو دنيا ﴿فَلا تَنْهَرْ﴾الضحى:10، أي تزجر، بل اقض حاجته أو رده برفق، ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾الضحى:11، مُخبراً عنها، فإن التحدث بنعمة الله، داع لشكرها، وسبب في محبة القلوب لمَن أسداها، فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن إليها. ص27
سورة الشرح

س1: ما هو الشرح الواقع على النبي صلى الله عليه وسلم؟

ج1: إنَّ الشرح الواقع على النبي ( في صدره نوعان:
النوع الأول: شرح جسماني؛ إذ شُقَّ صدره ( مرتين:
أولاهما: في صغره لما كان مسترضعًا في بني سعد.
والأخرى: ليلة أُسري به ( من مكة إلى بيت المقدس.
والنوع الثاني: شرح روحاني، وهو ما حُشي به قلبه ( من الكمالات الدينية والمعارف الإيمانية التي اشتمل عليها إدراكه حقائق الدين.ص28/29

س2: ما معنى الآيات التالية : ﴿وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ﴾ الشرح:2،﴿الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ﴾ الشرح:3،﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ الشرح:4؟

ج2: ﴿وَوَضَعْنَا﴾الشرح:2، أي حططنا ﴿عَنكَ وِزْرَكَ﴾الشرح:2، وهو الذنب، ﴿الَّذِي أَنقَضَ﴾الشرح:3، أي أثقل ﴿ظَهْرَكَ﴾الشرح:3.
﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾الشرح:4، فأعلينا قدرك، وجعلنا لك الثناء الحسن، بما أشاع الله من محاسن ذِكره بين الناس، وبما نزل من القرآن ثناءً عليه وكرامة له، وبإلهام الناس التحدث بما جبله الله عليه من المحامد في أول نشأته، ومن أعظم ذلك أن الله قرن ذِكره بذِكره في الشهادتين، وله في قلوب أمته من المحبة والتعظيم بعد الله تعالى ما ليس لأحد سواه.ص30

س3: مامعنى قوله تعالى ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ الشرح:5 ﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾الشرح 6؟

ج3:وقوله:﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ﴾الشرح:5، وهو الشدة ﴿يُسْرًا﴾الشرح:5، أي سهولة، والفاء فيه فصيحة تُفصح عن كلام مقدر يدل عليه الاستفهام التقريري هنا، أي إذا علمت هذا وتقرر؛ فاعلم أن اليسرمصاحب للعسر، فالعسر الذي عهدته وعلمته سيجعله الله يسراً، والتنكير للتعظيم، وفي تكرارها بقوله: ﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾الشرح:6، تأكيد لتحقيق اطّراد هذا الوعد وعمومه. ص30

س4: ماذا أمر الله رسوله(في آخر سورة الشرح؟

ج4:أمر الله رسوله ( بشكره، والقيام بواجب نعمه،فقال: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ﴾الشرح:7، أي إذا فرغت من عمل بإتمامه؛ فأقبل على عمل آخر، لتعمر أوقاتك كلها بالأعمال الصالحة، ﴿وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾الشرح:8، فأعظم الرغبة إليه في مراداتك مقبلاً عليه. ص30
سورة التين

س1: بماذا أقسم الله تعالى في سورة التين وماالمراد؟

ج1:أقسم الله بالشجرتين المعروفتين التين والزيتون فقال: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾التين:1، مريداً منابتهما وهي أرض الشام، ثم أقسم بجبل سيناء فقال: ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾التين:2، وهو الجبل الذي كلم الله فيه موسى عليه الصلاة والسلام، وسينين: لغة في سيناء، وهي صحراء بين مصر وبلاد فلسطين، ثم أقسم أخرى فقال: ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ﴾التين:3، وهو مكة المكرمة لأمن الناس فيها، والإشارة إليه للتعظيم، ولأن نزول السورة واقع فيه، وهذه المواضع هي مواطن أكثر الأنبياء، فهي أرض النبوات ومهبط الرسالات. ص31

س2: ما المراد بذكر التين والزيتون في سورة التين وما هي المناسبة؟

ج2: ذكر المصنف وفقه الله أن المراد من ذِكْر التين والزيتون ليس عين الشجرتين؛ بل إرادة الأرض التي تنبت فيها هاتان الشجرتان وهي أرض الشام بقرينة أن ما بعدها ذِكْر لمواضع منالأرض وهي ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾التين:2، و﴿الْبَلَدِ الأَمِينِ﴾التين:3،فالمناسب أن تكون الآية الأولى متعلقة ببلد، وموضع من الأرض وهو الشام، فتكون الآيات الثلاث الأُول مشيرةً إلى ثلاثة مواضع من الأرض:
أحدها: بلاد الشام، وهي المذكورة في الآية الأولى.
وثانيها: بلاد مصر، وهي المذكورة في الآية الثانية.
وثالثها: بلاد الحجاز، وهي المذكورة في الآية الثالثة.
وهذه المواضع من الأرض فيها أكثر نبوات الأنبياء، والتعبير بالأكثر هو الصحيح للقطع بوجود أنبياء في غير هذه المواضع من الأرض، ككون إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان مبتدأ أمره في بابل المعروفة من أرض العراق. ص31/32

س3: ما هو جواب القسم وما هو معناه؟

ج3: ثم ذكر جواب القسم في قوله: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾التين:4، فسواه الله وعَدَله، وفطره على توحيد، ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾التين:5، في نار جهنم إن كفر.ص33

س4: ما معنى قول المؤلف: (﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾التين:5، في نار جهنم إن كفر)؟

ج4:هو جعله في نار جهنَّم إن كفر.
والتقويم الأحسن الذي امتنّ الله ( به على الخلق نوعان:
أحدهما: التقويم الأحسن المتعلق بالباطن، وهو جعْله على الفطرة.
والآخر: التقويم الأحسن المتعلق بالظاهر، وهو جعْله في أحسن صورة.ص33

س5: ما معنى قوله تعالى :﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾التين:6؟

ج5:﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾التين:6، فإنهم لا يُردَّون إليها، بل جزاؤهم ما أخبر عنه بقوله: ﴿فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾التين:6، أي لهم أجر لا يشوبه كدر المنّ، ولا يلحقه الانقطاع، وذلك في جنات النعيم، ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ﴾التين:7، وهو الحساب والجزاء على الأعمال، فأي شيء يجعلك أيها الإنسان مكذباً بما جاءت به الرسل من الشرائع والمناهج، وما بشَّرت به، وأنذرت به من الجزاء بالجنة والنار، وأنت قد خلقت في أحسن تقويم، ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾التين:8، في الفصل والقضاء بين عباده مَن آمن منهم ومَن كفر؟! ص34
سورة العلق

س1: ما هو أول القرآن نزولاً على النبي (؟

ج1: من صدر سورة العلق إلى قوله تعالى: ﴿عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾العلق:5، هو أول القرآن نزولاً على رسول الله (.

س2: ما معنى قوله: (وكان ذلك في غار جبل حراء بمكة)؟

ج2: إعلام بأن حراء اسم للجبل لا للغار، فيقال: غار جبل حراء، وقد يُحذَف للعلم به فيقال: غار حراء، على تقدير: غار جبل حراء، وأما التسمية الشائعة اليوم وهي تسمية الجبل باسم النور، وتسمية الغار باسم حراء فهي مُحدَثة. ص37

س3: ما معنى سورة العلق وفيمن نزلت؟

ج3:﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾العلق:1؛ أي خلق الخلق جميعاً، ومنهم الإنسان، فإنه ﴿خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ﴾العلق:2، والعلقة: هي القطعة من الدم الغليظ، وذِكْر خلق الإنسان بعد الأمر بالقراءة: إشارة إلى الأمر بالعبادة، فمَن خلق الإنسان لم يكن يتركه سدى، بل سيأمره وينهاه، وذلك بإرسال الرسل، وإنزال الكتب.
ثم قال: ﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ﴾العلق:3، المتصف بغاية الكرم، ومن كرمه ( أنه هو ﴿الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ﴾العلق:4، ﴿عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾العلق:5، فإن الله أخرجه من بطن أمه لا يعلم شيئاً، وجعل له السمع والبصر والفؤاد، فعلم ما لم يكن يعلمه من قبل، ومن أعظم أسباب علمه تعليمه القلم وهو الخط والكتابة.
ولكن الإنسان الظلوم الجهول يطغى متجاوزاً حده، ويُعرض عما أُمر به ونُهي عنه، إذا رأى نفسه غنياً بما أنعم الله عليه، قال الله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى﴾العلق:6، ﴿أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى﴾العلق:7، ثم تهدده وتوعده فقال: ﴿إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى﴾العلق:8؛ أي إلى الله المصير والمرجع، وسيُجازي كل إنسان بعمله.
ومن جنس الإنسان مَنْ تسوؤه حاله فيُعارض الأمر والنهي فوق إعراضه عنه، كمَن ينهى عن الصلاة التي هي من أفضل الأعمال المذكور في قوله تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى﴾العلق:9، ﴿عَبْدًا إِذَا صَلَّى﴾العلق:10، فتوعده الله بقوله: ﴿أَرَأَيْتَ﴾العلق:11، أيها الناهي ﴿إِنْ كَانَ﴾ العبد المصلي ﴿عَلَى الْهُدَى﴾العلق:11، ﴿أَوْ أَمَرَ﴾ غيره ﴿بِالتَّقْوَى﴾العلق:12، أيستقيم أن يُنهى مَن هذا وصفه؟ أرأيت أعجب من طغيان هذا الناهي؟!
﴿أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ﴾ الناهي بالحق ﴿وَتَوَلَّى﴾العلق:13، فأعرض عن الأمر والنهي، ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴾العلق:14، عمله؟ فهو مطلع عليه محيط به!، أفلا يخاف الله ويخشى عقابه؟!
ولئن لم ينزجر بالوعيد فليسعه التهديد إن استمر على حاله، ﴿كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ﴾ عما يقول ويفعل ﴿لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ﴾العلق:15؛ أي لنأخذن بناصيته، وهي مقدم شعره، أخذاً عنيفاً، فالسفع: القبض الشديد بجذب، واستحقته ناصيته لاتصافها بوصفين هما المذكوران في قوله: ﴿نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ﴾العلق:16، فهي كاذبة في قولها، خاطئة في فعلها، ﴿فَلْيَدْعُ﴾ هذا الأثيم ﴿نَادِيَه﴾العلق:17، وهم أهل مجلسه؛ فإننا ﴿سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ﴾العلق:18، وهم ملائكة العذاب، ليأخذوه ويعاقبوه، وسُمُّوا زبانية لأنَّهم يزبنون أهل النار أي يدفعونهم بشدة.
والآيات السابقة نزلت في شأن أبي جهل حين نهى رسول الله ( عن الصلاة وتهدده، روى الترمذي والنسائي في السنن الكبرى بإسناد صحيح عن ابن عباس ( أنه قال: كان رسول الله ( يصلي عند المقام، فمر به أبو جهل بن هشام فقال: يا محمد! ألم أنهك عن هذا؟ وتوعده، فأغلظ له رسول الله (وانتهره، فقال: يا محمد! بأي شيء تهددني؟ أما والله إني لأكثر هذا الوادي نادياً؛ فأنزل الله: ﴿فَلْيَدْعُ نَادِيَه﴾العلق:17، ﴿سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ﴾العلق:18، وقال ابن عباس(: لو دعا ناديه لأخذته ملائكة العذاب من ساعته، وأصله في البخاري مختصراً.
ولما فرغ من وعيد الناهي وتهديده أتبعه بأمر المنهي وهو العبد المصلي أن لا يطيع ناهيه فقال:
﴿كَلَّا لا تُطِعْهُ﴾ فيما ينهاك عنه، ثم أمره بما فيه فلاحه فقال: ﴿وَاسْجُدْ﴾ لربك ﴿وَاقْتَرِبْ﴾ ، منه بالصلاة؛ فإن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة (أن رسول الله ( قال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد؛ فأكثروا الدعاء. ص38/39/40
سورة القدر

س1: ماذا يخبر الله تعالى في سورة القدر؟

ج1: يخبرنا الله ( في هذه السورة عن إنزال القرآن، فيقول: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ﴾القدر:1، أي القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، وفي إسناد الإنزال إلى الله تشريف عظيم للقرآن.ص41

س2: ما معنى قوله: (أي القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا)؟

ج2:هو إعلام بأن النزول المقصود في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾القدر:1، ليس هو ابتداء تنزيله على النبي (، بل المراد أنه نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت في السماء الدنيا. ص41

س3: ما معنى قوله تعالى: ﴿فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾القدر:1؟

ج3:أي الشرف العظيم، وهو اسم جعله الله للَّيلة التي أنزل فيها القرآن، ولم تكن معروفة عند المسلمين، فذكرها بهذا الاسم تشويقاً لمعرفتها، ولذلك أتبعه بقوله: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ﴾القدر:2، فاستفهم عنها تفخيماً لشأنها، وتعظيماً لمقدارها.
قال ابن عباس(: أُنزل القرآن جملة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، ثم أُنزل بعد ذلك في عشرين سنة، قال: ﴿وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾الفرقان:33، وقرأ: ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا﴾الإسراء:106. رواه النسائي في السُّنن الكبرى، وإسناده صحيح.
وهي ليلة مباركة من ليالي رمضان؛ قال الله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾الدخان:3، وقال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾البقرة:185، وسُميت ليلة القدر، لشرفها، ولأنه يُقدَّر فيها ما يكون بعدها من المقادير كالآجال والأرزاق.
وفي تشريف زمان إنزاله تشريف ثان للقرآن يظهر علو قدره عند الله تعالى.ص43

س4: كيف وقع تعظيم القرآن في هذه السورة؟

ج4: وقع تعظيم القرآن في هذه السورة من جهتين:
أولاهما: إسناد إنزاله إلى الله، قال الله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾القدر:1.
والآخر: تشريفه بالإنزال في زمن مُعظّم في قوله: ﴿فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾القدر:1. ص43

س5:ما المقصود في قول الله تعالى ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾القدر:3؟

ج5: أي القيام فيها إيماناً واحتساباً خير من عمل ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، ومجموع مدتها ثلاث وثمانون سنة، وأربعة أشهر. ص44

س6: ما هو الفضل الآخر لليلة القدر غير تنزيل القرآن فيها ومتى يبدأ ومتى ينتهي وقتها؟

ج6:ذكر الله فضلاً آخراً لها في قوله: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ﴾القدر:4، من السماء، ﴿وَالرُّوحُ فِيهَا﴾ القدر:4، أي في تلك الليلة،والروح هو جبريل، ﴿بِإِذْنِ رَبِّهِمْ﴾القدر:4، أي بأمره ﴿مِنْ كُلِّ أَمْرٍ﴾القدر:4، قضاه الله في تلك السنة إلى السنة التي بعدها، وتلك الليلة.
﴿سَلامٌ هِيَ﴾القدر:5، أي سلامة، والسلامة تشمل كل خير يتصل، ﴿حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾القدر:5، فمبتدؤها: غروب الشمس ومنتهاها: طلوع الفجر، وفي التعريف بمنتهاها حث على اغتنام فضلها قبل انتهاء وقتها.ص 45
سورة البينة

س1: اذكر التفسير المجمل لسورة البينة؟

ج1:كان كفار أهل الكتاب يقولون: سيُبعث فينا رسول، وكان المشركون يقولون لهم إذا دعوهم إلى إتباع اليهودية أو النصرانية: لم يأتنا رسول كما أتاكم، فأخبر الله في هذه السورة عن قولهم موبخاً.
﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾البينة:1، وهم اليهود والنصارى ﴿وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ﴾البينة:1، عن كفرهم، أي زائلين عما هم عليه، تاركين له، ﴿حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾البينة:1، وهى الحجة الواضحة التي وُعد بها اليهود والنصارى في كتبهم، وتلقفها عنهم المشركون، ثم فسر تلك البينة فقال: ﴿رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفًا مُطَهَّرَةً﴾البينة:2، وهو محمد ( الذي يتلو ما هو مكتوب في صحف مطهرة، منزهة عن كل ما لا يليق، وهي صحف الكتاب المكنون في اللوح المحفوظ، ومتلو النبي ( منها هو القرآن الكريم.
وتلك الصحف ﴿فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ﴾البينة:3، أي مستقيمة، وهي الكتب التي أنزلها الله مع النبيين، قال الله: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ﴾البقرة:213.
ثم أخبر عن سبب كفر أهل الكتاب فقال: ﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾البينة:4، وهذه البينة هي بينة أخرى غير الأولى.
فالبينة هنا الحجج والآيات التي جاءتهم من قبل، فاختلفوا فيها وتفرقوا عنها، فهي كقوله تعالى: ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾آل عمران:105.
ولم يأمرهم هذا الرسول إلا بما أمروا به من قبل في كتبهم ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾البينة:5، أي قاصدين بعبادتهم وجهه، فالإخلاص هو تصفية القلب من إرادة غير الله، ﴿حُنَفَاءَ﴾البينة:5، مقبلين على الله مائلين عما سواه، ﴿وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ﴾البينة:5، وخصهما بالذكر لفضلهما وشرفهما.
﴿وَذَلِكَ﴾البينة:5، المأمور به من إخلاص الدين وإقامة الصلاة وأداء الزكاة هو ﴿دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾البينة:5، أي دين الكتب المستقيمة، وهو الإسلام، فلا عُذر لهم في الإعراض عنه.
ثم ذكر جزاء الكافرين بعدما جاءتهم البينة، فقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ﴾البينة:6، والبرية: الخليقة.
وأتبعه بذِكر جزاء مقابلهم فقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ﴾البينة:7، ﴿جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ﴾البينة:8، أي جنات إقامة، لا يتحولون عنها، ﴿تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾البينة:8، من تحت أشجارها وغرفها على وجه أرضها في غير شق.
﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾البينة:8، فرضي عنهم بما عملوا من طاعته، ورضوا عنه بما أثابهم به من النعيم المقيم، وإن ﴿ذَلِكَ﴾ البينة:8، الجزاء الحسن حق ﴿لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾البينة:8، فلا يناله إلا من كانت هذه صفته، والخشية خوف مقرون بعلم. ص46/47/48/50

س2: ما معنى قوله (على وجه أرضها في غير شق)؟

ج2: أي: في غير أخدود من الأرض، فتكون الأنهار جارية على وجه الأرض، كما ثبت ذلك عن جماعة من التابعين (، وهذا من جنس التفسير الذي يُعرف فيه شيء عن التابعين، ولا يُعرف فيه شيء عن الصحابة، فإطباق التابعين على هذا المعنى يدل أنهم تلقوه عن الصحابة (، وأن أنهار الجنة على هذه الصفة.
وفي مسند أحمد بإسناد صحيح أن النبي ( لما ذكر نهر الكوثر قال: فإذا هو نهرٌ يجري ولم يُشقَّ شقًا. ص50/51
سورة الزلزلة

س1: لماذا بكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه؟

ج1: عن عبد الله بن عمرو ( أنه قال: نزلت ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾الزلزلة:1، وأبو بكر الصديق قاعد فبكى أبو بكر ، فقال له رسول الله (: ما يبكيك يا أبا بكر؟، فقال: أبكتني هذه السورة، فقال رسول الله (: لو أنكم لا تخطئون ولا تذنبون لخلق الله تعالى أمة من بعدكم يخطئون ويذنبون فيغفر لهم. رواه الطبراني في المعجم الكبير، وإسناده حسن.ص52

س2: ما هو معاني الآيات التالية إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾الزلزلة:1، ﴿وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾الزلزلة:2، ﴿وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا﴾الزلزلة:3؟

ج2: ذكر الله تعالى ابتداء حال الأرض يوم القيامة فقال: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾الزلزلة:1، فرجَّت رجاً شديداً، ﴿وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾الزلزلة:2، وهو ما تثقل به مما في بطنها فألقته على ظهرها، كما قال تعالى: ﴿وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ﴾الانشقاق:4، وقال تعالى: ﴿وَقَالَ الإِنسَانُ﴾الزلزلة:3، مستعظماً حالها: ﴿مَا لَهَا﴾الزلزلة:3؛ أي ما الذي حدث لها؟ وما عاقبته؟
ولا تكون زلزلتها كلها إلا يوم القيامة. ص52

س3: ما معنى قوله: (ولا تكون زلزلتها كلها إلا يوم القيامة)؟

ج3: إنَّ الزلزلة التي تطرأ على الأرض نوعان:
أحدهما: زلزلة في ناحية من نواحيها؛ فلا تعم الأرض، وهي كل زلزلة قبل يوم القيامة.
والآخر: زلزلة في الأرض كلها، وهي لا تكون إلا يوم القيامة فلا تختص بناحية من نواحي الأرض، وفيها أُفردت هذه السورة. ص53

س4: ما معنى الآيات التالية:﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا﴾الزلزلة:4، ﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾الزلزلة:5، ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ﴾الزلزلة:6، ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه﴾الزلزلة:7، ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه﴾الزلزلة:8؟

ج4:﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ﴾الزلزلة:4، الأرض ﴿أَخْبَارَهَا﴾الزلزلة:4، فتخبر بما عُمل على ظهرها من خير وشر، ذلك ﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾الزلزلة:5؛ أي أمرها أن تخبر به، فلا تعصي أمره.
﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ﴾الزلزلة:6، يقبلون إلى الموقف والحساب ﴿أَشْتَاتًا﴾الزلزلة:6، أي أصنافاً متفرقين، ومقصود صرفهم: ﴿لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ﴾الزلزلة:6، فيريهم الله ما عملوا من الحسنات والسيئات ويجازيهم عليها، فَلِمُحسِنِهِم النَّعيم المُقيم، ولِمُسيئهم العذاب الأليم.
﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾الزلزلة:7، وهي النملة الصغيرة ﴿خَيْرًا يَرَه﴾الزلزلة:7، أي يره وير ثوابه في الآخرة، ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه﴾الزلزلة:8، أي يره وير عقابه فيها. ص54

س5: ما معنى قوله في تفسير (يره) الأولى والثانية؟

ج5: قوله في تفسير (يره) الأولى: أي يره وير ثوابه في الآخرة، والثانية: أي يره وير عقابه فيها.
فالرؤية تشمل أمرين:
أحدها: رؤية العبد عمله.
الثاني: رؤيته جزاء عمله. ص54

س6: ماذا سمع صعصعة ( من النبي (؟

ج6:روى النسائي في السنن الكبرى عن صعصعة ( أنه قال: قدمت على النبي ( فسمعته يقول: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه﴾الزلزلة:7، ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه﴾الزلزلة:8، قال: ما أبالي ألا أسمع غيرها حسبي حسبي، وإسناده صحيح.ص54
سورة العاديات

س1:اذكر تفسير سورة العاديات كما أوردها المؤلف؟

ج1:أقسم الله تبارك وتعالى بالخيل الجاريات في سبيل الله، فقال: ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا﴾العاديات:1، أي العاديات عدواً بليغاً قوياً، يصدر عنه الضبح، وهو صوت نفسها في جوفها، عند اشتداد عدوها، ﴿فَالْمُورِيَاتِ﴾العاديات:2، الموقدات بحوافرهن ما يطأن عليه من الأحجار ﴿قَدْحًا﴾العاديات:2، فتقدح النار ويتوقد شررها من ضرب حوافرهن إذا عدون، ﴿فَالْمُغِيرَاتِ﴾العاديات:3، المباغتات الأعداء بما يُكره ﴿صُبْحًا﴾العاديات:3؛ فإنهم كانوا لا يغيرون على القوم إذا غزوا إلا بعد الفجر، فتكون الغارة صباحاً، ﴿فَأَثَرْنَ بِهِ﴾العاديات:4، أي هيجن وأصعدن بعدوهن وغارتهن ﴿نَقْعًا﴾العاديات:4، وهو الغبار، ﴿فَوَسَطْنَ بِهِ﴾العاديات:5، أي توسطن براكبهن ﴿جَمْعًا﴾العاديات:5، وهم الأعداء الذين أُغير عليهم.
والقسم بالخيل على تلك الأوصاف لأجل التهويل، وترويع المشركين بما أُعد لهم من الجهاد وآلته.
وجواب القسم هو قوله: ﴿إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾العاديات:6، أي لكفور لنعمة ربه، ﴿وَإِنَّهُ﴾العاديات:7، أي الإنسان ﴿عَلَى ذَلِكَ﴾العاديات:7، الكفر ﴿لَشَهِيدٌ﴾العاديات:7، في فلتات أقواله وأفعاله، فيبدو منها على لسانه وفي تصرفاته ما يتضمن الشهادة على نفسه بكفر نعمة ربه، ﴿وَإِنَّهُ﴾العاديات:8، أي الإنسان ﴿لِحُبِّ الْخَيْرِ﴾العاديات:8، وهو المال ﴿لَشَدِيدٌ﴾العاديات:8؛ أي كثير الحب له، وحبه إياه حمله على البخل به، فصيّره كفوراً.
ولهذا قال الله تعالى تحذيراً له وتخويفاً: ﴿أَفَلا يَعْلَمُ﴾العاديات:9، هذا الكفور عن عقابه ﴿إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ﴾العاديات:9، أي أُثير ما فيها، وأخرج الله الأموات منها، ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾العاديات:10، فجُمع وأُحصي ما فيها من كمائن الخير والشر، ﴿إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ﴾العاديات:11، أي مطلع على أعمالهم، ومجازيهم عليها، وخص خُبره بيوم القيامة حين تُبعثر القبور ويُحصَّل ما في الصدور، مع أنه خبير بهم في كل وقت، لأن المراد: الجزاء بالأعمال الناشئ عن علم الله بهم واطِّلاعه عليهم. ص56/57/58

س2: ما المراد من ذِكْر خُبره ( بهم؟

ج2: خُبرُه سبحانه هنا يجمع أمرين:
الأول: الاطِّلاع على العمل.
الثاني: الجزاء عليه. ص58
سورة القارعة

س1: اذكر تفسير سورة القارعة كما أوردها المؤلف؟

ج1: القارعة من أسماء يوم القيامة، لأنها تقرع قلوب الناس وتزعجهم بأهوالها، ولهذا عظَّم شأنها وهوَّل أمرها بقوله: ﴿الْقَارِعَةُ﴾القارعة:1، ﴿مَا الْقَارِعَةُ﴾القارعة:2، ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾القارعة:3، فأي شيء هي هذه القارعة؟ وأي شيء أعلمك بها؟ ثم أخبر عنها فقال: ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ﴾القارعة:4، من شدة الفزع والهول، ﴿كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ﴾القارعة:4، أي المنتشر، والفراش: فرخ الجراد حين يخرج من بيضه يركب بعضه بعضاً، وهو المذكور في قوله تعالى: ﴿يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنتَشِرٌ﴾القمر:7. ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ﴾القارعة:5، أي الصوف ﴿الْمَنفُوشِ﴾القارعة:5، المتمزق الذي فُرقت بعض أجزائه عن بعض.
وفي ذلك اليوم تُنصب الموازين، ﴿فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ﴾القارعة:6، برجحان حسناته على سيئاته ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ﴾القارعة:7، أي حياة مرضية في جنات النعيم، ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ﴾القارعة:8، بأن لم تكن له حسنات تقاوم سيئاته ﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾القارعة:9، أي مأواه ومسكنه النار، تكون له بمنزلة الأم التي يأوي إليها ويلزمها؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾الفرقان:65، أي ملازماً أهلها، وعظّم أمرها فقال: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ﴾القارعة:10، ثم فسّرها بقوله: ﴿نَارٌ حَامِيَةٌ﴾القارعة:11، أي شديدة الحرارة، من الوُقود عليها، وصح في الحديث أن حرارتها تزيد على حرارة نار الدنيا سبعين ضعفاً. ص60/61/62

س2: ما هو الفراش الوارد في الآية؟

ج2:هو فرخ الجراد حين يخرج من بيضه يركب بعضه بعضا وهو المذكور في قوله تعالى: ﴿يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنتَشِرٌ﴾القمر:7. ص60

س3ما معنى قول المؤلف: (وفي ذلك اليوم تُنصب الموازين)؟

ج3: الميزان واحد، والجمع للتعظيم.
ووقع في القرآن مجموعًا باعتبار تعدد الموزون فيه. ص61

س4: بيِّن قولالمؤلف : (من الوُقود عليها) بضم الواو.

ج4: أي: من الإيقاد عليها.
أما ما تُوقَد به النار فإنه يُسمى وَقوداً. ص62
سورة التكاثر

س1:اذكر الحديثين الواردين في سورة التكاثر؟

ج1: عن عبد الله بن الشخير أنه قال: أتيت النبي ( وهو يقرأ ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾التكاثر:1، قال:يقول ابن آدم: مالي! مالي!، قال:وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت. رواه مسلم.
وعن أبي هريرةأنه قال: قال رسول الله (: ما أخشى عليكم الفقر، ولكن أخشى عليكم التكاثر، وما أخشى عليكم الخطأ، ولكن أخشى عليكم العمد. رواه أحمد، وإسناده صحيح.ص63

س2: ما معنى قوله تعالى: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾التكاثر:1؟

ج2: يقول الله تعالى موبِّخاً المشركين ومحذراً عباده المؤمنين: ﴿أَلْهَاكُمُ﴾التكاثر:1، أي شغلكم عما خُلقتم له وهو عبادة الله ﴿التَّكَاثُرُ﴾التكاثر:1، بينكم، وهو التفاخر بالكثرة فيما يُغَرُّ فيه من الدنيا كالنساء، والبنين، والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، والخيل المسومة، والأنعام، والحرث. ص64

س3: ذكر المصنف وفقه الله الأعيان التي يقع فيها التكاثر بين ذلك؟

ج3: ذكر المصنف وفقه الله الأعيان التي يقع فيها التكاثر في قوله: (من النساء، والبنين، والقناطير المقنطرة..) إلى آخره أخذاً من الوارد في قوله تعالى: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ﴾آل عمران:14.
ص64

س4:بين معاني الآيات التالية: ﴿حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾التكاثر:2، ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾التكاثر:3، ﴿ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾التكاثر:4، ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ﴾التكاثر:5، ﴿لَتَرَوْنَ الْجَحِيمَ﴾التكاثر:6، ﴿ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ﴾التكاثر:7، ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾التكاثر:8؟

ج4: ﴿حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾التكاثر:2، بأن متم فدُفنتم فيها وصرتم إليها، وإنما جعل المقام في البرزخ زيارة لأن المقصود منه: النفوذ إلى الدار الآخرة، فجعلهم الله زائرين لا مقيمين، والبعث والجزاء يكونان في تلك الدار، ولهذا توعدهم بقوله: ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾التكاثر:3، ﴿ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾التكاثر:4، سوء عاقبة تكاثركم، وتشاغلكم عن عبادة ربكم، وكرر الجملة مبالغةً في التهديد، وزيادة تأكيد في تحقق الوعيد.
ثم زجرهم عن غيهم مرة أخرى فقال: ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ﴾التكاثر:5، أي لو تعلمون علماً ثابتاً في القلب ما تستقبلون بعد الموت؛ لما ألهاكم التكاثر عن عبادة الله.
ثم أقسم الله فقال: ﴿لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ﴾التكاثر:6، والجملة جواب قسم محذوف، تقديره: والله لترون الجحيم التي أعدها الله للكافرين، ثم أكد القسم بقسم آخر فقال: ﴿ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ﴾التكاثر:7، أي عياناً بأبصاركم؛ وذلك قول الله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾مريم:71، فإذا رأيتموها سُئلتم حينئذٍ عن النعيم؛ وهو المذكور في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾التكاثر:8، أي: فليسألنكم الله عما تنعمتم به في دار الدنيا، أشكرتم أم كفرتم؟ص65

س5: ذكر المصنف أن علم اليقين هو العلم الثابت في القلب، وأن عين اليقين هو الواقع معاينةً بالأبصار، والمذكور في القرآن من مراتب اليقين ثلاث؟

ج5: المذكور في القرآن من مراتب اليقين ثلاث:
أحدها: علم اليقين، وهو وجود الإدراك المجزوم به علماً ثابتاً في القلب.
وثانيها: عين اليقين، وهو الواقع بالمعاينة والمشاهدة.
وثالثها: حق اليقين، وهو المتحقق بالمواقعة. ص65/66

س6: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾التكاثر:8،اذكر تفسير النعيم كما ورد في السنة؟

ج6: عن عبد الله بن الزبير بن العوام ، عن أبيه إنه قال لما نزلت: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾التكاثر:8، قال الزبير: يا رسول الله! وأي النعيم نُسأل عنه، وإنما هما الأسودان التمر والماء؟! قال (: أما إنه سيكون. رواه الترمذي بسند حسن.
وعن أبي هريرة (أنه قال: خرج رسول الله ( ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر (فقال: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟! قالا: الجوع يا رسول الله، قال: وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما، قوموا، فقاموا معه فأتى رجل من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت: مرحباً وأهلاً ، فقال لها رسول الله (: أين فلان؟ قالت: ذهب يستعذب لنا من الماء، إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله ( وصاحبيه، ثم قال: الحمد لله، ما أحد اليوم أكرم أضيافاً مني، قال: فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسروتمر ورطب، فقال: كلوا من هذه وأخذ المدية، فقال له رسول الله (: إياك والحلوب، فذبح لهم، فأكلوا من الشاة، ومن ذلك العذق، وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا، قال رسول الله ( لأبي بكر وعمر (: والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم. رواه مسلم. ص67
سورة العصر

س1: اذكر القسم والمُقسم عليه في سورة العصر؟

ج1: استفتح الله هذه السورة بالقسم فقال: ﴿وَالْعَصْرِ﴾العصر:1، وهو الوقت المعروف آخر النهار قبل غروب الشمس.
والمُقسم عليه: ﴿إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾العصر:2، فكل الناس في خسر، أي هلكة ونقصان.ص68

س2: اذكر هدي الشرع في تحديد وقت العصر؟

ج2:العصر الواقع في لغة الشرع إذا أُطلِق يُرادُ به:الكائن آخر النهار، ومنه سُمِّيت الصلاة التي فيه: صلاة العصر، إضافةً إليه. ص69

س3: استثنى الله من الخسر في سورة العصر الذين اتصفوا بأربع صفات اذكرها.

ج3: في قوله: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾العصر:3.
فالصفة الأولى: الإيمان، وإنما يُدرك أصله وكماله بالعلم.
والثانية: العمل الصالح.
وبهما يكمل الإنسان نفسه.
والثالثة: التواصي بالحق، يأمر بعضهم بعضاً به.
والرابعة: التواصي بالصبر على أمر الله.
وبهما يكمل الإنسان غيره. ص68
سورة الهُمَزَة

س1: اذكر معنى الآية التالية ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾الهمزة:1، مع شرح المؤلف؟

ج1: ﴿وَيْلٌ﴾الهمزة:1، كلمة وعيد وتهديد، تتضمن الدعاء عليه بسوء الحال؛ لتعديتها باللام في قوله: ﴿لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾الهمزة:1، فتقدير الكلام: ويل له، وهو الذي يهمز الناس بفعله، ويلمزهم بقوله، فالهمَّاز: مَن يعيب الناس، ويطعن عليهم بالإشارة، واللَّمَّاز: مَنْ يعيبَهم بقوله ويطعن عليهم بالعبارة.
(الشرح)
هذا الذي ذكره المصنف من إفادة قوله: ﴿وَيْلٌ﴾الهمزة:1، للدعاء عليه بسوء الحال مستفاد من الوضع العربي؛ فإن العرب وضعت كلمة (ويل) للدلالة على التهديد والوعيد، والتعريض لسوء الحال.
وجعلوا معها أخوات، وهذه الكلمات خمس:
الأولى: ويلُ.
والثانية: ويح.
والثالثة: ويكٌ آخرها كاف.
والرابعة: وَيْسٌ آخرها سين.
والخامس: ويبٌ آخرها باء.
فهذه خمس كلمات لا سادس لها، تفيد التهديد والوعيد، ذكره ابن خالويه في كتاب (ليس).
وإلى ذلك أشرت بقولي:
ويل، وويحٌ ثم ويكٌ ويسُ ويبٌ لتهديد تقال الخمس والحديث المروي أنَّ ويلًا وادٍ في جهنَّم لا يصح. ص70/71

س2: الهمزة واللمزة والهمَّاز واللَّمَّاز للمبالغة، ماهي صفته وما هو عقابه؟

ج2: صفته حرصه على جمع المال وتعديده فذكره الله به فقال: ﴿الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ﴾الهمزة:2، وهو لشدة ولعه بماله ﴿يَحْسَبُ﴾الهمزة:3، لجهله ﴿أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ﴾الهمزة:3، فأبقاه في الدنيا؛ لأن الخلود فيها أقصى أمانيه؛ إذ لا يؤمن بحياة أخرى.
ثم توعده الله بأن الأمر على خلاف ظنه، فما ماله بمُخَلِّدِه، وإن الله معاقبه، فقال:﴿كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ﴾الهمزة:4، وهو جواب قسم محذوف؛ أي والله ليطرحن ﴿فِي الْحُطَمَةِ﴾الهمزة:4، التي تحطم ما يُلقى فيها وتهشمه، ثم هوّل شأنها وعظَّمَه في قوله: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ﴾الهمزة:5، ثم فسرها بقوله: ﴿نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ﴾الهمزة:6؛ أي المسعَّرة المشعَلة بالناس والحجارة، ﴿الَّتِي﴾الهمزة:7، من شدتها ﴿تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ﴾الهمزة:7، فتنفذ من الأجساد إلى القلوب فتحرقها، وألم حرق القلوب أشد من ألم غيرها للطفها.
وأهلها محبوسون فيها، قد أيسوا من الخروج منها لما أخبر الله عنه بقوله: ﴿إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤصَدَةٌ﴾الهمزة:8، أي مغلقة عليهم، وهم يعذبون فيها﴿فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ﴾الهمزة:9، أي أعمدة طويلة. ص72
سورة الفيل

س1: اذكر تفسير سورة الفيل وشرح قول المؤلف (وكان هذا عام مولد النبي ()؟

ج1: ذكر الله تعالى في هذه السورة خبر أصحاب الفيل، وباشر بالمخاطبة بها الرسول ( تقوية له وتثبيتاً؛ بإظهار قدرة ربه الذي أرسله؛ فقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ﴾الفيل:1، ﴿أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ﴾الفيل:2، وهو استفهام تقريري أي أما علمت كيف فعل ربك بأصحاب الفيل؟ الذين كادوا بيته وأرادوا هدمه، فجعل سعيهم وما دبروه من شر في تضييع؟! وهم الحبشة الذي جاؤوا مكة غزاة مضمرين هدم الكعبة؛ انتقاماً من العرب، فإن ملكهم أبرهة بنى كنيسة عظيمة سماها (القُلَّيْس)، وأراد أن يصرف حج العرب إليها، فجاء رجل منهم فأحدث فيها تحقيراً لها؛ ليتسامع العرب بذلك فتهون عليهم، فغضب أبرهة وعزم على غزو مكة ليهدم الكعبة، فجهز جيشاً عظيماً لا قبل للعرب به، واستصحب معه الفيل لهدمها، فلما وصلوا قرب مكة، خرج أهل مكة منها خوفاً على أنفسهم، فحبس الله الفيل، ﴿وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ﴾الفيل:3، أي جماعات متتابعة متفرقة، ﴿تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ﴾الفيل:4، تقذفهم بحصى صغيرة من سجيل وهو الطين المتحجر، ﴿فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴾الفيل:5، أي محطمين كبقايا الزرع الذي دخلته البهائم فأكلته، وداسته بأرجلها، وطرحته على الأرض، بعد أن كان أخضر يانعاً، وكان هذا عام مولد النبي (.
(الشرح)
قوله وفقه الله: (وكان هذا) أي: وقوع هذه الحادثة (عام مولد النبي () أي: قارن وقوع الحادثة مولد النبي(، ففي تلك السنة حدثت كائنة الفيل وقدوم جيش الحبشة وُلِدَ النبي(، وجُعلت تلك الواقعة توطئة لميلاد النبي( لتحفظه العرب. ص74/75
سورة قريش

س1: اذكر السورة المفردة في قبيلة النبي ( ولماذا؟

ج1: سورة قريش هي السورة المفردة في قبيلة النبي ( تعظيماً له ولهم، والجار والمجرور في صدرها ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ﴾قريش:1، متعلق بقوله: ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ﴾قريش:3، ودخلت عليه الفاء لما في الكلام من إرادة الشرط؛ إذ معناه: إن نِعَم الله عليهم لا تُحصى فإن لم يعبدوه لأجل ربوبيته المظهرة بنعمه فليعبدوه لأجل إيلافهم؛ أي ما لزموه واعتادوه مع الأنس به، ثم فسره بقوله: ﴿إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ﴾قريش:2، وهي رحلة تجارتهم في الشتاء لليمن، وفي الصيف للشام. ص76

س2: ما معنى قول المؤلف: (وهي رحلة تجارتهم في الشتاء لليمن)؟

ج2: أي: لليمن الأسفل المسمى تهامة؛ الذي يمتد اليوم بين (السعودية) وبين جارتها الجمهورية اليمنية. ص77

س3: ما هو الأمر الذي أخَّر الله الأمر لهم به اعتناءً؟

ج3: وأخَّر ما أمرهم به اعتناءً بما قدَّم فقال: ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ﴾قريش:3، وخصه بالربوبية لفضله وشرفه، ثم أبرز بعض ما طواه قبل من نِعَمه عليهم الموجبة عبادته فقال: ﴿الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ﴾قريش:4، فرزقهم من الثمرات، وهيأ لهم أسباب التجارات، ﴿وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾قريش:4، فصيّر بلدهم حرماً آمناً، وأعظم قدرهم عند الخلق فلا يتعرض لهم أحد بسوء؛ لأنهم جيران الكعبة المُعَظَّمة.
فانتظام سياق معانيها في وضع الكلام: لتعبد قريش رب هذا البيت؛ لما أنعم عليهم في رحلة الشتاء والصيف، فأطعمهم من جوع وآمنهم من خوف. ص78
سورة الماعون

س1: ما معنى الآيات التالية :﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ﴾الماعون:1، ﴿فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ﴾الماعون:2، ﴿وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾الماعون:3، ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ﴾الماعون:4، ﴿الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ﴾الماعون:5، مع شرح عبارات المصنف؟

ج1: يقول تعالى في ذم مَن ضيّع حقه وحقوق عباده: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ﴾الماعون:1، وهو الحساب والجزاء على الأعمال، والاستفهام للتعجب من حالهم، وما أورثهم تكذيبهم من سوء الصنيع، ﴿فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ﴾الماعون:2، أي فهو ذلك الذي يدفع اليتيم بعنف وشدة، ويمنعه حقه، لغلظة قلبه، وتكذيبه جزاء ربه، ﴿وَلا يَحُضُّ﴾الماعون:3، غيرهوالحض: الحث ﴿عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾الماعون:3، وأحرى به أنه لا يطعمه بنفسه؛ لمحبته المال وبُخله به.
ثم توعّد صنفاً من المصلين وهم المنافقون فقال: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ﴾الماعون:4، ﴿الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ﴾الماعون:5، أي لاهون، فلا يؤدونها في وقتها، ولا يقيمونها على وجهها.
وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك (أنه قال: سمعت رسول الله ( يقول: تلك صلاة المنافق: يجلس يرقب الشمس، حتى إذا كانت بين قرني الشيطان؛ قام فنقرها أربعاً، لا يذكر الله فيها إلا قليلاً.
والسهو عن الصلاة هو المستشنع المذموم، وأما السهو فيها فيقع من كل أحد، لأنه وارد قلبي لا اختيار للعبد فيه.
(الشرح)
قوله: (والسهو عن الصلاة..) إلى آخره فيه بيان نوعي السهو المتعلِّق بالصلاة، فإن سهو الصلاة نوعان:
أحدهما: سهو في الصلاة؛ وهو ذهول القلب عن معلوم فيها بالنقص، أو الزيادة، أو الشك.
والآخر: سهو عن الصلاة، وهو الغفلة عنها لعدم أدائها في وقتها وترك إقامتها على وجهها. ص79/80

س2: بماذا وصف الله المنافقين في آخر سورة الماعون مع شرح عبارة المصنف؟

ج2: وصفهم بالرياء والحرص على الدنيا، فقال: ﴿الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ﴾الماعون:6، فيظهرون أعمالهم الصالحة ليراها الناس؛ فيحمدوهم عليها،
(الشرح)
قوله: (فيظهرون أعمالهم الصالحة..) إلى آخره فيه بيان حقيقة الرياء؛ أنه إظهار العبد عمله ليراه الناس فيحمدوه عليه.
والفرق ببينه وبين صنوه التَّسميع: أنَّ الرياء آلته الرؤية بالعين، وأمَّا التسميع فآلته السماع بالأذن. ص81

س3: ما معنى قوله تعالى: ﴿وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ﴾الماعون:7؟

ج3: أي يمنعون الناس منافع ما عندهم،كالزكاة وما لا تضر إعارته، مما يُستعان به على عمل البيت من آنية وآلة؛ ومنها القدر والدلو وما جرت العادة ببذله، لشدة حرصهم على الدنيا وشُحِّهم بها، فلا هم أحسنوا عبادة ربهم، ولا هم أحسنوا معاملة خلقه. ص81
سورة الكوثر

س1: بماذا امتن الله تعالى على نبيه (في سورة الكوثر؟

ج1: امتنّ الله ( على نبيه محمد ( فقال له: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾الكوثر:1، وهو نهر في الجنة، ومنه يشخب ميزابان يصبان في حوض النبي ( في عرصات يوم القيامة.
وفي صحيح مسلم عن أنس أنه قال: بينا رسول الله ( ذات يوم بين أظهرنا؛ إذ أغفى إغفاءةً، ثم رفع رأسه متبسماً، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: أُنزلت عليّ آنفاً سورة، فقرأ: «﴿بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ﴾ ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾الكوثر:1، ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾الكوثر:2، ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾الكوثر:3، ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟ فقلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه نهر وعدنيه ربي (، عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم فأقول: رب إنه من أمتي، فيقول: ما تدري ما أحدثت بعدك. ص82

س2:لما ذكر الله منته على نبيه (في سورة الكوثر بماذا أمره؟

ج2: أمره بشكرها فقال: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾الكوثر:2، أي أخلص صلاتك كلها لربك، واجعل ذبحك له وعلى اسمه وحده، وخص هاتين العبادتين بالذكر لفضلهما، فالصلاة تتضمن خضوع القلب والجوارح لله، والنحر يتضمن التقرب إليه بسفك الدم من النحائر المشتمل على سماحة النفس بالمال.
ثم ذكر من منِّته عليه أيضاً خسار شانئه فقال: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ﴾الكوثر:3، أي مبغضك ﴿هُوَ الأَبْتَرُ﴾الكوثر:3، المقطوع من كل خير.
وروى النسائي في السنن الكبرى عن ابن عباس (أنه، قال: لما قدم كعب بن الأشرف مكة، قالت له قريش: أنت خير أهل المدينة وسيدهم قال: نعم، قالوا: ألا ترى إلى هذا المنبتر من قومه؟، يزعم أنه خير منا، ونحنيعني أهل الحجيج، وأهل السِّدانة!، قال: أنتم خير منه، فنزلت ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾الكوثر:3، ونزلت: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًاأُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا﴾النساء:52. وإسناده صحيح. ص84/85
سورة الكافرون

س1: سق تفسير سورة الكافرون؟

ج1: أمر الله رسوله ( في هذه السورة أن يبلغ الكافرين أمراً عظيماً فقال: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾الكافرون:1، الباقون على كفركم: ﴿لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾الكافرون:2، من الآلهة في المستقبل، كما أني لا أعبدها الآن.
ثم أخبر عن حالهم فقال: ﴿وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ﴾الكافرون:3، وهو الله المستحق وحده للعبادة، فعبادتكم إياه وأنتم تشركون به لا تُسمى عبادة، ثم كرر براءته من آلهتهم فقال: ﴿وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ﴾الكافرون:4، للدلالة على الثبات، وتأييسهم من عبادته لها، وأخبر عن تحقق تكذيبهم فقال: ﴿وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ﴾الكافرون:5، للدلالة على أن ذلك صار وصفاً لازماً لهم: أنهم لا يؤمنون.
فلكل دينه الذي رضيه قال تعالى: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾الكافرون:6، أي: لكم دينكم الذي رضيتموه وهو الشرك، ولي ديني الذي رضيه لي ربي وهو الإسلام. ص86

س2: ما هو الفرق بين الإضافتين عند ذِكر الدين في سورة الكافرون؟

ج2: فالفرق بين الإضافتين عند ذِكر الدين: أن دين المشركين نَتَاجُ الأهواء، ودين الرسول ( هو أمر رب الأرض والسماء؛ ولذلك لما ذُكر دين المشركين أُضيف إليهم، ولما ذُكر دين النبي ( أُضيف إليه، ففي قراءة يعقوب التصريح بذلك: (ولِي ديني) بإثبات ياء الإضافة.ص87
سورة النصر

س1: اذكر تفسير سورة النصر؟

ج1: تضمنت هذه السورة بشارة لرسول الله (، وإشارة عند حصولها وأمراً.
فالبشارة هي البشارة بنصر الله له على الكافرين، ووقوع فتح مكة، ودخول الناس في دين الله أفواجاًأي: جماعات تلو جماعات، وذلك في قوله: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾النصر:1، ﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا﴾النصر:2.
وأما الإشارة والأمر فهي الإشارة إلى دُنوِّ أجله (، وذلك في قوله: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ﴾النصر:3، فإن عمره ( عمر فاضل أقسم الله به، والأمور الفاضلة تُختم بالاستغفار، كالصلاة والحج، فأمْر الله رسوله ( أن يسبحه مع حمده ويستغفره، فيه إشارة إلى انقضاء عمره، ليتهيأ للقاء ربه.
﴿إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾النصر:3، يوفق الخلق للتوبة ويقبلها منهم، فكان ( يتأول القرآن، ويكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي. متفق عليه.ص88/90

س2: ما معنى قوله وفقه الله: (يوفق الخلق للتوبة ويقبلها منهم)؟

ج2: توبة الرب على عباده تتضمن شيئين:
أحدهما: توفيقهم إليها، فييسر لهم سبيل التوبة.
الثاني: قبولها منهم بعد صدورها. ص90
سورة المسد

س1: ما هو سبب نزول سورة المسد؟

ج1: أخرج البخاري ومسلم عن ابن عباس ( قال: لما نزلت: ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾الشعراء:214، صعد النبي (على الصفا، فجعل ينادي: يا بني فهر، يا بني عدي، لبطون قريش حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟! قالوا: نعم ما جربنا عليك إلا صدقاً، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تباً لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟! فنزلت: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾المسد:1، ﴿مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ﴾المسد:2.ص91

س2: من هو أبو لهب وبماذا توعده الله؟

ج2: أبو لهب من أعمام النبي (، وكان شديد العداوة والأذية له، فهلك بذلك وأخبر الله عنه وعن امرأته في هذه السورة فقال: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾المسد:1، أي: خسرت يداه، ﴿وَتَبَّ﴾المسد:1، فلم يربح، والجملة الأولى دعاء عليه، والثانية خبر عنه، و﴿مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ﴾المسد:2، وكسبه: ولده، فلن يرد عنه ماله وولده شيئاً من عذاب الله إذا نزل به.
وقد توعده الله بقوله: ﴿سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ﴾المسد:3، أي: سيدخل ناراً عظيمة تتوقد فيصلاها، ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾المسد:4، وهي أم جميل التي كانت تحمل أغصان الشجر الكبيرة ذات الشوك، فتلقيها في طريق رسول الله ( أذية له، فأعد الله لها في عنقها حبلاً من مسد، لقوله مخبراً: ﴿فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾المسد:5، والمسد: الليف الشديد الخشونة إذا فُتل وجُدل كضفائر الشعر.
وكان نزول هذه السورة قبل موت أبي لهب وامرأته، وأخبر الله أنهما سيعذبان في النار، فلن يسلما، فوقع الأمر كما أخبر (.ص91/92
سورة الإخلاص

س1: ما هو الحديث المذكور في فضل سورة الإخلاص؟

ج1: عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي ( أنه قال: أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن، قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾الإخلاص:1، تعدل ثلث القرآن. رواه مسلم.ص95

س2: ما هو سبب نزول سورة الإخلاص؟

ج2: عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا لرسول الله (: انسُب لنا ربك، فأنزل الله: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾الإخلاص:1، ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾الإخلاص:2. رواه الترمذي وغيره، وهو حديث حسن. ص95

س3: ما هو تفسير قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾الإخلاص:1﴿اللَّهُالصَّمَدُ﴾الإخلاص:2؟

ج3: لما كان الدين مبنياً على الإخلاص؛ أخلص الله هذه السورة لنفسه، آمراً رسوله ( أن يبلغ عنه فقاله له: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾الإخلاص:1، أي: قل أيها الرسول مُبَلِّغاً: إن الله هو الأحد المنفرد بالكمال، المتفرد بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات فلا يشاركه أحد فيها.
وأنه هو ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾الإخلاص:2، أي: السيد الكامل المقصود في قضاء الحوائج، فالخلق مفتقرون إليه، وهو مستغن عنهم.ص95

س4: صمدانية الله ( تجمع أمرين ما هما؟

ج4: أحدهما: كماله وسؤدده في نفسه.
والآخر: توجُّه الخلق إليه في ابتغاء حوائجهم. ص96

س5: ما هو تفسير قوله تعالى: ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾الإخلاص:3، ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾الإخلاص:4؟

ج5: من كماله ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾الإخلاص:3، فليس له ولد ولا والد، ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾الإخلاص:4، فلا يكافئه أحد في ذاته، ولا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى.ص95/96
سورة الفلق

س1: ما هو فضل سورة الفلق؟

ج1: عن عقبة بن عامر أنه قال: قال رسول الله (: ألم تر آيات أُنزلت الليلة، لم يُر مثلهن قط: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾الفلق:1، و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾الناس:1. رواه مسلم.
ومعنى لم يُر مثلهن قطأي: في الاستعاذة بهن، وكان الرسول ( إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما بالإخلاص والمعوذتين، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده؛ يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات. رواه البخاري.
وكان ( إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ويمسح بيده، وإذا مرض أحد من أهله نفث عليه بها. متفق عليه.ص97

س2:اذكر تفسير الآيات التالية: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾الفلق:1، ﴿مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ﴾الفلق:2،﴿وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ﴾الفلق:3؟

ج2: أمر الله رسوله( في سورة الإخلاص أن يقول مُبلِّغاً، وأمره في سورة الفلق والناس أن يقول متعوِّذاً فقال له هنا ﴿قُلْ أَعُوذُ﴾الفلق:1، أي: ألجأ وأعتصم، ﴿بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾الفلق:1، وهو الصبح، ﴿مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ﴾الفلق:2،أي من شرِّ ماخلقالله من المخلوقات وأُريد بها بعضها، وهو كل مخلوق فيه شر.
ثم ذكر بعض أفراد المخلوقات المشتملة على شر، فقال: ﴿وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ﴾الفلق:3، وهو الليل إذا استحكم ظلامه؛ لما فيه من انتشار الأرواح الشريرة، والحيوانات المؤذية، وعند الترمذي بسند حسن عن عائشة أن النبي ( نظر إلى القمر، فقال: يا عائشة! استعيذي بالله من شر هذا، فإن هذا هو الغاسق إذا وقب، فجعل القمر علامة له. ص98

س3: اذكر تفسير الآيات التالية: ﴿وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾الفلق:4، ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾الفلق:5، مع الشرح؟

ج3: ﴿وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾الفلق:4، وهي الأنفس السواحر من الرجال والنساء اللواتي يستعنَّ على سحرهن بالنفخ مع ريق لطيفة في العقد المشدودة عليه.
﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾الفلق:5، وهو مَنْ يكره وصول النعمة إلى محسوده، استعاذ منه إذا ثار حسده وبرز.
وقد تضمنت هذه السورة الاستعاذة من أنواع الشرور عموماً، ومن أصولها خصوصاً.
(الشرح)
قوله: (بالنفخ مع ريق لطيفة) مبيّن حقيقة النفث، فإن النفث نفخٌ معه ريقٌ لطيفة. ص100
سورة الناس

س1: ما هو فضل سورة الناس؟

ج1: عن عقبة بن عامرأنه قال: قال رسول الله (: ألم تر آيات أُنزلت الليلة، لم يُر مثلهنَّ قط: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾الفلق:1، و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾الناس:1. رواه مسلم.
ومعنى لم يُر مثلهن قط أي: في الاستعاذة بهن، وكان الرسول ( إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما بالإخلاص والمعوذتين، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده؛ يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات. رواه البخاري.
وكان ( إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ويمسح بيده، وإذا مرض أحد من أهله نفث عليه بها. متفق عليه. ص97

س2:اذكر تفسير سورة الناس؟

ج2: مستهل هذه السورة كسابقتها فإن الله (أمر رسوله ( أن يقول متعوِّذاً، فقال له: ﴿قُلْ أَعُوذُ﴾الناس:1، أي: ألجأ وأعتصم، ﴿بِرَبِّ النَّاسِ﴾الناس:1، وهو سيدهم المالك المصلح لهم، ﴿مَلِكِ النَّاسِ﴾الناس:2، وملكه من ربوبيته لكن أُفرد لجلالة موقعه، ﴿إِلَهِ النَّاسِ﴾الناس:3، معبودهم بحق، ﴿مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ﴾الناس:4، وهو الشيطان، ﴿الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ﴾الناس:5، فيُحسِّن لهم الشر، ويُقوي إرادتهم له، ويُقبح لهم الخير ويُثبطهم عنه، فإذا استعاذ منه العبد تأخر واندفع عنه، فالخناس هوا لمتأخر المندفع إذا ذكر العبد ربه واستعاذ به في دفعه، ومحل وسوسته: صدور الخلق ﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾الناس:6.ص102

س3:ما الفرق بين الوسوسة والوشوشة؟

ج3: الوسوسة: إلقاءٌ باطنٌ يحمل على التثبيط عن الخير، والرغبة في الشر.
الوشوشة: إلقاءٌ ظاهرٌ للشر على وجهٍ خفي أيضًا.
فالوسوسة هي من أسلحة شياطين الجن، والوشوشة هي من أسلحة شياطين الإنس. ص103

والحمد لله رب العالمين

صالح العصيمي

المدرس بالمسجد الحرام والمسجد النبوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى