Uncategorizedحياة العلوم

م أسئلة و أجوبة شرح كتاب التوحيد

المقدمة

س1: من مؤلف كتاب التوحيد؟ ومتى تُوفي؟

ج1:مؤلفه إمام الدعوة الإصلاحية السلفية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان الِتميمي رحمه الله، المتوفَّى سنة ست بعد المائتين والألف. ص4
كتاب التوحيد

س1: ما هي آداب استفتاح التصانيف؟

ج1: هي أن يستفتح المصنف كتابه بالبسملة والحمدلة، والصلاة على محمد وعلى آله وسلّم تسليمًا كثيرًا.ص6

س2: ما هو مقصود المؤلف رحمه الله من قوله كتاب التوحيد؟

ج2: بيان وجوب التوحيد. ص 6

س3: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: كتاب التوحيد؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج3: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة سبعة أدلة.
الدليل الأول قوله تعالى:﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾الذاريات:56.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ فالعبادة إذا أُطلقت في خطاب الشرع فالمراد بها التوحيد، قال ابن عباس رضي الله عنه: كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد، ذكره البغوي في تفسيره. ص 6

س4: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة(كتاب التوحيد)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: والدليل الثاني: قوله تعالى:
﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾النحل:36.
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما في قوله:﴿أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ﴾النحل:36، فهو أمر بالعبادة التي هي التوحيد، فالتقدير: أن وحدوا الله، وهو أمر، والأمر للإيجاب، فيكون التوحيد واجبًا.
والآخر في قوله تعالى:﴿وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾النحل:36؛ فهو أمر بمباعدة عبادة غير الله، ولا تتحقق المباعدة إلا بتوحيد الله، فيكون مأمورًا به، والأمر للإيجاب فالتوحيد واجب لتوقف مباعدة عبادة غير الله عليه. ص7

س5: ما هو معنى الطاغوت في الشرع وما هي أنواعه؟

ج5: الطاغوت له معنيان في الشرع: أحدهما: خاص؛ وهو الشيطان.
والآخر: عام؛ وهو كل ما تجاوز به العبد حدّه من معبود أو متبوع أو مطاع، ذكره ابن القيم في (إعلام الموقعين). ص 7

س6: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة(كتاب التوحيد)؟؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: قوله تعالى:﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ…﴾الإسراء:23 الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله:﴿وَقَضَى رَبُّكَ﴾الإسراء:23، مع قوله: ﴿أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾الإسراء:23؛ فعبادته توحيده على ما تقدم، وهي قضاء الله الذي قضاه، والمراد به: قضاؤه الشرعي الديني فيكون التوحيد واجبًا لأنه قضاء الله الديني الشرعي. ص7

س7: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة(كتاب التوحيد)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج7: قوله تعالى:﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾النساء:36.
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: في قوله: وَاعْبُدُوا اللَّهَ﴾النساء:36؛ فإنه أمر بتوحيده على ما تقدم أن العبادة هي توحيد الله، والأمر للإيجاب، فيكون التوحيد واجبًا.
والآخر: في قوله:﴿وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾النساء:36؛ فإنه نهي عن الشرك، والنهي للتحريم، والنهي عنه يستلزم إيجاب مقابله وهو التوحيد، فيكون التوحيد واجبًا لأن البراءة من الشرك المنهي عنه متوقفة عليه. ص7/8

س8: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة (كتاب التوحيد)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج8: قوله تعالى:﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ..﴾الأنعام:151. الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله:﴿أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾الأنعام:151.فالشرك بالله مما حرمه الله، وتحريمه يستلزم إيجاب مقابله وهو التوحيد، فيكون التوحيد واجبًا لأن البراءة من الشرك متوقفة عليه كما تقدم. ص8

س9: ما هو الدليل السادس على مقصود الترجمة (كتاب التوحيد)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج9: حديث ابن مسعود ( أنه قال: مَنْ أراد أن ينظر إلى وصية محمد ( التي عليها خاتمَهُ فليقرأ قوله تعالى: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ…﴾الأنعام:151، إلى قوله: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ…﴾الأنعام:153 الآية. رواه الترمذي وإسناده صحيح.
ودِلالته على مقصود الترجمة: في جعْله ( الآيات المذكورة وصية رسول الله ( وهي متضمنة النهي عن الشرك المستلزم الأمر بالتوحيد على ما تقدم ذِكْره. ص8

س10: ما هي الوصية؟

ج10: والوصية: هي اسم موضوع في الشرع واللسان العربي لما عظُم قدره من المأمورات، فإذا ذُكرت الوصية فالمذكور معها مأمور به على وجه التعظيم. ص8

س11: مامعنى قول ابن مسعود (: (مَن أراد أن ينظر إلى وصية محمد () أن النبي ( كتبها وختم عليها فصارت بمنزلة الوصية؟

ج11: ليس معنى قول ابن مسعود (: (مَن أراد أن ينظر إلى وصية محمد () أن النبي ( كتبها وختم عليها فصارت بمنزلة الوصية، بل مراده أنه أوصى بكتاب الله، وأعظم ما في كتاب الله الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك. ص8

س12: ما هو الدليل السابع على مقصود الترجمة (كتاب التوحيد)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج12: حديث معاذ بن جبل ( قال: كنت رديف النبي ( على حمار فقال لي: يا معاذ! أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وحق العباد على الله ، أن لا يعذب مَنْ لا يشرك به شيئًا قلت: يا رسول الله! أفلا أبشّر الناس؟ قال: لا تبشرهم فيتَّكِلوا.
ودِلالته على مقصود الترجمة: في قوله: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا؛ فاسم الحق دال على إيجاب ما ذُكر معه. ذكره ابن القيم في (بدائع الفوائد)، والأمير الصنعاني في (بغية الآمل)، فإذا وقع ذِكْر الحق في خطاب الشرع فهو للإيجاب إلا أن يخرجه عنه دليل آخر. ص5/9

س13: اشرح قول المصنف: (التنبيه على وصية رسول الله ( عند موته).

ج13: أي: وصيته بالقرآن؛ لأن النبي ( لم تُحفظ عنه وصية مكتوبة، وأخبر عنه أصحابه أنه أوصى بأشياء ترجع كلها إلى الوصية بكتاب الله. ص11

س14: اشرح قول المصنف: (الخامسة عشرة: أن هذه المسألة لا يعرفها أكثر الصحابة)

ج14:أي أنَّ الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ لا يعرفون جزاء مَنْ عَبَد الله ولم يشرك به شيئًا، أن الله لا يعذبه أبدًا، فهم جهلوا الجزاء ولم يجهلوا المأمور به.ص12

س15: اشرح قول المصنف: (قول المسؤول عما لا يعلم: الله ورسوله أعلم).

ج15: أي: في الشرعيات الدينيات دون الكونيات القدريات، ولو بعد موته (،فإن النبي ( أعلم بالشرع، فلو سُئل أحد اليوم ما حُكم الوتر، ما حُكم صلاة الوتر؟، فقال: الله ورسوله أعلم كان صحيحًا؛ لأن النبي ( أعلم بشرع الله من غيره.ص12

س16: ما هو الأكمل بعد موته ﷺ في نسبة العلم؟

ج16: والأكمل الاقتصار بعد موته على نسبة العلم إلى الله بأن يقول المرء: الله أعلم. ص12

س17: الجواب عن المسائل الشرعيات الدينيات يقع لمَنْ لا يعلم شيئًا بجوابين، ما هما؟

ج17: أحدهما: قول الله أعلم؛ وهذا أكمل، فهو أشهر في الصحابة.
والآخر: قول: الله ورسوله أعلم، وهذا مأثور في زمن التابعين فمَنْ بعدهم. ص12
باب فضل التوحيد وما يُكفِّر من الذنوب

س1: ما مقصود الترجمة: باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب؟ وما المراد بالتوحيد؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان فضل التوحيد وما يُكفِّر من الذنوب.
والمراد بالتوحيد هنا: توحيد العبادة؛ ذكره عبد الرحمن بن حسن في (قرة عيون الموحدين)، فالمبيَّن فضله في الترجمة هو فضل توحيد العبادة.ص14

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب فضل التوحيد وما يُكَفِّر من الذنوب؟ واذكر الدليل الأول، ودلالته على الترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة أدلة.
الدليل الأول: قوله تعالى:﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ..﴾الأنعام:82. الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: ﴿أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾الأنعام:82؛ فمن آمن ولم يلبس إيمانه بظلم أي: بشرك فجزاؤه الأمن والاهتداء في الدنيا والآخرة.
فمن فضل التوحيد: أنه يُحصَّل به الأمن والاهتداء في الدارين.
وتفسير الظلم بالشرك ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود (. ص14

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب فضل التوحيد وما يُكَفِّر من الذنوب)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: حديث عُبادة بن الصامت ( أنه قال: (مَنْ شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) متفق عليه، رواه البخاري ومسلم؛ وهذا معنى قوله: أخرجاه.
ودِلالته على مقصود الترجمة في قوله: (أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) أي: على ما كان منه من صلاح أو فساد، فمن فضل التوحيد أن مَنْ مات عليه فمصيره إلى الجنة. ص13/15

س4: إدخال التوحيد أهله الجنة نوعان. ما هما؟

ج4: أحدهما: إدخال في الحال، وهو حظ الموحد الذي غلبت حسناته سيئاته، أو حصل له من فضل الله إذا تساويا أن يغفر له.
والآخر: إدخال في المآل، وهذا حظ الموحد المتلطخ بما استحق عليه دخول النار، فإنه إذا دخل النار أخرجه توحيده منها، فكان منتهى مآله الجنة. ص15

س5: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب فضل التوحيد وما يُكَفِّر من الذنوب)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: حديث عِتْبان بن مالك ( مرفوعًا: (فإن الله حرم على النار مَنْ قال: لا إله إلا الله) الحديث. متفق عليه.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (فإن الله حرم على النار مَنْ قال: لا إله إلا الله) فمن فضل التوحيد أنه يحرم صاحبه على النار. ص15

6: تحريم التوحيد أهله على النار نوعان، اذكرهما.

ج6: ومن فضل التوحيد أنه يحرم صاحبه على النار، وتحريم التوحيد أهله على النار نوعان:
أحدهما: تحريم دخول، وهذا حظ مَنْ كَمُل توحيده؛ فإنه وإن كانت له ذنوب يغفرها الله له، ويُحرِّم عليه دخول النار.
والآخر: تحريم خلود؛ وهذا حظ الموحد المستحق دخول النار، فإنه إذا دخلها لا يساوي أهلها بالخلود فيها، فيخرجه توحيده من النار، ويُحرِّمه على أن يخلد فيها.ص15

س7: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب فضل التوحيد وما يُكَفِّر من الذنوب)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج7: عن أبي سعيد الخدري ( عن رسول الله ( قال: (قال موسى عليه السلام: يا رب! علمني شيئًا أذكرك وأدعوك به. قال: يا موسى قل: لا إله إلا الله. قال: كل عبادك يقولون هذا. قال: يا موسى! لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري، والأرَضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله) رواه ابن حبان، والحاكم وصححه وكذلك النسائي في السنن الكبرى.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله تعالى في الحديث القدسي المذكور: (مالت بهن لا إله إلا الله)؛ فمن فضل التوحيد: أنه يرجح بجميع المخلوقات لثقله.ص13/16

س8: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة (باب فضل التوحيد وما يُكَفِّر من الذنوب)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج8: عن أنس (: سمعت رسول الله ( يقول: (قال الله تعالى: يا ابن آدم! إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى في الحديث القدسي: (لأتيتك بقرابها مغفرة) والقُراب: هو ملء الشيء، فقُراب الأرض مِلْؤُها، وفيه فضل التوحيد لأنه يكفر الذنوب. ص13/16

س9: اشرح قول المصنف:(السادسة: أنك إذا جمعت بينه وبين حديث عتبانوما بعده تبيّن لك معنى قول: (لا إله إلا الله) وتبيّن لك خطأ المغرورين).

ج9: أي: تبيّن لك أن المقصود من قول: لا إله إلا الله، هو العمل بمقتضاها واعتقاد معناها، فمَنْ لم يعقل هذا وانتسب إلى الإسلام مكتفيًا بقولها المجرد دون اعتقاد جازم ولا عمل لازم فإنه من المغرورين. ص18

س10: اشرح قول المصنف: (معرفة اختصاص عيسى بكونه كلمة الله)

ج10: أي: وُجد بقوله تعالى: (كن)، فليس هو الكلمة، ولكنه وُجد بكلمة الله. ص18
باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب

س1: ما مقصود الترجمة: باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب؟ وما هو تحقيق التوحيد؟ ولتحقيق التوحيد درجات فما هي؟

ج1: ومقصود الترجمة: بيان أن مَنْ حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب، وهو من جملة فضل التوحيد المذكور في الترجمة السابقة، وأُفرد عنها تعظيمًا له في موجبه وفضله؛ فموجبه: تحقيق التوحيد، لا مجرد الاتصاف به، وفضله: أن محقق التوحيد يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب.
وتحقيق التوحيد: هو رسوخه وثبوته بالسلامة مما ينافيه، وجماع ما ينافي التوحيد يرجع إلى ثلاثة أصول: أولها: الشِرك، وثانيها: البدعة، وثالثها: المعصية، فالشرك ينافي التوحيد بالكلية، والبدعة تنافي كماله الواجب، والمعصية تقدح فيه وتُنقِص من ثوابه.
وتحقيق التوحيد له درجتان: أولاهما: درجة فرض، جماعها: السلامة من المنافيات المتقدمة، والأخرى: درجة نافلة، جماعها: امتلاء القلب بالإقبال على الله والأُنس به والانخلاع من كل ما سواه، وهذا أمر يتفاوت فيه الناس تفاوتًا عظيمًا، وهو أعلى مراتب العبودية.ص20/21

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب مَن حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب؟ واذكر الدليل الأول، ودلالته على الترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة أدلة.
الدليل الأول: قوله تعالى:﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾النحل:120.
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: في ذِكْر أوصاف إبراهيم الدالة على تحقيقه التوحيد.
والآخر: في ذِكْر جزائه في قوله تعالى بعد: ﴿وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾النحل:122، قال الزَّجاج: الصالح في الآخرة: الفائز. انتهى كلامه.
وغاية الفوز فيها: دخول الجنة بغير حساب ولا عذاب، والظفر بلذاتها.
وأعلاها: النظر إلى وجه الله الكريم رزقنا الله وإياكم ذلك.
فدلالة هذه الآية على الترجمة مركبة من الأمر الأول في ذِكْر الصفات مع ذِكْر الجزاء بعدها بآيتين. ص19/21

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب مَن حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ﴾المؤمنون:59.
ودلالته على مقصود الترجمة: في مدح المؤمنين بهذا مع قوله بعدها: ﴿أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾المؤمنون:61، فالمسارع في الخيرات سابق في المآلات، وأعظم السبق في المآل دخول الجنة بغير حساب ولا عذاب، وأعظم السبق في المآل دخول الجنة بلا حساب ولا عذاب. ص21/22

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب مَن حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: عن ابن عباس ( عن النبي ( أنه قال: عُرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذ رُفع لي سواد عظيم، فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فخاض الناس في أولئك، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله (، وقال بعضهم: فلعلهم الذين وُلدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئًا، وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله ( فأخبروه، فقال (: هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله (: (ومعهم سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب). وهو صريح فيما ترجم به المصنف، والدال على تحقيقهم التوحيد: الصفات التي ذُكروا بها في قوله (: (هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون). ص19/22

س5: في قول المؤلف: (كون ترك الرقية والكي من تحقيق التوحيد) كيف هذا والنبي ( رقى وكوى؟

ج5: أي: ترْك طلَبِها، لا ترْك فعلها؛ فالنبي ( رقى وكوى غيره. ص24

س6: ما هي الحُمة؟

ج6: الحُمة: سُم كل شيء يلدغ أو يلسع، وأُطلقت أيضًا على إبرة اللدغ واللسع نفسه، والمقدَّم عند أهل اللغة: المعنى الأول؛ فهو الذي وُضعت له حقيقةً، أما المعنيان الآخران فهما لازمان.ص24

س7: ما هي المعاريض؟

ج7: المعاريض: هي الكلام المتضمن إطلاق لفظ يوهم معنى مع إرادة غيره. ص24
باب الخوف من الشرك

س1: ما مقصود الترجمة: باب الخوف من الشرك؟ وما هي معانِ الشرك في الشرع؟ وما هي أقسامه؟

ج1: مقصود الترجمة: إبعاد نفوس الخلق عن الشرك كله بتخويفها منه ليحذروه.
ـ والشرك في الشرع يُطلَق على معنيين: أحدهما: عام؛ وهو جعْل شيء من حق الله لغيره، والآخر: خاص؛ وهو جعْل شيء من العبادة لغير الله.
وينقسم الشرك باعتبار قدره إلى قسمين: أحدهما: الشرك الأكبر، وهو جعْل شيء من حق الله لغيره يزول معه أصل الإيمان، والآخر: الشرك الأصغر، وهو جعْل شيء من حق الله لغيره يزول معه كمال الإيمان، ومعرفة ذلك توجب الحذر منه لأنه يرجع على العبد تارة بإبطال أصل إيمانه فيخرج من الإسلام، وترجع عليه تارةً أخرى بنفي كمال إيمانه فيكون ناقص الإيمان، وما كان منتجًا النقص أو النقض فهو حقيق بالخوف منه.ص25/26

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب الخوف من الشرك؟ واذكر الدليل الأولمع وجه دلالته للترجمة.

.
ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة: خمسة أدلة.
الدليل الأول: قوله تعالى:﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾النساء:48 الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾النساء:48، فالشرك لا يغفره الله، وما دونه على رجاء مغفرة، وما كان كذلك فهو حقيق بالخوف منه. ص25/26

س3: ما هو الشرك الذي لا يغفره الله؟

ج3: الشرك الذي لا يغفره الله هو الشرك كله؛ أكبره وأصغره في أصح القولين. ص26

س4: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب الخوف من الشرك)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: قوله تعالى: ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ﴾إبراهيم:35.
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: في كون الداعي بما ذُكر هو إبراهيم عليه الصلاة والسلام الموصوف بتحقيق التوحيد.
والآخر: كون المدعو به هو تجنيبه وبنيه عبادة الأصنام، وإنما يُدعى بالتجنيب فيما يُخاف منه، فإذا كان إبراهيم مع علو مقامه في التوحيد خائفًا من الشرك فغيره أولى بالخوف. ص26

س5: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة(باب الخوف من الشرك)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: قوله ﷺ في الحديث: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)، فسُئل عنه فقال: (الرياء).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (أخوف ما أخاف عليكم) وهو ظاهر المطابقة للترجمة بما فيه من التصريح بخوفه ( علينا من الشرك. ص25/27

س6: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب الخوف من الشرك)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: وعن ابن مسعود ( أن رسول الله ( قال: (مَنْ مات وهو يدعو لله ندًادخل النار) رواه البخاري.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (دخل النار) وما كان موجبًا دخول النار وجب الخوف منه، فالشرك مما يجب الخوف منه. ص27

7: ما هي أنواع إدخال الشرك العبد إلى النار؟

ج7: وإدخال الشرك العبد إلى النار نوعان:
أحدهما: إدخال تأميد، فيدخلها إلى أمد ثم يخرج منها؛ وهذا حظ مَنْ لم يكن من أهل الشرك الأكبر، وكان له شرك أصغر لم يغفره الله رجح مع سيئاته فأدخله النار، فيدخلها ثم يُخرَج منها.
والثاني: إدخال تأبيد، فيدخلها إلى أبد الآبدين ولا يخرج منها، وهذا حظ أهل الشرك الأكبر.ص27

س8:ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة (باب الخوف من الشرك)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج8:ولمسلم عن جابر (، أن رسول الله ( قال: (مَنْ لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة، ومَنْ لقيه يشرك به شيئًا دخل النار).
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (ومَنْ لقيه يشرك به شيئًا دخل النار) وما كان موجبًا دخول النار وجب الخوف منه، فالشرك يدخل العبد النار فيجب الخوف منه. ص25/27
باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله

س1: ما مقصود الترجمة: باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله؟

ج1: ومقصود الترجمة: بيان وجوب الدعوة إلى توحيد الله، وأشار المصنف إلى التوحيد بكلمته، وهي: (لا إله إلا الله) للإنباه إلى أن المُقدَم من الدعوة إلى التوحيد هو توحيد العبادة.ص 30

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: بَابٌ الدُّعَاءِ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؟ واذكر الدليل الأولمع وجه دلالته للترجمة.

ج2:ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة أدلة.
الدليل الأول: قوله تعالى: (قُل هَذِهِ سَبِيلي أَدعُوا إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَني وَسُبحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ المُشرِكِينَ) يوسف:108. الآيَةَ.
ودِلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: في قوله: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي﴾يوسف:108. أي: سبيل محمد (، وكانت سبيله الدعوة إلى توحيد الله، فالداعي إلى التوحيد من بعده مُقتَد به.
والآخر: في قوله: ﴿أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ﴾يوسف:108، الآية. فالدعوة الممدوحة هي الكائنة على بصيرة، ولا بصيرة أعظم من الدعوة إلى التوحيد، والدعوة المسلوبة الدعوةَ إلى التوحيد دعوة مطموسة لا خير فيها. ص29/30

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (بَابٌ الدُّعَاءِ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: الدليل الثاني: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ( لَـمَّا بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ قَالَ لَهُ: (إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَفِي رِوَايَةٍ: إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللهَ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ؛ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْـمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ)، أَخْرَجَاهُ.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله) وهو صريح في مقصود الترجمة، لأمره ( معاذًا أن يبتدأهم بالدعوة إلى التوحيد، والأمر يفيد الإيجاب. ص29/30

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (بَابٌ الدُّعَاءِ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ (؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ( قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: (لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ)، فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ، أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحُوا غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللهِ (، كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا، فَقَالَ: (أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟)، فَقِيلَ: هُوَ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ فَأُتِيَ بِهِ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ؛ فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَقَالَ: (انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلَامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللهِ تَعَالَى فِيهِ، فَوَاللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ).
(يَدُوكُونَ)؛ أَيْ: يَخُوضُونَ
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: في قوله: (ثم ادعهم إلى الإسلام) فإن حقيقة الإسلام هي الاستسلام لله بالتوحيد؛ ففيه الأمر بدعوتهم إليه والأمر للإيجاب.
والآخر: في قوله: (وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه) أي: في الإسلام، وأعظم حق الله في الإسلام: توحيده، فالدعوة إليه هي من أوجب الواجبات. ص29/31

س5: اشرح قول المصنف: (إبعاد المسلم عن المشركين لا يصير منهم ولو لم يشرك)

ج5: أي: إذا لم يتبرأ من المشركين صار منهم ولو لم يُشرك، فإن من عقيدة التوحيد البراءة من الشرك، وحقيقة البراءة من الشرك وأهله بيان بطلان دينهم، فمَنْ ساكَنَهُم دون البراءة من دينهم فقد صار منهم ولو لم يُشرك. ص33/34

س6: اشرح قول المصنف: (العاشرة: أن الإنسان قد يكون من أهل الكتاب، وهو لا يعرفها، أو يعرفها ولا يعمل بها)

ج6: لأن النبي ( بعث معاذًا إلى اليمن وأمره أن يدعوهم إلى التوحيد، وكانوا يهودًا أهل كتاب، فهم بين مَنْ لا يعرفها جاهلًا لها بنشأته بتركها أو يعرفها ولكنه لا يعمل بها. ص34
باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله

س1: ما مقصود الترجمة: باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله وما المقصود بالتوحيد؟

ج1: ومقصود المصنف: بيان حقيقة التوحيد بتفسيره وإيضاح معنى (لا إله إلا الله).
والمراد بالتوحيد هنا: هو توحيد العبادة، لأنه المقصود بالذات في تصنيف الكتاب، ذكره ابن قاسم العاصمي في حاشيته على التوحيد.ص35/36

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة أدلة.
الدليل الأول: قوله تعالى:
﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ..﴾الإسراء:57، الآية
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله:﴿يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ..﴾الإسراء:57.
فحقيقة التوحيد: إفراد الله وحده في العبادة بالتوجه إليه، فهؤلاء المعظَّمون عند الناس من الأنبياء، والملائكة، والصالحين، هم متوجهون إلى الله يريدون منه.ص36

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: قوله تعالى:
﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ﴾ الزخرف:26
﴿إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي..﴾ الآية. الزخرف:26.
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: في قوله: ﴿إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ﴾الزخرف:26، ففيه إبطال الآلهة سوى الله أنها لا تُعبد.
والآخر: في قوله: ﴿إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي..﴾الزخرف:27، ففيه إثبات العبادة لله وحده، فالآيتان جامعتان بين النفي والإثبات.
والنفي: في إبطال عبادة غير الله.
والإثبات: في إثبات العبادة لله وحده؛ وهذا معنى لا إله إلا الله، فـــ (لا إله) إبطال جميع ما يُعبد من دون الله ونفيه، و(إلا الله) إثبات العبادة لله وحده. ص36

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: قوله تعالى:﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ…﴾التوبة:31. الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة: في تتمتها: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾التوبة:31؛ فجعل الله ( عبادته: إفراده بالتوحيد، أنها هي التي أمر بها أهل الكتاب، وأكد هذا بقوله: ﴿لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾التوبة:31، ثم أكد هذا بتنزيه نفسه عما يصنعه المشركون من دعاء غيره، فقال: ﴿سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾التوبة:31. ص37

س5: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5:قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا..﴾البقرة:165، الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله:﴿يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾البقرة:165، فحقيقة التوحيد إفراد الله بالعبادة وهو الذي فعله المؤمنون في محبتهم له في قوله:﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾البقرة:165، فهم يفردونه بمحبتهم ولا يشركون به، بخلاف حال المشركين الذين يزعمون أنهم يحبون الله ثم يحبون آلهةً يتألهون لها من دونه. ص37

س6: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة (باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: وفي (الصحيح) عن النبي ( أنه قال: (مَنْ قال: لا إله إلا الله وكفر بما يُعبَد من دون الله، حَرُم ماله ودمه، وحسابه على الله ().
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: في قوله: (مَنْ قال: لا إله إلا الله)، أي قولًا مقارنًا اعتقاده معناها، وعمله بمقتضاها، من إثبات العبادة لله وحده، ونفيها عن غيره، وهذا تفسير التوحيد.
الآخر: في قوله: (وكفر بما يُعبَد من دون الله)، فإنَّ التوحيد لا يصح إلَّا بإبطال عبادة غير الله.ص35/37/38
باب
من الشرك لُبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه

س1: ما مقصود المؤلف من ترجمته: باب من الشرك لُبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن لُبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه من الشرك. ص41

س2:ما هي حالات لابس الحلقة؟ وما هي الأسباب؟

ج2: فلابس الحلقة وما في معناها له حالان:
أولاهما: لبسها للرفع وهو إزالة البلاء بعد نزوله.
والأخرى: لبسها للدفع وهو منع نزول البلاء وكلا الحالين من الشرك، وهو من أصغره وموجب كونه شركًا: اعتقاد السببية في ما ليس سببًا شرعيًا ولا قدريًا، مع التعلق بما يُتوهَّم ولا حقيقة له.
والأسباب نوعان:
أحدهما: الأسباب القدرية وهي الأسباب التي ثبت نفعها بطريق القدر كالتجربة وعادة الناس، مثل الحقنة يعني حقنة الإبرة التي عُلم أنها بإذن الله سبحانه وتعالى تكون سببًا نافعًا.
والآخر: الأسباب الشرعية وهي الأسباب التي ثبت نفعها بطريق الشرع أي ما ورد في القرآن والسُّنة، فما خرج عن الأسباب القدرية والشرعية الثابتة واعتُقدت سببيته فهو من الشرك الأصغر. ص42

س3: كم دليلًاذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب من الشرك لُبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج3: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة أدلة.
فالدليل الأول: قول الله تعالى:﴿قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ…﴾الزمر:38، الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ﴾الزمر:38، وهو استفهام استنكاري لاستبعاد حصوله، والمراد بــــ(هن) الآلهة التي يدعون من دون الله، أبطل الله سبحانه وتعالى كشفها الضر. ص41/42

س4: استدل المصنف رحمه الله بالآية:﴿قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ...﴾ وهي واردة في الشرك الأكبر على الشرك الأصغر، لماذا؟

ج4: تبعًا لطريقة الصحابة (؛ فإنهم كانوا يفعلون ذلك؛ لاشتراك الشركين في كونهما يتضمنان جعْل شيء من حق الله لغيره. ص43

س5: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب من الشرك لُبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن عمران بن حصين أن النبي ( رأى رجلًا في يده حلقة من صفر، فقال: (ما هذه)؟ قال: من الواهنة. فقال (: (انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنًا، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدًا). رواه أحمد بسند لا بأس به.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (فإنك لو مت، ما أفلحت أبدًا) والفلاح هو الفوز، وموجب نفيه تعليقه الحلقة، ونفي الفلاح له معنيان:
أحدهما: امتناع حصوله مع وجود تلك التعاليق.
والآخر: تبعيد حصوله مع وجود تلك التعاليق.
والمراد منهما الثاني دون الأول، لأن المفعول فيه شرك أصغر، لا ينتفي معه الفلاح، فالفلاح هو الفوز بالجنة، والواقع في الشرك الأصغر مآله إلى الجنة. ص41/43/44

س6: الأحاديث المضعفة المذكورة في كتب الاعتقاد السلفي ما حكمها؟

ج6: الأحاديث المضعفة المذكورة في كتب الاعتقاد السلفي ومن جملتها كتاب التوحيد هي وإن كانت ضعيفة في ألفاظها لكنها صحيحة في معانيها، فهي جارية مجرى الاعتضاد في إيرادها في الباب، ولا تجد بابًا من هذا الكتاب إلا هو ثابت بآية أو حديث، وربما لم يدخل المصنف إلا شيئًا مضعفًا لمعنىً يُراد ككون الدليل المذكور هو أشهر المذكور منه عند أهل العلم.ص43

س7: ما هو المقصود من الحديث: عن عمران بن حصين أن النبي ( رأى رجلًا في يده حلقة من صفر، فقال: (ما هذه)؟ قال: من الواهنة. فقال (: (انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنًا، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدًا)؟

ج7: التخويف مما وقع فيه هذا الرجل بتبعيد حصوله على الفلاح مع تلك التعاليق. ص44

س8: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب من الشرك لُبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج8: عن عقبة بن عامر مرفوعًا: (مَن تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومَن تعلق ودعة فلا ودع الله له).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (فلا أتم الله له)، وقوله: (فلا ودع الله له)، أي: لا ترك الله له؛ فالدعاء عليه مؤذِن بحرمة فعْله الذي فعل من التعاليق، فمطابقة الحديث الترجمةَ ظاهرة. ص41/44

س9: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب من الشرك لُبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج9: عن عقبة بن عامر ( أيضًا مرفوعًا: (مَن تعلق تميمة فقد أشرك) رواه أحمد وإسناده حسن.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (فقد أشرك) وهذا صريح فيما ترجم به المصنف، أن التعاليق من الشرك. ص44

س10:ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة (باب من الشرك لُبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج10: لابن أبي حاتم عن حذيفة ( أنه رأى رجلًا في يده خيط من الحمى فقطعه، وتلا قوله: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾يوسف:106.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قراءة حذيفة الآية المصدِّقةِ الحالَ، فالحال التي كان عليها متعلق الخيط من الحمى حال شرك. ص41/45

س11: اشرح قول المصنف: (الثالثة:أنه لم يُعذر بالجهالة).

ج11:لكونه ( لم يستفسر مستفصلًا عن حاله، هل كان جاهلًا أم لا؟
وكون المسألة مشتهرة في الدين ظاهرة بين المسلمين يمنع العُذر بها، فإن العلماء يفرّقون بين أفراد المسائل باعتبار الظهور والخفاء، والعذر محله المسائل الخفية التي يغمض دليلها.ص46/47

س12: اشرح قول المصنف: (السادسة: التصريح بأن مَنْ تعلق شيئًا وُكِل إليه).

ج12: أي: في قوله((فإنها لا تزيدك إلا وهنًا)، فإنه لما ركن ووكل نفسه إليها لم ينتفع بل زادته ضعفًا لما يجري عليه من الأوهام والخيالات. ص47

س13:ما هو مقصود المصنفرحمه الله من قوله:(كما ذكر ابن عباس في آية البقرة)؟

ج13: أي: في قوله تعالى:﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾البقرة:22.ص47
باب ما جاء في الرقى والتمائم

س1: ما هو مقصود الترجمة: باب ما جاء في الرقى والتمائم؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حُكم الرقى والتمائم. ص49

س2:عرف الرقى والتمائم؟ وما الفرق بينهما؟

ج2: الرُّقى: جمع رقية، وهي العُوذَة التي يُعوَّذ بها من الكلام.
والتمائم: جمع تميمة، وهي: العُوذَة التي تُعلَّق لتتميم الأمر جلبًا لنفع أو دفعًا لضُر.
والعُوذة: اسم لما تُطلب الحماية به؛ فأصل الاستعاذة: الاعتصام و الالتجاء.
والفرق بين الرقى والتمائم: أن الرقية: عوذة ملفوظة.
و التميمة: عوذة معلقة حقيقةً أو حُكمًا؛ فالوضع يعتبر تعليقًا، فلو وضعها تحت وسادته فهذا يشمله اسم التعليق.ص49

س3: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء في الرقى والتمائم؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج3: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ستة أدلة.
الدليل الأول: عن أبي بشير الأنصاري ( أنه كان مع النبي ( في بعض أسفاره، فأرسل رسولًا أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قُطعت.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (إلا قُطعت)، فالأمر بقطعها دال على حُرمة تلك التعاليق، وكانت العرب تعلق القلائد في أعناق الإبل لدفع العين، فبيّن هذا الحديث حُكم التمائم.ص48/49

س4:ما معنى الوتَر؟

ج4: والوتر: هو حبل القوس الذي يُشَد به السهم حين الرماية به.ص49

س5:ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء في الرقى والتمائم)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن ابن مسعود ( أنه قال: سمعت رسول الله ( يقول: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك)
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله شرك، حُكمًا على الرقى والتمائم والتولة، وإطلاق اسم الشرك عليهن هو باعتبار المعروف منهن معهودًا عند أهل الجاهلية، فما كان عندهم من الرقى والتمائم والتولة هو شرك. ص49/50

س6: يقول النبي ﷺ: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك).
فإطلاق اسم الشرك عليهن هو باعتبار المعروف منهن معهودًا عند أهل الجاهلية، وأما باعتبار حقيقة الأمر فإن هذه المذكورات تنقسم إلى ثلاثة أقسام، اذكرها

ج6: أولها: ما هو شرك، وهو التولة، والمقصود بها: ما يُصنع من السحر صرفًا وعطفًا لتحقيق المحبة بين الزوجين، والتفسير الذي ذكره المصنف يبين ذلك.
وثانيها: ما منه ما هو شرك ومنه ما هو مشروع: وهو الرقى؛ فالمشتمل منها على الشرك شركي، والخالي منه لا بأس به لما في صحيح مسلم من حديث عوف بن مالك ( أن النبي ( قال: (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا).
وثالثها: ما منه ما هو شرك، ومنه ما هو محرم وهو التمائم.
فإن التمائم المشتملة على الشرك شركية، وأما التمائم الخالية منه(وهي التعاليق القرآنية التي يجعلها بعض الناس) فهي محرمة وليست شركًا. ص50

س7: التمائم الخالية من الشرك (وهي التعاليق القرآنية التي يجعلها بعض الناس) فهي محرمة وليست شركًا، فلماذا محرمة وليست شرك؟

ج7: لأن المُعلَّق سبب شرعي وهو القرآن؛ فإن القرآن سبب للشفاء بالقرآن والسُّنة والإجماع، فأصل المُعلَّق وهو القرآن سبب شرعي، لكن اتخاذ السبب المشروع وقع على صورة غير مشروعة في أصح قولي العلماء فتكون التعاليق القرآنية محرمةً ولا تكون شركًا. ص50

س8: التعاليق القرآنية محرمةً ولا تكون شركًا إلا في حالٍ واحد، ما هو؟

ج8: هذه فائدة كل شراح التوحيد ما ذكروها، ذكرها الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في مقام آخر وهو أن التمائم القرآنية تكون شركًا إذا كان تعلق القلب بصورة التعليق دون المعلَّق، فهو يتوجه إلى مجرد الصورة من وجود التعليق ولا يتوجه قلبه إلى المعلق وهو القرآن؛ فالقول بشركيتها عند هذه الحال قوي وهو اختيار شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى.ص50

س9: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب ما جاء في الرقى والتمائم)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج9: حديث عبد الله بن عُكَيْم مرفوعًا: (مَنْ تعلق شيئًا وكل إليه).
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (وُكِل إليه) فإن مَنْ وُكِل إلى غير الله هلك، فتلك التعاليق محرمة لأنها مؤدية إلى الهلاك. ص51

س10: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب ما جاء في الرقى والتمائم)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج10: عن رويفع( قال: قال لي رسول الله (: (يا رويفع! لعل الحياة ستطول بك، فأخبر الناس أن مَنْ عقد لحيته، أو تقلّد وترًا، أو استنجى برجيع دابة أو عظم، فإن محمدًا بريء منه).
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (أو تَقلَّد وترًا) مع قوله: (فإن محمدًا بريء منه)؛ وتقليد الوتر هو لدفع العين، وبراءته ( من الفاعل دالة على حُرمة فِعْله أشد التحريم وأنه من الكبائر. ص48/51

س11: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة (باب ما جاء في الرقى والتمائم)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج11: حديث سعيد بن جبير قال: (مَنْ قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة).رواه وكيع.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (كعدل رقبة) أي: كإعتاق رقبة مملوكة، بإخراجها من ذل الرق إلى عِز الحرية، فجعل تحرير القلب من رق الشرك بهذه المنزلة. ص48/51

س12: ما هو الدليل السادس على مقصود الترجمة (باب ما جاء في الرقى والتمائم)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج12: عن إبراهيم النخعي: كانوا يكرهون التمائم كلها، من القرآن وغير القرآن.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (كانوا يكرهون التمائم كلها..) فالكراهة في عُرف السلف: الحرمة. ذَكَره ابن تيمية الحفيد وتلميذه أبو عبد الله بن القيم، والشاطبي. ص48/51
باب مَن تبرَّك بشجرة أو حجر ونحوهما

س1: ما هو مقصود الترجمة: باب مَن تبرَّك بشجرة أو حجر ونحوهما؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن التبرك بالأشجار والأحجار ونحوها من الشرك، أو بيان حُكمه.
فإنه يجوز في (مَنْ) وجهان:
أحدهما: أن تكون شرطيةً؛ وجواب الشرط مقدر بقولنا: (فقد أشرك) وبه جزم حفيد المصنف عبد الرحمن بن حسن في (قرة عيون الموحدين) فاقتصر عليه.
والآخر: أن تكون اسمًا موصولًا: بمعنى (الذي)، فتقدير الكلام: باب الذي تبرَّك بشجرة أو حجر ونحوهما.
فعلى الوجه الأول يكون المقصود: بيان أن التبرك بها شرك، فعلى الوجه الأول يكون المقصود من الترجمة: بيان أن التبرك بها شرك.
وعلى الوجه الثاني: يكون المقصود: بيان الحُكم دون التصريح به. ص54/55

س2: التبرك يكون شركًا في حالين، ما هما؟

ج2: أولاهما: أن يكون شركًا أكبر إذا اعتقد المتبرِّك استقلال المتبرَّك به في التأثير.
والأخرى: أن يكون شركًا أصغر وله صورتان:
فالصورة الأولى: أن يتخذ للتبرك سببًا لم يثبت كونه كذلك، فهو لا يعتقد استقلاله بالتأثير وينزله منزلة السبب، لكنه سبب لم يثبت كونه للبركة.
والصورة الثانية: رفع السبب المأذون به في البركة فوق المأذون به شرعًا، فالمأذون به شرعًا في الأسباب. ص55

س3:كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب مَن تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج3: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين.
الدليل الأول: قول الله تعالى:﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى﴾
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى بعد آيتين من هذه الآية: ﴿مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ﴾النجم:23.
أي: من حُجة، وكانوا يتبركون بها. ص54/56

س4: ما معنى اللات والعزى؟

ج4: أصل اللات: صخرة بيضاء منقوش عليها، وعليها بناء مرفوع.
وسيأتي أن رجلًا كان يصنع الطعام عندها اسمه اللاتّ، فاللاتّ بالتشديد وصف الرجل، واللات بالتخفيف وصف الصخرة.
وأما العزى: فهي شجرة عظيمة كان عليها بناء وأستار، فأبطل الله عبادتها. ص56

س5: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب مَن تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن أبي واقد الليثي (، قال: خرجنا مع رسول الله ( إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يُقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله (: (الله أكبر! إنها السنن، قلتم ـ والذي نفسي بيده ـ كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾الأعراف:138، لتركبن سنن مَنْ كان قبلكم).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله(: (قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى:﴿اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ﴾الأعراف:138، فالتبرّك بالأشجار فيه نوع تأليه لها، وتعظيم وامتلاء القلوب بتعظيمها.
فقرأ النبي ( الآية مصدقةً لحالهم؛ أنهم طلبوا أمرًا من أمور الشرك.
ومعنى: (ينوطون بها أسلحتهم) أي: يعلقون، والأنواط: التعاليق. ص54/57

س6: اشرح قول المصنف: (أن الشرك فيه أكبر وأصغر، لأنهم لم يرتدُّوا بذلك).

ج6: أي: بسؤالهم النبي ( أن يجعل لهم ذات أنواط طلبًا للتبرك، فلم يكونوا يعتقدون استقلالها بالتأثير، فالواقع منهم شرك أصغر، ولو كان مقصودهم الاستقلال بالتأثير لكان شركًا أكبر يرتدون به عن الإسلام. ص59

س7: اشرح قول المصنف:العشرون: أنه متقرر عندهم أن العبادات مبناها على الأمـر، فصـار فيه التنبيه على مسائل القبر. أما (من ربك)؟ فواضح، وأما (من نبيك)؟ فمن إخباره بأنباء الغيب، وأما (ما دينك)؟ فمن قولهم: ﴿اجْعَل لَنَا إِلَهًا﴾الأعراف:138، إلى آخره.

ج7: قوله رحمه الله: (العشرون: أنه متقرر عندهم أن العبادات مبناها على الأمر) أي: على أمره ( بتوقيفهم على العبادة، فهم لم يبتدؤوا عبادةً، وإنما سألوا النبي ( أن يجعل لهم ذات أنواط.
وقوله: (فصـار فيها التنبيه على مسائل القبر) أي: أسئلته الثلاثة، ثم بيّن ذلك بقوله: (أما مَنْ ربك؟) فواضح، ووضوحه من جهة أنهم لم يسألوه ربًا، وإنما سألوه سببًا يتقربون به إلى ربهم في حصول البركة منه سبحانه وتعالى.
وقوله: (وأما (مَن نبيك)؟ فمن إخباره بأنباء الغيب) يعني: من إخباره بقصة موسى عليه الصلاة والسلام وبني إسرائيل.
وقوله: (وأما ما دينك)؟ فمن قولهم: ﴿اجْعَل لَنَا إِلَهًا﴾الأعراف:138، إلى آخره، لأن الرسول يبلّغ الدين ويأمر به، فالمجعول لهم من كيفية العبادة هو الدين. ص59/60
باب ما جاء في الذبح لغير الله

س1: ما هو مقصود الترجمة: باب ما جاء في الذبح لغير الله؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حُكم الذبح لغير الله.ص62

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء في الذبح لغير الله؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة أربعة أدلة.
الدليل الأول: قول الله تعالى:﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾الأنعام:162.
﴿لا شَرِيكَ لَهُ﴾الأنعام:163. الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿وَنُسُكِي﴾الأنعام:162، مع قوله: ﴿لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾الأنعام:162، فالنُّسُك: الذبح، وكونه لله وحده يدل على أن جَعْله لغيره يكون شركًا؛ لأن حقيقة الشرك جعْل شيء من حق الله لغيره، فمَنْ ذبح لغير الله فقد أشرك شركًا أكبر. ص61/62

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء في الذبح لغير الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: قوله تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾الكوثر:2.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: ﴿وَانْحَرْ﴾الكوثر:2؛ والنحر: هو الذبح. وكونه لله وحده: يدل على أن جعْله لغيره شرك، وكونه لله وحده يدل على أن جعْله لغيره يكون شركًا على ما تقدم بيانه. ص62

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب ما جاء في الذبح لغير الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: عن علي بن أبي طالب ( قال: حدثني رسول الله ( بأربع كلمات: (لعن الله مَنْ ذبح لغير الله، لعن الله مَنْ لعن ووالديه، لعن الله مَنْ آوى مُحدِثًا، لعن الله مَنْ غيّر منار الأرض) رواه مسلم.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (لعن الله مَنْ ذبح لغير الله)، فاللعن لا يكونإلا على فِعْلِ مُحرَّمٍ منهيٍّ عنه على وجه التعظيم، فهو كبيرة من كبائر الذنوب، فالذبح لغير الله كبيرة، وهذه الكبيرة رتبتها الشرك على ما عُلم من الآيتين المتقدمتين. ص61/62

س5: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب ما جاء في الذبح لغير الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن طارق بن شهاب أن رسول الله ( قال: (دخل الجنة رجل في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب) قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟! قال (: (مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يُقرِّب له شيئًا، فقالوا لأحدهما: قرّب!، قال: ليس عندي شيء أُقَرِّب، قالوا له: قرّب ولو ذبابًا، فقرّب ذبابًا، فخلوا سبيله، فدخل النار، وقالوا للآخر: قرّب، فقال: ما كنت لأُقَرِّب لأحد شيئًا دون الله (، فضربوا عنقه فدخل الجنة).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (فقرَّب ذبابًا، فخلوا سبيله، فدخل النار)، أي ذبح لصنمهم ذبابًا على وجه القربة فدخل النار، وهذا الوعيد بدخول النار على ما فعل يدل على كونه محرمًا وأنه من الشرك بالله، فالشرك محرم في الأمم كلها. ص61/63

س6: اشرح قول المصنف: (الثالثة عشرة: معرفة أن عمل القلب هو المقصود الأعظم حتى عند عبدة الأصنام).

ج6:لأن ذبح الذباب لا منفعة فيه، فهو لا يؤكل ولا يُستفاد منه، ومع ذلك سألوا الرجل أن يقرب ذبابًا ليتوجه قلبه إلى تعظيم صنمهم. ص65
باب لا يُذبح لله بمكان يُذبح فيه لغير الله

س1: ما هو مقصود الترجمة:)باب: لا يُذبح لله بمكان يُذبح فيه لغير الله)؟

ج1: ومقصود الترجمة: بيان تحريم الذبح لله في مكان يُذبَح فيه لغير الله.
ويجوز في (لا) وجهان:
أحدهما: أن تكون ناهية، فيصير الفعْل مجزومًا، باب (لا يُذبحْ لله بمكان يُذبَحُ فيه لغير الله)، واستظهر كونها للنهي حفيد المصنف عبد الرحمن بن حسن في (فتح المجيد).
والآخر: أن تكون نافية، فيكون الفعْل مرفوعًا(باب لا يُذبَحُ لله بمكان يُذبحُ فيه لغير الله).
والنفي أصلًا يتضمن النهي وزيادة؛ فإذا نفيت شيئًا أعدمته أي: أزلته وهذا أبلغ من مجرد النهي.ص66/67

س2: لماذا قدّم حفيد المصنف النهي مع أنه مضمَّن النفي؟ يعني كأن النفي دائرة كبيرة، والنهي في ضمنه، فإذا نفيت نهيت؟

ج2: قدّم الشارح رحمه الله إرادة النهي على النفي لأنه الموضوع شرعًا لبيان التحريم. ص67

س3: تحريم الذبح لمكان يُذبح فيه لغير الله يقع لأمرين، ما هما؟

ج3: وتحريم الذبح لمكان يُذبح فيه لغير الله يقع لأمرين:
أحدهما: توقي مشابهة المشركين في عبادتهم.
والآخر: حسْم مواد الشرك وسد الذرائع المفضية إليه. ص67

س4: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب: لا يُذبح لله بمكان يُذبح فيه لغير الله؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج4: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين.
الدليل الأول قوله تعالى: ﴿لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا﴾التوبة:108.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: ﴿لا تَقُمْ﴾التوبة:108، أي: لا تصلي في مسجد الضرار الذي اتخذه المنافقون مُؤسَّسًا على معصية الله، فكذلك المواضع المُعدة للذبح لغير الله هي مؤسسة لمعصيته، فيحرم الذبح فيها. ص67

س5: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب: لا يُذبح لله بمكان يُذبح فيه لغير الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن ثابت بن الضحاك (قال: (نذر رجل أن ينحر إبلا ببوانة، فسأل النبي ( فقال (: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يُعبد؟ قالوا: لا. قال (: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا. فقال رسول الله (: أَوْفِ بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم)
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يُعبد) وقوله: (فهل كان فيها عيد من أعيادهم) فما كان من المواضع مؤسسًا على معصية الله متخذًا محلًا للذبح لغير الله فلا يجوز الذبح فيه، فالمقام الذي يذبح فيه المشركون لغير الله لا يجوز للمرء أن يذبح فيه لله. ص66/67

س6:الآثار التي جاءت عن السلف في الصلاة في الكنيسة؟ ما الجواب عليها؟

ج6: الجواب عن ذلك من وجهين :
أحدهما: أن أصل الكنيسة موضع عبادة الله عند النصارى، ثم طرأ الشرك عليها.
والآخر: أن صورة صلاة المسلمين لا تشبه صورة صلاة النصارى، بخلاف الذبح فصورته واحدة، فالذي يذبح لله ولغير الله تكون صورتهما واحدة، فصلاة المؤمنين فيها ركوع وسجود، وصلاة النصارى لا ركوع فيها ولا سجود.ص68
باب من الشرك النذر لغير الله

س1: ما مقصود الترجمة: (باب من الشرك النذر لغير الله)؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن النذر لغير الله من الشرك وهو من أكبره. ص71

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب من الشرك النذر لغير الله؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة أدلة.
الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ﴾الإنسان:7.
ودلالته على مقصود الترجمة: في مدح المؤمنين بوفائهم بالنذر، وما مُدح فاعله في خطاب الشرع فهو عبادة، فالنذر لله عبادة، وإذا جُعِل لغيره صار شركًا أكبر. ص71

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب من الشرك النذر لغير الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: قوله: ﴿وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ﴾البقرة:270.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ﴾البقرة:270، والمراد: علم الجزاء به خبرًا عن رضا الله عنه؛ ، فهو عبادة لله، وإذا جُعل لغيره فهو شرك أكبر. ص71/72

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب من الشرك النذر لغير الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: عن عائشة (، أن رسول الله ( قال: (مَنْ نذر أن يطيع الله فليطعه، ومَنْ نذر أن يعصي الله فلا يعصه).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله:(مَنْ نذر أن يطيع الله فليطعه)فالنذر لله طاعة له، وطاعته هي عبادته فإذا جُعلت لغيره وقع العبد في الشرك، فالنذر عبادة لله، وجعلها لغيره شرك أكبر. ص71/72
باب من الشرك الاستعاذة بغير الله

س1: ما مقصود الترجمة: باب من الشرك الاستعاذة بغير الله ؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن الاستعاذة بغير الله من الشرك، وهي من أكبره. ص74

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب من الشرك الاستعاذة بغير الله؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين.
الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾الجن:6.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ﴾الجن:6، بعد خبرهم أنهم كانوا يشركون بالله، فذكروا من أفراد شركهم أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن، فمن الشرك بالله الاستعاذة بغيره، وهو شرك أكبر. ص74

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب من الشرك الاستعاذة بغير الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: عن خولة بنت حكيم ڤ قالت: سمعت رسول الله ( يقول:(مَنْ نزل منزلًا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك)
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (أعوذ بكلمات الله التامات) فالاستعاذة بالله وبأسمائه وصفاته عبادة، فإذا استُعيذ بغيره وقع العبد في الشرك لأن العبادة إذا جُعلت لغير الله فهي شرك. ص74/75
باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره

س1: ما مقصود الترجمة: باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن الاستغاثة بغير الله أو دعاء غيره من الشرك وهي من أكبره. ص77

س2:كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة أدلة.
الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾يونس:106.
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: في قوله: ﴿وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾يونس:106، فهو نهي، والنهي للتحريم.
والمنهي عنه: إيقاع عبادة، والعبادة لا تكون إلا لله، فإذا جُعلت لغيره كانت شركًا.
والآخر: في قوله: ﴿فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾يونس:106، أي: من المشركين، لأن الشرك أعظم الظلم، فمَنْ دعا غير الله فقد أشرك. ص77/78

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: قوله تعالى: ﴿فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ﴾العنكبوت:17.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله:﴿وَاعْبُدُوهُ..﴾العنكبوت:17، فهو أمر بالعبادة، ومن عبادته سبحانه دعاؤه والاستغاثة به، فمَنْ استغاث بغيره ودعاه فقد وقع في الشرك الأكبر. ص78

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: قوله:﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾الأحقاف:5.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله:﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾الأحقاف:5، أي: لا أحد أضلُّ فهو أشد الخلق ضلالًا بدعائه غير الله.
وأعظم الضلال الشرك بالله، فمَنْ دعا غير الله أو استغاث به فهو مشرك. ص77/78

س5: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: قوله: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾النمل:62، الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾النمل:62، مع قوله في الآية: ﴿أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ﴾النمل:63، نفيًا لدعاء غير الله والاستغاثة به، لأنه لا يجيب المضطر ويكشف السوء عنه إلا الله، فإذا جُعلت الاستغاثة والدعاء لغيره وقع العبد في الشرك. ص78

س6: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة (باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: روى الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي ( منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله ( من هذا المنافق. فقال النبي (: (إنه لا يستغاث بي، وإنما يُستغاث بالله (). إسناده ضعيف.
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: في قوله ﷺ: (إنه لا يستغاث بي) ففيه إبطال الاستغاثة بغير الله ولو كانت بالرسول (.
والآخر: في قوله: (وإنما يستغاث بالله () فحصر الاستغاثة بالله وحده، فإذا جُعلت لغيره وقع العبد في الشرك. ص87/79

س7: اشرح قول المصنف: (الأولى: أن عطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص).

ج7:الدعاء جنس عام، والاستغاثة فرد من أفراده، وتقدم أن الدعاء له معنيان، وعلى كلا المعنيين فالاستغاثة من الأفراد المندرجة فيهما. ص81
باب قول الله تعالى:
﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ، وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا﴾
الأعراف. الآية

س1: ما مقصود الترجمة: باب قول الله تعالى: ﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ، وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا..﴾الأعراف:191/192. الآية؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان برهان عظيم من براهين التوحيد وهو: قدرة الخالق وعجز المخلوق. ص82

س2:كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب قول الله تعالى: ﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ، وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا﴾الأعراف191/192. الآية؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة أدلة.
الدليل الأول: ﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ، وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا..﴾الأعراف:191/192.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى: ﴿مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾الأعراف:191، مع قوله تعالى: ﴿وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا﴾ وقوله: ﴿وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ﴾الأعراف:192، فقرر سبحانه عظيم قدرته وعجز المخلوق. ص83

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى: ﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ، وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا..﴾الأعراف: 191/192 الآية.)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ﴾فاطر:13.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: ﴿مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ﴾ فاطر:13.
والقطمير هو: اللفافة التي تكون على نواة التمر وغيره.
فأبطل الله ملكهم شيئًا حقيرًا، وأثبت الملك له في مبتدأ الآية فقال: ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ﴾ فاطر:13. ص83/84

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى: ﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ، وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا..﴾الأعراف: 191/192، الآية)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: عن أنس ( قال: شُجَّ النبي ( يوم أُحد وكُسرت رَبَاعِيَّتُه، فقال (: (كيف يفلح قوم شَجُّوا نبيهم)؟ فنزلت: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾آل عمران:128.
دلالته على مقصود الترجمة: في إنزاله ( قولَه: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾آل عمران:128، بعد قوله (: (كيف يفلح قوم شَجُّوا نبيهم) استبعادًا منه لفلاحهم، فأخبره سبحانه أنه لا يملك من الحُكم على الخلق شيئًا، وأن العواقب كلها إلى الله، قال تعالى: ﴿بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا﴾الرعد:31. ص82/84

س5: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى: ﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ، وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا..﴾الأعراف: 191/192 الآية.)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن ابن عمر ( أنه سمع رسول الله ( يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر: (اللهم العن فلانًا وفلانًا) بعدما يقول: (سمع الله لمَن حمده، ربنا ولك الحمــد) فأنزل الله:﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾آل عمران:128، وفي رواية: يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام، فنزلت ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾آل عمران:128.
ودلالته على مقصود الترجمة: في إنزال الله تعالى قوله: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾آل عمران:128، بعد قوله (: (اللهم العن فلانًا وفلانًا) طردًا لهم من رحمة الله، فأخبره الله ( أن عواقب الأمور ليست إليه، وإنما هي إلى الله ( وحده، وإذا كانت هذه حال أفضل الخلق، فكيف بمَنْ هو دونه. ص82/84

س6: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى: ﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ، وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا..﴾الأعراف: 191/192 الآية.)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: عن أبي هريرة ( أنه قال: قام رسول الله ( حين أُنزل عليه: ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾الشعراء:214، فقال (: (يا معشر قريش! ـ أو كلمة نحوها ـ اشتروا أنفسكم، لا أُغني عنكم من الله شيئًا، ويا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا صفية عمة رسول الله ( لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أُغني عنكِ من الله شيئًا).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله (: (لا أُغني عنكم من الله شيئًا) وقوله: (لا أغني عنك من الله شيئًا)، وقوله مرتين: (لا أغني عنكِ شيئًا) المفيدات بأنه ( لا حُكم له في عواقب الأمور، وأن الحُكم كله لله (، قال الله تعالى: ﴿وَمَا أُغْنِي عَنكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾يوسف:67، فإذا كان هذا منفيًا عن خير الخلق ( معجوزًا عنه فغيره أولى أن يكون غير قادر عليه. ص82/85
باب قول الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾

س1: ما مقصود الترجمة: باب قول الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾سبأ:23.؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان البرهان التوحيدي المتقدم، وهو قُدرة الخالق وعجز المخلوق، وأعاده المصنف تأكيدًا لتقريره، ولشدة الابتلاء به، فإن كثيرًا ممَنْ يقع في الشرك يجعل للمخلوق قُدرة ليست له، فيرجوه بها ويريد منه. ص88

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب قول الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾سبأ:23.؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة أدلة.
الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾سبأ:23.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ﴾سبأ:23، مع قوله: ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾سبأ:23؛ فأخبر عن عجز الملائكة بما يلحقهم من الفزع، وأخبر عن قُدرة الله بأن له العلو والكُبر. ص87/88

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾سبأ:23.)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: عن أبي هريرة ( عن النبي ( قال: (إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خُضْعانًا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك ﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾سبأ:23، فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه فيسمع الكلمة فيلقيها إلى مَن تحته، ثم يلقيها الآخر إلى مَن تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا فيُصدَّق بتلك الكلمة التي سُمعت من السماء).
ودلالته على مقصود الترجمة: في كونه تفسيرًا للآية ببيان عجز الملائكة بما يلحقهم من الفزع، وبيان قدرة الله بإثبات العلو والكُبر له. ص87/89

س5: في قوله: (كأنه سلسلة على صفوان) الضمير في قوله: (كأنه) راجع إلى مَن؟ وما هو التشبيه الذي فيه؟

ج5: (كأنه سلسلة على صفوان) الضمير في قوله: (كأنه) راجع إلى قول الله، والتشبيه فيه تشبيه للسماع بالسماع، لا المسموع بالمسموع؛ فهو ليس تشبيهًا لصفة قول الله بل تشبيه لما يقع في الأسماع منه كتشبيهه ( رؤية الله في الآخرة للمؤمنين برؤيتنا البدر في الدنيا، ففي حديث جرير بن عبد الله (أن رسول الله( قال: (إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر..) الحديث. متفق عليه.
فالتشبيه فيه تشبيه الرؤية بالرؤية لا تشبيه المرئي بالمرئي. ص89

س6: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾سبأ:23)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: عن النواس بن سمعان(أنه قال: قال رسول الله(: (إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمـر تكلـم بالوحي أخذت السمـاوات منه رجفة ـ أو قال رعدة ـ شديدة خوفًا من الله (، فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا وخروا سجدًا، فيكون أول مَن يرفع رأسه جبرائيل، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثم يمر جبرائيل على الملائكة، كلما مر بسماء سأله ملائكتها: ماذا قال ربنا يا جبرائيل؟ فيقول جبرائيل: قال الحق وهو العلي الكبير، فيقولون كلهم مثلما قال جبرائيل، فينتهي جبرائيل بالوحي إلى حيث أمره الله (). إسناده ضعيف.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا وخروا لله سجدًا) مع قوله: (وهو العلي الكبير) فأخبر عن عجز الملائكة بما يلحقهم من الصعْق والخرور، وأخبر عن قدرة ربنا سبحانه بما له من العلو والكُبر. ص87/89

س7: اشرح قول المصنف: (الثانية: ما فيها من الحُجة على إبطال الشرك، خصوصًا مَنْ تعلق على الصالحين، وهي الآية التي قيل فيها: إنها تقطع عروق شجرة الشرك من القلب).

ج7: أي: تجتث أصوله بتحقيق عجز المخلوق، أنه لا يملك شيئًا استقلالًا ولا يشارك الله في مُلكه، وليس ظهيرًا لله يعينه، ولا تنفع شفاعته عند الله إلا من بعد إذْن الله، فإذا تحقق العبد نفي هذه الأمور الأربعة عن غير الله ( بان له عجزه.
وتفصيل تلك الأمور الأربعة:
أن أولها: هو المُلك المستقل.
وثانيها: المشاركة فيه.
وثالثها: إعانة الرب على التدبير.
ورابعها: الشفاعة عنده من دون إذْنه.
فكلها منفية عن المخلوق مُبِينة عجزه. ص91
باب الشفاعة

س1: ما مقصود الترجمة: باب الشفاعة؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان برهان آخر من براهين التوحيد؛ وهو: مُلك الله الشفاعة، فهو المستحِق أن يُوحَّد؛ إذ غيره لا يشفع عنده إلا بإذنه. ص93

س2: ما الفرق بين الشفاعة عند علماء الاعتقاد وبين الشفاعة في مباحث الفقه؟

ج2: والشفاعة عند علماء الاعتقاد المراد بها: الشفاعة عند الله،
أما الشفاعة في مباحث الفقه فهي: الشفاعة عند المخلوقين. ص93

س3: ما معنى الشفاعة عند الله شرعًا؟ مع ذكر نوعي النفع المرجو.

ج3: الشفاعة عند الله شرعًا: سؤال الشافع الله حصول نفع للمشفوع له.
والنفع المرجو نوعان:
أحدهما: جلب خير للمشفوع له.
والآخر: دفع شر عنه. ص93

س4: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب الشفاعة؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج4: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة أدلة.
الدليل الأول: قوله تعالى:﴿وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ﴾الأنعام:51.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿ليْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ﴾الأنعام:51، فنفى الله سبحانه وتعالى الشفيع المبتدئ بالشفاعة قبل إذن الله إبطالًا لملك غيره الشفاعة، فلا شفيع إلا مَنْ أذِن له الله. ص92/94

س5: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب الشفاعة)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5:قوله تعالى: ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾الزمر:44.
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: في قوله: ﴿لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ﴾الزمر:44، بتحقيق حصر ملكها فيه، فإن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر، فتقدير الكلام: (الشفاعة لله)، فلما قُدِّم المؤخَّر على المقدَّم استُفيد الحصر، فإنه من طرائقه في كلام العرب.
والآخر: في قوله: ﴿جَمِيعًا﴾الزمر:44، تأكيدًا لتحقيق مُلك الله الشفاعة، وأنها كلها إليه. ص94

س6: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب الشفاعة)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: قوله تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾البقرة:255.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: ﴿إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾البقرة:255، أي: لا أحد يشفع عند الله إلا بإذنه، فليس لشفيع حظ من الشفاعة استقلالًا، والله يُملِّك الشفاعة مَنْ شاء، فيجعله شفيعًا لغيره.ص94

س7: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب الشفاعة)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج7: قوله تعالى: ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى﴾النجم:26.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: ﴿لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى﴾النجم:26، فنفى عن الملائكة المقربين إغناءهم أحدًا بشفاعتهم إلا بعد إذن الله ورضاه، فهم مع ما لهم من المرتبة العلية لا يملكون شيئًا من الشفاعة إلا بعد إذن الله ورضاه. ص92/94

س8: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة (باب الشفاعة)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج8: وقوله: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ﴾سبأ:22.
﴿وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ﴾سبأ:23.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله في الآية بعدها: ﴿وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّالِمَنْ أَذِنَ لَهُ﴾سبأ:23، فنفى نَفْع شفاعة أحد عنده إلا بصدور الإذن منه سبحانه، فنفى نفْع شفاعة أحد عنده إلا بعد إذنه سبحانه. ص92/95

س9: من أسعد الناس بشفاعة النبيﷺ؟ وما هي الشفاعة التي نفاها القرآن؟

ج9: قال له أبو هريرة (للنبي ﷺ: مَن أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: (مَن قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه)
والشفاعة التي نفاها القرآن: التي فيها شرك. ص93

س10: اشرح قول المصنف: (الثانية: صفة الشفاعة المنفية).

ج10:أي: الخالية من إذن الله ورضاه، فإن الشفاعة إذا خلت من إذن الله ورضاه نُفيت، وهذا معنى قول أبي العباس: فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك؛ لأن الله لا يأذن بتلك الشفاعة ولا يرضاها لما اشتملت عليه من الشرك. ص96

س11: اشرح قول المصنف: (الثالثة: صفة الشفاعة المثبتة).

ج11: وهي: المقترنة بإذن الله ورضاه. ص96
باب قول الله تعالى: ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾القصص:56

س1: ما مقصود الترجمة: باب قول الله تعالى: ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾القصص:56؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان برهان آخر من براهين التوحيد: وهو خلوص مِلك الشفاعة لله؛ فلا يشاركه فيها أحد بتقرير أن أعظم الخلق عند الله قدرًا وهو محمد ( لا يملك هداية مَنْ يحب في الدنيا، فكيف يملك في الآخرة نفعًا على وجه الاستقلال؟ ص97

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب قول الله تعالى: ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾القصص:56؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين.
الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾القصص:56.
ودلالته على مقصود الترجمة: في نفي مُلكه ( هداية مَنْ أحب في الدنيا لقرابته ونصرته وهو عمه أبو طالب بن عبد المطلب، وإذا كان لا يملك له في الدنيا نفعًا فأحرى ألا يملك له نفعًا في الآخرة على وجه الاستقلال لزوال الأملاك فيها إلا مُلك الله، قال الله تعالى: ﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ﴾الفرقان:26، فلا ملك لغيره. ص98

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى: ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾القصص:56؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: عن ابن المسيب عن أبيه قال: (لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله ( وعنده عبد الله بن أبي أمية وأبو جهل، فقال له النبي (: (يا عم، قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله) فقالا له: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فأعاد عليه النبي ( فأعادا فكان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول: لا إله إلا الله. فقال النبي (: (لأستغفرن لك ما لم أُنه عنك) فأنزل الله (: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ﴾التوبة:113، وأنزل الله في أبي طالب: ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾القصص:56.
ودلالته على مقصود الترجمة: في كون القصة المذكورة فيه سببًا لنزول الآية المترجَم بها؛ فهو كالتفسير لها، إذ معرفة سبب النزول تُعين على فهم الآية. قاله ابن تيمية الحفيد في مقدمته في أصول التفسير.
والقول في بيان وجهه استدلالًاكالقول في بيان الدليل السابق.ص97/98

س4: ما هي الهداية المنفية عن النبي ﷺ في الآية؟

ج4: الهداية المنفية عن النبي ( في الآية هي هداية التوفيق والإلهام. ص98

س5: الهداية المنسوبة إلى النبي ( وقعت في القرآن على وجهين، اذكرهما.

ج5: أحدهما: هداية منفية عنه، كقوله تعالى: ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾القصص:56، وهي هداية التوفيق والإلهام، ونفيها عن غيره أولى وأحرى.
والآخر: هداية مثبتة له، وهي هداية البيان والإرشاد، كقوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾الشورى:52، وهي له ولمَنْ شاء الله من خلقه، فهو يهدي بالبيان والإرشاد وغيره من أمته يهدون بالبيان والإرشاد، لكن له منها ( الحظ الأوفى والقدح المعلى. ص98/99

س6: اشرح قول المصنف: (الرابعة: أن أبا جهل ومَنْ معه يعرفون مراد النبي ( إذا قال للرجل: (قل لا إله إلا الله)

ج6: أي: أنه لا يريد منه القول المجرد، بل قولًا يقارنه الاعتقاد الجازم والعمل اللازم، فكانوا يمتنعون عنها ويقولون: ﴿أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ص:5، بخلاف مَن يقولها بلسانه ولا يعتقد معناها ولا يعمل بمقتضاها، فهؤلاء حقيقون بقول المصنف: (فقبّح الله مَنْ أبو جهل أعلم منه بأصل الإسلام). ص101

س7: اشرح قول المصنف:(التاسعة: مضرة تعظيم الأسلاف والأكابر)

ج7: أي: إذا جُعل قولهم حُجةً عند التنازع دون قول الله وقول رسوله (، فالمضرة في تعظيمهم إذا كان قولهم مخالفًا الشريعة، فإن خلا من ذلك فمن أصول الدين تعظيم الأسلاف والأكابر، فمن حُسْن دين المرء تلقيه عن الأكابر والأسلاف.ص101

باب
ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان سبب وقوع الناس في الشرك مع ظهور أدلة التوحيد، وهو الغلو في الصالحين، لأن الصالح له قدر عند الله وعند خلقه، ومن الناس مَنْ يبالغ في حقه فيجره ذلك إلى الشرك. ص103

س2: ما هو الغلو؟

ج2: الغلو: هو مجاوزة الحد المأذون فيه على وجه الإفراط، أي: على وجه التعدي بالزيادة. ص 103

س3: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج3: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة أدلة.
الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ﴾النساء:171.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: ﴿لا تَغْلُوا﴾النساء:171، فهو نهي عن الغلو، وبُيِّن في القرآن غلو أهل الكتاب، فغلو اليهود قولهم عزير ابن الله، وغلو النصارى قولهم: إن الله ثالث ثلاثة؛ فاليهود غلوا في عزير، والنصارى غلوا في عيسى وأمه مريم، وهؤلاء قوم صالحون. ص103

س4: ما هو تعريف اسم الرجل الصالح شرعًا؟

ج4: اسم الصالح في الشرع يُراد به الموافق أمر الله نبيًا فما دونه. ص103

س5: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن ابن عباس ( في قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا﴾نوح:23.
قال: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابًا وسموها بأسمائهم، ففعلوا، ولم تُعبد، حتى إذا هلك أولئك ونُسي العلم عُبدت).
وقال ابن القيم رحمه الله: قال غير واحد من السلف: (لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ﴾نوح:23، مع بيان تلك الآلهة بأنهم الرجال الصالحون في قوم نوح الذين سماهم الله، وهم (ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر) فغلوا فيهم برفعهم فوق قدرهم حتى وقعوا في الشرك بالله (، وورثت العرب عنهم تعظيم هؤلاء الصالحين؛ فكانت من أصنامهم المعظمة على ما هو معروف في خبر عمرو بن لحيّ لما ابتدأ في العرب شرك الأصنام، وسيأتي بيانه في شرح كشف الشبهات بإذن الله تعالى. ص102/103/104

س6: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: عن عمر (أن رسول الله ( قال: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله)
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (كما أطرت النصارى ابن مريم) أي: في قولهم في عيسى ابن مريم أنه ابن الله، وجعْله إياه إلهًا؛ فغلوا فيه بالإطراء ووقعوا في الشرك. ص102/104

س7: ما هو تعريف الإطراء؟

ج7: الإطراء: هو مجاوزة الحد في المدح، والكذب فيه، وهذا من جملة الغلو. ص104

س8: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج8: قال رسول الله (: (إياكم والغلو، فإنما أهلك مَنْ كان قبلكم الغلو).
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله (: (إياكم والغلو) وقوله (: (فإنما أهلك مَنْ كان قبلكم الغلو) فهو يدل على المقصود من وجهين:
أحدهما: في قوله: (إياكم والغلو) بالتحذير منه، والزجر عنه.
والآخر: في قوله: (فإنما أهلك مَنْ كان قبلكم الغلو) ببيان أن المهلِك للأمم المتقدمة هو غلوها. ص102/104/105

س9: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة (باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج9: حديث ابن مسعود ( أن رسول الله ( قال: (هلك المتنطعون).
ودلالته على مقصود الترجمة: في إخباره ( عن هلاك المتنطعين لتنطعهم، والمتنطعون هم الواقعون في الغلو.
وأصل التنطع هو التقعر في الكلام، أي: المبالغة بالتكلف فيه، ثم صار اسمًا للغلو كله. ص105

س10: اشرح قول المصنف: (الحادية عشرة: مضرة العكوف على القبر لأجل عمل صالح).

ج10: وهو الشوق إلى العبادة، فإن قوم نوح صوّروا أولئك الصالحين ليشتاقوا إلى عبادة الله برؤيتهم، فابتدأ عكوفهم عند قبورهم ابتغاء حصول شوقهم إلى العبادة ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم من دون الله. ص107

س11: اشرح قول المصنف: (الخامسة عشرة: التصريح أنهم لم يريدوا إلا الشفاعة)

ج11: أي: لما قصدوهم بعبادتهم لم يريدوا منهم إلا طلب شفاعتهم عند الله، فلم يكونوا يعتقدون أنهم يخلقون ويرزقون. ص107

س12: اشرح قول المصنف: (السادسة عشرة: ظنهم أن العلماء الذين صوروا الصور أرادوا ذلك)

ج12: أي: العلماء بحالهم، لا بأمر الله، فإن أولئك كانوا يعلمون أخبار أولئك الصالحين ولهم قدرة على تمثيل صورهم بما حفظوا من أوصافهم، فأوقعوا الناس فيما أوقعوه، ولم يكن لهم علم كامل بأمر الله، وإلا لامتنعوا مما يُقرّب الناس من الشرك. ص108

س13: اشرح قول المصنف: (التاسعة عشرة: التصريح بأنها لم تُعبد حتى نُسي العلم، ففيها بيان معرفة قدر وجوده ومضرة فَقْده)

ج13: أي قدر وجود العلم ومضرة فقْده، فإذا وُجد العلم وبُث منشورًا حُفِظ الشرع وأعلاه التوحيد، وإذا فُقِد العلم ذهب الشرع فوقع الناس في الشرك فما دونه؛ ولهذا فإن القيام في العلم تعلمًا وتعليمًا من أعظم الجهاد، وهو أعظم من جهاد السيف والسنان. ص108

س14: متى تتأكد أفضلية طلب العلم وبثِّه ونشره؟

ج14: تتأكد هذه الأفضلية مع شدة الحاجة إليه بِخُشُوِّ ما يخالف الشرع من الكفر والشرك والبدع والأهواء والفجور، والكبائر، ومَنْ وعى هذا عَلِمَ أن حاجة الناس إلى العلم شديدة.
قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب، وذكر أبو عبد الله بن القيم وجهه في مفتاح دار السعادة أن الطعام والشراب به قوام البدن، والعلم به قوام الروح وحياة الروح أكمل من حياة البدن.
فالجلوس في حِلَق العلم تعليمًا وتعلمًا من القيام بواجب حفظ الدين، وكمال هذا القيام بأن يسعى المعلم في بث العلم ما استطاع، ويسعى المتعلم في أخذه وتلقيه ما استطاع حتى إذا حصل منه قدرًا ينفع به مَنْ وراءه من أهله وجيرانه وقومه بثه فيهم. ص108/109
باب
ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده؟

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان إبطال عبادة الصالحين لما ورد من التغليظ أي: التشديد من عبادة الله عند قبر رجل صالح منعًا من الوقوع في عبادته، والتغليظ أشد لِمَنْ عبده من دون الله.
وإبطال عبادة هؤلاء الصالحين يدل على إبطال عبادة مَنْ هو دونهم كالأحجار والأشجار وغيرهما. ص111

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده ؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة أربعة أدلة.
الدليل الأول: عن عائشة ( أن أم سلمة ڤ ذكرت لرسول الله ( كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور، فقال (: (أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدًا، وصوروا فيه تلك الصور أولئكِ شرار الخلق عند الله)، فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين؛ فتنة القبور، وفتنة التماثيل.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (أولئكِ شرار الخلق عند الله)، وموجِب جعْلهم شر الخلق، بناؤهم المساجد على القبور ليعبدوا الله عندها فيشوِّقهم حضورهم عند قبور الصالحين إلى عبادة الله فيعبدونهم.
فالتغليظ عليهم لأجل عبادتهم الله عند رجل صالح، فغيرهم ممَنْ يعبد الصالح أولى بأن يكون شرًا منهم. ص110/112

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3:عائشة ( قالت: (لما نُزل برسول الله ( طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها، فقال ـ وهو كذلك ـ: (لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك لأُبرز قبره، غير أنه خُشي أن يُتخَذ مسجدًا.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) مع قوله: (لعنة الله على اليهود والنصارى) فلعنهم تغليظ عليهم لأنهم جعلوا على قبور أنبيائهم مساجد يريدون منها أن يعبدوا الله عندها؛ فاستحقوا اللعن بذلك، فغيرهم ممَنْ يعبد الأنبياء أولى باللعن. ص110/112

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: عن جندب بن عبد الله (قال: سمعت رسول الله ( قبل أن يموت بخمس وهو يقول: (إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلًا، كما اتخذ إبراهيم خليلًا، ولو كنت متخذًا من أمتي خليلًا، لاتخذت أبا بكر خليلًا، ألا وإن مَن كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك).
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله (: (ألا وإن مَن كان قبلكمكانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك) فنهى النبي ( عن طريقتهم تقبيحًا لها؛ إذ جعلوا قبور الأنبياء مساجد يعبدون الله عندها، فغيرهم ممَنْ يعبد أولئك الأنبياء أولى بنهيه عن ما يفعل، ووقع نهيه ( عما ذُكِر بوجهين:
أحدهما: في قوله: (فلا تتخذوا القبور مساجد) بالإتيان بــــ(لا) الدالة على النهي.
والآخر: في قوله: (فإني أنهاكم عن ذلك) المصرح بنهيه (. ص110/112

س5:ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن ابن مسعود (مرفوعًا: (إن من شرار الناس مَن تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (إن من شرار الناس) مع قوله: (والذين يتخذون القبور مساجد) فجعلهم شر الناس لأنهم قصدوا عبادة الله عند قبور المعظّمين من الأنبياء فمَنْ دونهم، ومَنْ عبد أولئك المعظمين من دون الله أولى بأن يكون شرًا منهم. ص111/113

س6: اشرح قول المصنف: (السابعة: أن مراده ( تحذيرنا عن قبره).

ج6: أي: ألا نفعل به ما فعلته اليهود والنصارى بقبور صالحيهم، فالتحذير مخصوص بهذه الحال. ص115

س7: اشرح قول المصنف:(الحادية عشرة: ذِكْره في خطبته قبل موته بخمس: الرد على الطائفتين اللتين هما أشر أهل البدع)

ج7: هما: الرافضة والجهمية.
فأما الرافضة فالرد عليهم في نهيه ( عن اتخاذ القبور مساجد بقوله: (ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك) وكانوا هم أوَّل مَنْ شيّد المزارات وشرَّع الزيارات، وصنفوا فيها بناء المشاهد وأدعيتها.
وأما الرد على الجهمية: ففي قوله ((فإن الله قد اتخذني خليلًا) أي: جعلني محبوبًا له في أعلى مراتب المحبة وهي الخلة، ففيه إثبات صفة المحبة له سبحانه.
والجهمية ينفون أسماء الله وصفاته. ص115
باب
ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يُصَيّرها أوثانًا تُعبد من دون الله

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يُصَيّرها أوثانًا تُعبد من دون الله؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن الغلو في قبور الصالحين يصيُّرها أوثانًاتُعبد من دون الله، والغلو كما تقدم:مجاوزة الحد المأذون فيه على وجه الإفراط.
فالغلو في قبور الصالحين باتخاذها مساجد أو العكوف عليها، أو الصلاة عندها يُصيّرهاأي: يحولها ويجعلهاأوثانًاتُعبد من دون الله؛ فيتعاظم في قلوبهم تأليهها حتى يجعلوا عبادتهم لها.
والأوثان: جمع وثن، وهو اسم جامع كل ما يُعبد من دون الله. ص116

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يُصَيّرها أوثانًا تُعبد من دون الله؟ واذكرالدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة أربعة أدلة.
الدليل الأول: روى مالك في (الموطأ): أن رسول الله ( قال: (اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).
ودلالته على مقصود الترجمة في دعائه (: (اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُعبد) مع الإشارة إلى موجِب غضب الله ( على أولئك في قوله: (غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) ممَنْ ابتدأ عبادة الله عند قبور الصالحين حتى صيَّرها أوثانًا تُعبد من دون الله (. ص116/117

س3:ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يُصَيّرها أوثانًا تُعبد من دون الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: لابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى﴾النجم:19، قال: كان يلت لهم السويق فمات فعكفوا على قبره.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (فعكفوا على قبره) أي: أقاموا على قبره تعظيمًا له ثم أفضى بهم تعظيمه أن عبدوه من دون الله. ص116/117

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يُصَيّرها أوثانًا تُعبد من دون الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: حديث ابن عباس ( في تفسير الآية المذكورة أيضًا، قال: (كان يلت السويق للحاج) رواه البخاري.
والسويق: دقيق الحنطة، وربما سُمي به دقيق الشعير أيضًا.
ولَتُّه: خلْطُه وبلّه بالسمن وغيره.
ودلالته على مقصود الترجمة: في كون اللات رجلًا صالحًا، غلوا فيه حتى عبدوه، فصار وثنًا يُعبَد من دون الله.ص116/117

س5: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يُصَيّرها أوثانًا تُعبد من دون الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن ابن عباس ( قال: لعن رسول الله ( زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسُّرج.وإسناده ضعيف.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (والمتخذين عليها المساجد والسُّرج) فإن هذا من الغلو الذي لُعن صاحبه لأنه ذريعة إلى تصيير تلك القبور المعظمة أوثانًا تُعبد من دون الله (. ص116/118

س6:اشرح قول المصنف: (الثالثة: أنه ( لم يستعذ إلا مما يخاف وقوعه).

ج6: أي: في قوله (: (اللهم لا تجعل قبري وثنا يُعبد)؛ فهو دعاء التجاء واعتصام، وهذه هي حقيقة الاستعاذة. ص119

س7: اشرح قول المصنف: (السادسة: وهي من أهمها: معرفة صفة عبادة اللات التي هي من أكبر الأوثان).

ج7: أي: معرفة كيف وقعت، فإنها ابتدأت بتعظيمه حتى غلوا فيه وعبدوه من دون الله. ص119
باب
ما جاء في حماية المصطفى (
جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء في حماية المصطفى (
جناب التوحيدوسده كل طريق يوصل إلى الشرك؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حماية المصطفى ( جناب التوحيد أي: جانبهمن كل ما ينقصه أو ينقضه، وسده الذرائع الموصلة إلى الشرك، وسده الذرائع يعني الطرقالموصلة إلى الشرك. ص120

س2: لماذا أُفرِدَ ( بوصف الحماية للتوحيد مع كونها في كلام الله وشرعه؟

ج2: وأُفرِد ( بوصف الحماية للتوحيد مع كونها في كلام الله وشرعه لأمرين:
أحدهما: أن المصطفى ( كان هو أوّل قائم به في هذه الأمة.
والآخر: أن كثيرًا ممَنْ زلّت قدمه في التوحيد أُتِي من قِبَل غلُّوه في المصطفى (، والمعظِّم للنبي ( حقًا يتبع هديه ( في حماية جناب التوحيد وسده الطرق الموصلة إلى الشرك؛ فلأجل الأمرين المذكورين لم يقل المصنف: باب: ما جاء في حماية الشرع جناب التوحيد، وإنما قال: باب ما جاء في حماية المصطفى ( جناب التوحيد.ص121

س3: لو قال لكم واحد: الخبر عنه ( بأنه المصطفى هذا من الغلو، كيف تخبرون عنه ( بمثل هذا؟ ما الجواب؟

ج3: لأن النبي ( أخبر بأن الله ( اصطفاه.
ففي حديث واثلة بن الأسقع في صحيح مسلم، وأعلى من هذا ما رواه أحمد بسند صحيح من حديث عوف بن مالك أنه ( قال: (أنا النبي المصطفى)، والخبر عنه ( بما أخبر به عن نفسه قربة إلى الله (، فمن أسمائه المعظمة شرعًا اسم المصطفى.ص121

س4: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء في حماية المصطفى ( جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج4: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة أدلة.
الدليل الأول: قول الله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ..﴾التوبة:128 الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ﴾التوبة:128، أي: حريص على هدايتكم، ومن حرصه (: حمايتَه جناب التوحيد، وسدَّه كل طريق يوصل إلى الشرك. ص120/121

س5: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء في حماية المصطفى ( جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن أبي هريرة (أنه قال: قال رسول الله (: (لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، ولا تجعلوا قبري عيدًا، وصلوا عليّ، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم).
ودلالته على مقصود الترجمة: من ثلاثة وجوه:
أحدها: في قوله (: (لا تجعلوا بيوتكم قبورًا).
وثانيها: في قوله (: (ولا تجعلوا قبري عيدًا).
وثالثها: في قوله (: (وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم).
وهذه الوجوه الثلاثة نهيان وأمر، كلها تبين حمايته ( جناب التوحيد، وسده كل طريق يوصل إلى الشرك، فإنه نهى ( عن جعْل البيوت قبورًا بألا تُعطّل من الصلاة والدعاء فتشبه القبور التي ليست محلًا لذلك.
ونهى عن جعْل قبره عيدًا فلا يُزار على وجه مخصوص كما تقدم في معنى العيد.
ثم أمر ( بالصلاة عليه حيث كان المصلي؛ فإن صلاته على النبي ( تُبلَّغ النبي ( وإن بعُد بتبليغ الملائكة له. ص120/122

س6: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب ما جاء في حماية المصطفى ( جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: عن علي بن الحسين: أنه رأى رجلًا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي (، فيدخل فيها فيدعو، فنهاه، وقال: ألا أحدثكم حديثًا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله ( قال: (لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا بيوتكم قبورًا، فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم).
ودلالته على المقصود من ثلاثة وجوه:
أولها في قوله: (لا تتخذوا قبري عيدًا).
وثانيها في قوله: (ولا بيوتكم قبورًا).
وثالثها: في قوله: (فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم) ص120/122/123

س7: اشرح قول المصنف: (الرابعة: نهيه عن زيارة قبره ( على وجه مخصوص مع أن زيارته من أفضل الأعمال).

ج7: لأن زيارة القبور على الوجه المشروع سُنة، وقبره ( أفضل قبر على وجه الأرض، واتباع السُّنن من أفضل الأعمال، فالفضل راجع إلى العمل نفسه، أي: زيارة القبور. ص124

س8: اشرح قول المصنف: (التاسعة: كونه ( في البرزخ تُعرَض عليه أعمال أمته في الصلاة والسلام.)

ج8: قوله رحمه الله: (التاسعة: كونه ( في البرزخ) أي: في القبر.
(تُعرض عليه أعمال أمته في الصلاة والسلام) أي: بتبليغه ( صلاة وسلام المصلين والمسلمين عليه من أمته.
فمعنى العرض: تبليغهما له (. ص125
باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان وقوع الشرك في هذه الأمة بعد النبي ( بعبادة بعضها الأوثان، والرد على مَنْ زعم أنه لا يقع منهم شرك. ص127

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة أدلة.
فالدليل الأول: قوله تعالى:
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾النساء:51.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾النساء:51. أي: يقعون في الشرك، فالجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان.
فوقع أهل الكتاب بهما في الشرك، وكما كان في أهل الكتاب المتقدمين مَنْ أشرك فسيكون في هذه الأمة مَنْ يُشرك لخبره الصادق ( بقوله: (لتتبعن سَنن مَن كان قبلكم) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري. ص126/127

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: قوله تعالى:﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ﴾المائدة:60.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: ﴿وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ﴾المائدة:60، أي: جعل منهم مَنْ عبد الطاغوت وهو الشيطان، والمراد بهم: أهل الكتاب، وسيكون في هذه الأمة مَنْ يحاذيهم، أي: يفعلوا كما فعلوا. ص126/128

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: قوله تعالى:﴿قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا﴾الكهف:21.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا﴾الكهف:21،فإن أهل الغلبة صيّروا أصحاب الكهف أوثانًا، وكان هؤلاء في أهل الكتاب، والراجح أنهم كانوا من بني إسرائيل قبل عيسى عليه الصلاة والسلام، فهم من أتباع موسى عليه الصلاة والسلام.
وكما وقع أهل الكتاب في الغلو فيهم فعبدوهم فسيكون في هذه الأمة مَنْ يغلو في الصالحين حتى يعبدهم محاذيًا أهل الكتاب على ما تقدم بيانه. ص126/128

س5: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن أبي سعيد (، أن رسول الله ( قال: (لتتبعن سَنن مَنْ كان قبلكم حذو القذّة بالقذّة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) قالوا: يا رسول الله، اليهودَ والنصارى؟ قال: فمَن؟.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (لتتبعن سَنن مَنْ كان قبلكم)، وكان من سَنن أهل الكتاب ما تقدم من عبادة معظَّميهم وتصييرهم أوثانًا فسيكون في هذه الأمة مَنْ يتابعهم. ص126/128

س6: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة (باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: عن ثوبان ( أن رسول الله ( قال: (إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ مُلكها ما زُوي لي منها، وأُعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة، وأن لا يُسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال: يا محمد إذا قضيت قضاءً فإنه لا يُرد وإني أعطيتك لأمتك ألا أهلكها بسنة بعامة وألا أسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم مَن بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضًا ويسبي بعضهم بعضًا)، ورواه البرقاني في صحيحه، وزاد: (وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وقع عليهم السيف لم يُرفع إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذَّابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم مَن خذلهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى).
ودلالته على مقصود الترجمة: من وجهين:
أحدهما: في قوله: (وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان) وهو صريح في مقصود الترجمة. والفئام: الجماعات الكثيرة.
والآخر: في قوله (: (ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين) وهو خبر صادق عن لحوق حي من أمته ( بالمشركين.
والحي: القبيلة، وفي رواية أبي داود وابن ماجه: (حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين)، ولحوقهم المشركين بتحولهم إلى بلدانهم، ومساكنتهم لهم حتى يرضوا بدينهم فيكونوا مثلهم. ص126/129

س7: اشرح قول المصنف: (الرابعة عشرة: التنبيه على معنى عبادة الأوثان).

ج7: قوله رحمه الله: (الرابعة عشرة: التنبيه على معنى عبادة الأوثان) أي: أنها لا تختص بالأصنام؛ بل يكون بغير ذلك، كالواقع من جعْل قبور الصالحين مساجد. ص131
باب ما جاء في السحر

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء في السحر؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان ما جاء في السحر من الوعيد الشديد، ومنافاته التوحيد؛ لأنه لا يمكن إلا مع تأليه الشياطين والتعلق بها، وما يتضمنه من ادعاء علم الغيب. ص133

س2: ما هي حقيقة السحر؟

ج2: حقيقة السحر: أنه رُقى يُنفَث فيها مع الاستعانة بالشياطين.
والنفث: هو النفخ المصحوب بريق لطيفة.
وهذا المعنى للسحر هو المراد عند الإطلاق في خطاب الشرع. ص133

س3: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء في السحر؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج3: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة سبعة أدلة.
فالدليل الأول: قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ﴾البقرة:102 الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: ﴿مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ﴾البقرة:102.
والخلاق: هو النصيب من الخير، ونفيه يقتضي كون صاحبه كافرًا.
والآية المذكورة خبر عن اليهود في استعمالهم السحر، أنهم فاتهم به حظهم في الآخرة لكفرهم به، فكفروا بسببه. ص132/133

س4: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء في السحر)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: قوله تعالى: ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ..﴾النساء:51. الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ﴾النساء:51؛ لأن الجبت هو السحركما فسره عمر (ويأتي بيان ذلك فيما يُستقبَل.
والآية في ذم اليهود وعيبهم بهذا مما يدل على حرمته. ص133

س5: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب ما جاء في السحر)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن أبي هريرة ( أن رسول الله ( قال: (اجتنبوا السبع الموبقات) قالوا: يا رسول الله: وما هن؟ قال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات).
ودلالته على مقصود الترجمة: في عده ( السحر من السبع الموبقاتأي: المهلكاتفهو من كبائر الذنوب المحرمة. ص132/134

س6: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب ما جاء في السحر)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6:عن جندب مرفوعًا: (حد الساحر ضربه بالسيف)
ودلالته: في كون الساحر يُقتل بالسيف، والعبد لا يُقتل إلا على ترك واجب أو فعْل محرم؛ فقتله على السحر دليل على تحريمه. ص134

7: ما هو الدليل الخامس والسادس والسابع على مقصود الترجمة (باب ما جاء في السحر)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج7: والدليل الخامس والسادس والسابع: ما صح عن ثلاثة من أصحاب رسول الله (: هم عمر وابنته حفصة وجندب بن عبد الله ( أن الساحر يُقتَل.
ووجه دلالتها على مقصود الترجمة في قتل الساحر لما تقدم من أن القتل يكون على ترك واجب أو فعْل محرم، فالسحر محرَّم. ص134

س8: اشرح قول المصنف: (الثالثة: تفسير الجبت والطاغوت، والفرق بينهما).

ج8: أي: بالأثر الوارد عن عمر، فإنه جعل الجبت: السحر، والأصل أن الجبت في لسان العرب ما لا خير فيه، والسحر لا خير فيه، وهو الذي كان يؤمن به اليهود.
وأما الطاغوت فهو الشيطان إذا أُطلِق في القرآن وله معنى عامكما تقدموهو كل ما تجاوز به العبد حدَّه من معبود أو متبوع أو مطاع، وعلامته: جمع الفعل معه. ص135
باب بيان شيء من أنواع السحر

س1: ما مقصود الترجمة: باب بيان شيء من أنواع السحر؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان شيء من أنواع السحر، وهذه الأنواع ترجع تارةً إلى أصل معناه في الشرع وهو الرقى التي يُنفَث فيها مع الاستعانة بالشياطين، وترجع تارةً أخرى إلى معناه في الوضع العربي وهو ما خفي ولطُف سببه. ص137

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب بيان شيء من أنواع السحر؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة أدلة.
الدليل الأول: حديث قبيصة الهلالي (أنه سمع النبي ( قال: (إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت).إسناده ضعيف.
قال عوف: العيافة: زجر الطير.
والطرق: الخط يُخط بالأرض.
والجبت؛ قال: الحسن: رنة الشيطان.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (من الجبت) فالجبت كما تقدم في تفسير عمرهو السحر. ص136/137

س3: عرِّف كلًا من: العيافة والطرق والطيرة.

ج3: أولها: العيافة؛ وهي: الحدس والتخمين في الخبر عما يكون بما ليس سببًا لذلك، وأكثره يكون بزجر الطيرأي: ببعثها وتحريكهاليُستدَل بجهة طيرانها أو ألوانها أو غير ذلك من أحوالها على غيب يُراد علمه.
وثانيها: الطرْق؛ وهو الضرب بالحصى، فكان يقبض أحدهم حصى في يده ثم يضربها في الأرض، فيستدل بحالها من الاندثار أو الانتشار على ما يريد علمه، فإن كانت الأرض رملًا لا تؤدي لانتشار الحصى استعملوا الخط عليها.
وثالثها: الطيَرة؛ وهي فعْل ما يحمل على الإحجام أو الإقدام. ص137/138

س4:قول الحسن رحمه الله مفسرًا الجبت: رنة الشيطان؛ فإن رنته لها معنيان، ما هما؟

ج4: وقول الحسن رحمه الله مفسرًا الجبت: رنة الشيطان؛ يرجع إلى ما ذكره عمر ( فإن رنته لها معنيان:
أحدهما: الصوت مطلقًا؛ فإنه يكون له رنين برفعه.
والآخر: الصيحة الحزينة منه؛ فإنه يكون لها رنين الحزن.
وكلاهما يرجع إلى ما ذكره عمر؛ فعلى الأولى تكون هؤلاء الثلاث من عمل الشيطان الذي صوّت به، وعلى الثاني: تكون هؤلاء الثلاث من كيد الشيطان لابن آدم لما حزن على خروجه من الجنة. ص138

س5: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب بيان شيء من أنواع السحر)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن ابن عباس ( قال: قال رسول الله (: (مَنْ اقتبس شعبة من النجوم، فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد).
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (فقد اقتبس شعبة من السحر) أي: جزءًا من السحر، فجعل التنجيم من السحر، والمراد به: تنجيم التأثير، وهو النظر في النجوم للاستدلال بها على التأثير. ص136/138

س6: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب بيان شيء من أنواع السحر)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: عن أبي هريرة (: (مَنْ عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومَن سحر فقد أشرك، ومَن تعلق شيئًا وُكل إليه).
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (مَنْ عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر) أي: نفث فيها مستعينًا بالشياطين، ثم عقد عليها، وهو سحر العقد؛ فهو من أنواع السحر.ص136/139

س7: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب بيان شيء من أنواع السحر)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج7: عن ابن مسعود ( أن رسول الله ( قال: (ألا هل أنبئكم ما العَضْه؟ هي النميمة، القالة بين الناس)
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (هي النميمة، القالَةُ بين الناس؟) أي: المقولة الكائدة في الناس.
والعَضْهُ: هو السحر، فهو من أسمائه. ص136/139

س8: لماذا جُعلت النميمة من السحر؟

ج8: وجُعلت النميمة من السحر لمشابهتها له من جهتين:
أولاهما: باعتبار المبدأ، فإن النميمة تكون سرًا كالسحر إذا عُمد.
والأخرى: باعتبار المنتهى؛ لأنها تفرق بين الناس كالسحر الذي يفرق بينهم. ص139

س9: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة (باب بيان شيء من أنواع السحر)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج9: حديث عبد الله بن عمر ( أن رسول الله ( قال: (إن من البيان لسحرًا)
ودلالته على مقصود الترجمة: في جعله ( البيان المعرب عن المقصود من السحر، ومحله: المزخرف للباطل، فإن مَنْ زوّق باطله ليروج فإن فعْله من جنس السحر.
فالحديث خرج مخرج الذم في أصح قولي أهل العلم. ص139

س10: اشرح قول المصنف: (الثالثة: أن علم النجوم من نوع السحر).

ج10: المراد به: علم النجوم المتعلق بالتأثير دون التسيير على ما سيأتي بيانه. ص141

س11: اشرح قول المصنف:(السادسة:أن من ذلك بعض الفصاحة).

ج11: أي: الفصاحة الملبسة الحق بالباطل، فما كان كذلك فهو معدود من السحر دون مطلق الفصاحة؛ ولهذا قيّد المصنف هذه المسألة بقوله (بعض) تنبيهًا إلى أن محل الذم منه مخصوص بمورد معين. ص141

باب ما جاء في الكهان ونحوهم

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء في الكهان ونحوهم؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان ما جاء في الكهان ونحوهم من الوعيد الشديد، والتغليظ الأكيد. ص143

س2: عرف الكاهن؟ وما مقصود المؤلف بالترجمة: ونحوهم؟

ج2: والكهان: جمع كاهن، وهو الذي يخبر عن المغيبات بالأخذ عن مسترق السمع من الجن.
سُمي كاهنًا: لأنه يتكهن الأخبار، أي: يتوقعها.
والمراد بقوله: (ونحوهم) مَنْ لهم ذِكْر في الباب عنده سوى الكاهن، وهم ثلاثة:
أولهم: العراف: وهو الذي يستدل بأمور ظاهرة معروفة على أمور غائبة مستورة.
وثانيهم: المنجِّم: وهو الذي يستدل على التأثير بالنظر في النجوم.
وثالثهم: الرمّال: وهو الذي يستدل بالخط في الرمل، ومثله مَنْ يطرق بالحصى، وغلب اسم الرمال لأن الخط في الرمل هو الغالب في بلاد العرب لكثرة رملها، وقلة جليدها من الأرض، يعني صلبها من الأرض. ص143

س3: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء في الكهان ونحوهم؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج3: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة سبعة أدلة.الدليل الأول: روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي ( عن النبي ( قال: (مَنْ أتى عرَّافًا فسأله عن شيء فصدقه، لم تُقبل له صلاة أربعين يومًا).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (لم تُقبل له صلاة أربعين يومًا) أي: لا يكون له أجر عليها، وهذا في حق مَنْ أتى الكاهن، فالقول فيما يكون عليه الكاهن أشد، فأراد المصنف أن ينبه بالجزاء الذي يكون على الآتي للكاهن أنه يكون في الكاهن أشد، فهو مطابق لما ترجم به. ص142/144

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء في الكهان ونحوهم)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: عن أبي هريرة ( عن النبي ( قال: (مَنْ أتى كاهنًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزل على محمد ().
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (فقد كفر بما أُنزل على محمد()، وهو حُكم على الآتي للكاهن، فالحكم به على الكاهن نفسه أولى.
والكفر هنا هو الأصغر في أصح القولين للخبر المتقدم أنه لا تُقبل له صلاة أربعين ليلة ولو كان كفرًا أكبر لما قُبلت له صلاة أبد الأيام.
وكونه كفرًا أصغر يدل على بشاعته وشناعته. ص142/144

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب ما جاء في الكهان ونحوهم)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: حديث: (مَنْ أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزل على محمد ().
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (فقد كفر بما أُنزل على محمد (). ص142/145

س5: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب ما جاء في الكهان ونحوهم)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود( مثله موقوفًا، أي مثل حديث:(مَنْ أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزل على محمد ().
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (فقد كفر بما أُنزل على محمد). ص142/145

س6: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة (باب ما جاء في الكهان ونحوهم)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: عن عمران بن حصين ( مرفوعًا: (ليس منا مَنْ تَطير أو تُطير له أو تَكهن أو تُكهن له أو سَحر أو سُحر له، ومَنْ أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد ().
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: في قوله: (فقد كفر بما أُنزل على محمد ().
والآخر في قوله: (ليس منا)، وعدَّ أشياء فذكر منها (أو تَكهن أو تُكهن له)؛
والمتكهِّن: هو الكاهن.
والمتكهَّن له: هو السائل.
فالوجهان المذكوران في الحديث يدلان على حرمة ذلك حرمةً شديدة، وأنه من الكفر الأصغر.ص142/145/146

س7: ما المراد بقوله ﷺ في الحديث السابق: (ليس منا)؟

ج7: والمراد بقوله (: (ليس منا) نفي الإيمان الواجب عنه، وما نُفي الإيمان الواجب عن فاعله فهو محرم، فالوجهان المذكوران في الحديث يدلان على حرمة ذلك حرمةً شديدة، وأنه من الكفر الأصغر. ص146

س8: ما هو الدليل السادس على مقصود الترجمة (باب ما جاء في الكهان ونحوهم)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج8: روى الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس ((ليس منا مَنْ تَطير أو تُطير له أو تَكهن أو تُكهن له أو سَحر أو سُحر له.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (ليس منا) مع قوله: (أو تَكهن أو تُكهِّن له) على ما تقدم بيانه في سابقه. ص142/146

س9: ما هو الدليل السابع على مقصود الترجمة (باب ما جاء في الكهان ونحوهم)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج9: وقال ابن عباس (في قوم يكتبون (أبا جاد) وينظرون في النجوم: ما أرى مَن فعل ذلك له عند الله من خلاق.
ودلالته على مقصود الترجمة في: نفي الخلاق له عند الله، أي: نفي الحظ والنصيب.
ومن نُفي عنه الخلاق يقتضي كونه كافرًا. ص143/146

س10: ما هو تعريف العرَّاف عند كل من البغوي، وابن تيمية رحمهما الله؟

ج10: قال البغوي رحمه الله: العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك.
وقيل: هو الكاهن، والكاهن هو الذي يُخبِر عن المغيبات في المستقبل.
وقيل: الذي يخبر عما في الضمير.
وقال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله: العراف: اسم للكاهن والمنجم والرمّال ونحوهم ممَن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق. ص143

س11: اشرح قول المصنف: (السادسة: ذكر مَنْ تعلم أبا جاد).

ج11: أي: لادعاء علم الغيب بتقطيعها وربطها بحركة النجوم، فإن أراد التهجي لمعرفة الكتابة وحساب الجمل وما يُنتفَع به كان هذا جائزًا كالقاعدة البغدادية وغيرها. ص147
باب ما جاء في النُّشْرة

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء في النُّشْرة؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حُكم النُّشْرة.
وهي: حَل السحر بسحر مثله.
وهذا المعنى هو المعهود عند الإطلاق في كلام العرب، وربما أُريد بها مُطلَق حل السحر، فيندرج فيها حلّه بالرقى والدعوات المشروعة، فإنه يُسمى أيضًا نُشرة لأنه ينشر عن المريض علته، أي: يفرقها عنه فيُشفى منها. ص148/149

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء في النُّشْرة؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة أربعة أدلة.
الدليل الأول: عن جابر ( أن رسول الله ( سُئل عن النُّشرة فقال: (هي من عمل الشيطان).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (هي من عمل الشيطان) لأنهم يحلون السحر عن المسحور بتسخير الشياطين وسحرهم.
والسحر عقدًا وحَلًاكله من عمل الشيطان؛ وعمل الشيطان محرَّم منهيٌ عنه، وإذا اقترن بتأليهه كان كفرًا، فالقول أو الفعل المجرد في نسبته إلى الشيطان يدل في أصح قولي الفقهاء على التحريم، ككون الشيطان يأكل بشماله، فإن اقترن به تأليهه كالواقع في السحر كان كفرًا. ص148/149

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء في النُّشْرة)؟ وأين دلالته على ذلك؟

3: أن ابن مسعود كان يكره هذا رواه ابن أبي شيبة عن إبراهيم النخعي قال: (كانوا يكرهون التمائم والرقى والنشر)، وإسناده صحيح، والمراد بهم أصحاب ابن مسعود.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (كانوا يكرهون)، فالكراهة في عُرف السلف أكثر ما تُطلق على إرادة التحريم. ذكره ابن تيمية الحفيد وتلميذه ابن القيم، والشاطبي.ص148/149

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب ما جاء في النُّشْرة)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: في (البخاري) عن قتادة: قلت لابن المسيب: رجل به طب أو يُؤخَّذ عن امرأته، أيُحلُّ عنه أو يُنشر؟ قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم يُنه عنه. انتهى.
مراد سعيد بن المسيب هو حل السحر بما ينفع وهو الرقى الشرعية، أما حل السحر بالسحر فإنه لا ينفع، ولذلك لا يجوز حَلُّه به، فإن النبي ( أخبر أنه من عمل الشيطان.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (لا بأس به) مع قوله: (فأما ما ينفع فلم يُنه عنه) من الخبر عن إباحة الرقى المشروعة، والمنع من حل السحر بسحر مثله.ص148/150

س5: اشرح هذا الأثر: عن قتادة: قلت لابن المسيب: رجل به طب أو يُؤخَّذ عن امرأته، أيُحلُّ عنه أو يُنشر؟ قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم يُنه عنه.

ج5:(أو يُؤخَّذ عن امرأته): أي يُحبَس عنها فلا يصل إلى جماعها.
(أيُحلُّ عنه أو يُنشر؟) أي: أتُفك عقد سحره ويُرقى لكشف علته؟
(فقال: لا بأس به) أي: لا بأس بحل السحر.
(إنما يريدون به الإصلاح) أي: بدفع الداء عنه.
(فأما ما ينفع) أي: من الرقى. ص150

س6: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب ما جاء في النُّشْرة)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: حديث الحسن البصريأنه قال: (لا يحل السحر إلا ساحر)
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (سحر) خبرًا عن النشرة مما يدل على أن حل السحر بسحر مثله من الكفر المحرّم. ص148/150

س7: ذكر ابن القيم رحمه الله أنَّ النشرة نوعان، ما هما؟

ج7: قال ابن القيم رحمه الله: النُّشرة: حل السحر عن المسحور، وهي نوعان: أحدهما: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يُحمل قول الحسن: (لا يحل السحر إلا ساحر) فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يُحب، فيبطل عمله عن المسحور.
والثاني: النُّشرة بالرقية والتعوذات والدعوات والأدوية المباحة، فهذا جائز. ص148

س8:اشرح قول المصنف: (الثانية: الفرق بين المنهي عنه والمرخص فيه مما يزيل الإشكال).

ج8: أي مما جاء بيانه مفصلًا في كلام ابن القيم الذي ذكره، فإنه جعل النشرة قسمين، أحدهما مختص بالنشرة الاصطلاحية المحرمة، وهي: حل السحر بسحر مثله.
والآخر: ما سُمي نشرًا باعتبار مأخذه اللغوي، وهو نشر المرض عن المريض بالأدعية والرقى المشروعة، وهذه القسمة باعتبار مطلق النشرة، أما باعتبار المعهود في خطاب الشرع فالنشرة إذا ذُكرت هي حل السحر بسحر مثله. ص151
باب ما جاء في التطير

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء في التطير؟

ج1:مقصود الترجمة: بيان حُكم التطير؛ وهو: تفعُّل من الطيَرة، وهي ما يحمل على الإقدام أو الإحجام.
والمراد بالإقدام: المضي في المراد المقصود.
والمراد بالإحجام: عدم المضي فيه.
فمتى اتخذ العبد شيئًا يريد به أن يكون باعثًا له على إقدامه في شيء، أو إحجامه عنه سُمي هذا طِيَرةً.
والطيرة من الشرك الأصغر؛ لأنها تتضمن اتخاذ سبب لم يثبت كونه سببًا مع تعلق القلب به، والركون إليه. ص153

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء في التطير؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثمانية أدلة.
الدليل الأول: قوله تعالى:﴿أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾الأعراف:131.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ﴾الأعراف:131. أي: قدرهم ففيه إبطال الطيرة لانتفاء تأثيرها. ص152/153

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء في التطير)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: قوله تعالى:﴿قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ..﴾يس:19.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله:﴿طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ﴾يس:19، أي: قدركم الملازم لكم، ففيه إبطال الطيرة بإثبات القدر بأنه لا تأثير لها. ص153

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب ما جاء في التطير)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: عن أبي هريرة ( أن رسول الله ( قال: (لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (ولا طيرة) ففيه نفي الطيرة الدال على بطلانها، وعدم تأثيرها، وهو أبلغ في النهي، فالنفي نهي وزيادة. ص152/153

س5: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب ما جاء في التطير)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن أنس ( قال: قال رسول الله (: (لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل) قالوا: وما الفأل؟ قال: (الكلمة الطيبة).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (ولا طيرة) على ما سبق بيانه في الدليل المتقدم. ص152/154

س6: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة (باب ما جاء في التطير)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: عن عقبة بن عامر والصحيح عن عروة بن عامر( قال: ذُكرت الطيرة عند رسول الله ( فقال: (أحسنها الفأل، ولا ترد مسلمًا فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك). حديث مرسل.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (ولا ترد مسلمًا) فمَنْ كمُل دينه لم يتعلق قلبه بها لبطلانها. ص152/154

س7: ما هو وجه الاشتراك والافتراق بين الطيرة والفأل؟

ج7: الاشتراك: هو وجود التأثير، فالطيرة فيها وجود التأثير، والفأل فيه وجود التأثير، فلاشتراكهما جيء بأفعل التفضيل في قوله: (أحسنها الفأل)، وهي تكون بين مشتركين في جنس.
الفرق بينهما: أن التأثير الموجود في الطيرة باعث محرك، أما التأثير الموجود في الفأل فهو مقوٍّ مرغِّب، فالمتطير يتخذ ما تطير به باعثًا له على الفعل، فهو لا يقدم على الفعل ولا يحجم عنه إلا بتلك الطيرة التي بعثته، أي: كانت هي الحامل له على ما فعل من إقدام أو إحجام.
وأما الفأل فإنه لا يكون باعثًايعني منشئًا للفعل، لكنه يكون مقويًا له. ص154

س8: ما هو الدليل السادس على مقصود الترجمة (باب ما جاء في التطير)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج8: عن ابن مسعود ( مرفوعًا: (الطيرة شرك، الطيرة شرك، وما منا إلا، ولكن الله يُذهبه بالتوكل) وآخره وهو قوله: (وما منا إلا، ولكن الله يُذهبه بالتوكل) هو مدرج من كلام ابن مسعود وليس من كلام النبي (.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (الطيرة شرك).
والتكرار للتأكيد. ص152/155

س9: ما هو المدرَج؟

ج9: المدرج في الحديث: الملحق به مما ليس منه.
قال البيقوني:
والمدرجات في الحديث ما أتت من بعض ألفاظ الرواة اتصلت ص155

س10: ما هو الدليل السابع على مقصود الترجمة (باب ما جاء في التطير)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج10: حديث ابن عمرو (: (مَن ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك) قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: (أن يقول: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك). إسناده ضعيف.ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (فقد أشرك) فجعل الطيرة شركًا، وهذا المعنىموجود في حديث ابن مسعود، ففيه التصريح بأن الطيرة شرك. ص152/156

س11: ما هو الدليل الثامن على مقصود الترجمة (باب ما جاء في التطير)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج11: حديث الفضل بن عباس ( أنه ( قال: (إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك) الحديث. وإسناده ضعيف.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله (: (إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك) خبرًا عن حقيقتها، أنها تكون كذلك، فتحمل العبد على المضي أو الرد. ص156

س12: اشرح قول المصنف: (الحادية عشرة: تفسير الطيرة المذمومة).

ج12: قوله المذمومة وصف كاشف فكل طيرة مذمومة، لا يراد به التخصيص بأن منها ما يُذَم ومنها ما لا يُذم. ص157
باب ما جاء في التنجيم

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء في التنجيم؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حُكم التنجيم، وهو النظر في النجوم للاستدلال بها على التأثير أو التسيير. ص158

س2: ما هي أنواع التنجيم؟ وما هي أنواع تنجيم التأثير؟

ج2: أحدهما: تنجيم التأثير؛ وهو النظر في النجوم لاعتبار تأثيرها في الحوادث الكونية.
والآخر: تنجيم التسيير؛ وهو النظر في النجوم للاستدلال بحركات سيرها على الجهات والأحوال.
والثاني منهماوهو تنجيم التسييرجائز عند الجمهور، وهو الصحيح.
وأما تنجيم التأثير فإنه ثلاثة أنواع:
أحدها: اعتقاد كون النجوم مستقلة بالتأثير، مدبرة للكون بحركتها، وهذا كفر أكبر.
وثانيها: اعتقاد كونها مرشدة إلى الغيب دالةً عليه بائتلافها وافتراقها، وهذا كفر أكبر أيضًا.
والثالث: اعتقاد كونها سببًا غير مستقل بالتأثير؛ بل تابع قدر الله، وهذا مختلَف فيه بين الجواز والحُرمة.
وأصح القولين جوازه، وهو اختيار ابن تيمية الحفيد، كالواقع في الخسوف والكسوف والجزر والمد؛ فإن هذا يكون بأسباب تتعلق بحركة النجوم والكواكب على اختلافها، فمتى عُرف بطريق صحيح وقوع ذلك التأثير واعتُقد كون ذلك سببًاكان جائزًا، فلا يكون شركًا إلا إذا رُفع فوق قدره المأذون به شرعًا، فلا تكون من جنس الشرك إلا إذا رُفعت فوق المأذون فيه شرعًا في السبب، هذا عند اعتقاد كونها سببًا.
وأما الحالان المتقدمتان من الاستقلال بالتأثير أو الاستدلال على الغيب؛ فهذا كفر اتفاقًا. ص158/159

س3: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء في التنجيم؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج3: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة أربعة أدلة.
الدليل الأول: قال البخاري في صحيحه: قال قتادة: خلق الله هذه النجوم لثلاث:
زينة للسماء.
ورجومًا للشياطين.
وعلامات يُهتدى بها.
فمَن تأوّل فيها غير ذلك أخطأ، وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به. انتهى
ودلالته على مقصود الترجمة: في حصره مقاصد خلق الله النجوم في ثلاثة أشياء، ثم قوله: (فمَن تأوّل فيها غير ذلك أخطأ، وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به).
وقوله: (أضاع نصيبه) أي: حظه.
فهو في معنى ليس له خلاق، ولا يضيع نصيبه في الآخرة إلا الكافر، فهو يدل على أن مَنْ خرج بالنجوم عن هذه الغايات الثلاث إلى ما كانت تعتقده العرب من التأثير فهو كفر مُخرِج من الملة. ص158/159/160

س4: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء في التنجيم)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: حديث قتادة أيضًا أنه كره (تعلُّم منازل النجوم).
ودلالته على مقصود الترجمة: في كراهته تعلُّم منازل القمر، فالكراهة عند السلفكما تقدمتُطلق ويراد بها التحريم.
ومنازل القمر هي: مواضع نزوله المقدرة في سيره، والذي كرهه قتادة هو من علم التسيير، وتقدم أن الصحيح جوازه. ص160

س5: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب ما جاء في التنجيم)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: حديث سفيان بن عيينة أنه لم يرخِّص في تعلُّم منازل القمر.
ودلالته على مقصود الترجمة: في عدم الترخيصأي: منع الإباحةفهو عنده ممنوع، وهو يتعلق أيضًا بتنجيم التسيير، وتقدم أن الراجح جوازه. ص160

س6: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب ما جاء في التنجيم)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: عن أبي موسى ( قال: قال رسول الله (: (ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر). إسناده ضعيف.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (ومصدق بالسحر) لأن التنجيم على اعتقاد التأثير من جملة السحر.
وتقدم قوله (: (مَنْ اقتبس علمًا من النجوم فقد اقتبس شعبةً من السحر) فهو يدل على أن تنجيم التأثير المقتبس منها سحر. ص158/160

س7: اشرح قول المصنف: (الثالثة: ذِكْر الخلاف في تعلم المنازل).

ج7: أي: لإرادة معرفة علم التسيير المتعلق بالأحوال والأهوية. ص161
باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حُكم الاستسقاء بالأنواء، والمراد هنا: نسبة السقيا بنزول المطر إليها.
والأنواء: هي منازل القمر، إذا سقط واحد منها سُمي نوءًا، فهو نوء باعتبار المسقط لا المطلع. ص163

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة أربعة أدلة:
فالدليل الأول: قوله تعالى: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾الواقعة:82.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾الواقعة:82، والمراد بالرزق: المطر، كما يدل عليه سبب نزول الآية.
وتكذيبهم: هو في استسقائهم بالأنواء لما قالوا: مُطرنا بنوء كذا وكذا. ص163

س3: نسبة المطر للأنواء شرك أصغر لأمرين، ما هما؟

ج3: نسبة المطر إليها شرك أصغر لأمرين:
أحدهما: اتخاذ سبب لم يثبت كونه سببًا.
والآخر: نسبة النعمة إلى غير الله. ص163

س4: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: عن أبي مالك الأشعري (أن رسول الله ( قال: (أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (والاستسقاء بالنجوم) فجعلها من أمر الجاهلية.
وتقدم أن ما نُسب إلى الجاهلية فهو مُحرَّم، وتقدم أن ما أُضيف إلى الجاهلية فهو محرَّم. ص162/163

س5: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن زيد بن خالد ( أنه قال: صلى لنا رسول الله ( صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: (هل تدرون ماذا قال ربكم؟) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال (: (قال الله: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما مَن قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما مَن قال: مُطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب).
ودلالته على مقصود الترجمة: في تسميته (مَنْ قال: مُطرنا بنوء كذا وكذا كافرًا) في قوله: (فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب).
والكفر الواقع منهم كفر أصغر؛ فإنهم قالوا: مُطرنا بنوء كذا وكذا؛ أي: بسبب كذا وكذا، فجعلوه سببًا، ولم يجعلوه مُسببًا. جزم بهذا حفيد المصنف سليمان بن عبد الله في تيسير العزيز الحميد. ص162/164
باب قول الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ..﴾البقرة:165، الآية

س1: ما مقصود الترجمة: باب قول الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ..﴾البقرة:165، الآية؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن محبة الله من عبادته بل هي أصلها، فمَنْ أحب غيره تألهًا فقد أشرك شركًا أكبر. ص167

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب قول الله تعالى:﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ..﴾البقرة:165، الآية؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة: ستة أدلة.
الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا﴾البقرة:165. الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: في قوله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ﴾البقرة:165.
فذكر أن حال المشركين اتخاذهم آلهة يسوونها بالله في المحبة، فالتأله لغير الله شرك أكبر لأنه فعْل المشركين الذي عابه الله عليهم في هذه الآية.
والآخر: في قوله:﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾البقرة:165، فذكر أن المؤمنين يخلصون محبتهم لله، فمحبته سبحانه عبادة توحيدية. ص166/167

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى:﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ..﴾البقرة:165، الآية)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: قوله:﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ﴾التوبة:24، إلى قوله تعالى:﴿أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ..﴾التوبة:24، الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة: ما فيها من الوعيد في جعْل الآباء والأبناء والإخوان.. إلى آخر الأعيان المذكورة في الحديث أحب إلى النفوس من الله ورسوله ( وجهادٍ في سبيله.
وتوعدهم سبحانه بقوله: ﴿فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾التوبة:24، أي: انتظروا ما يحل بكم من العقوبة الآتية لكم من الله، وترتيب العقوبة على ذلك يدل على أنه مُحرَّم.
وذُكرت محبة رسول الله ( والجهاد في سبيل الله لأنهما تابعتان لمحبة الله، فالحب فيهما باعثه حب الله. ص166/167

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى:﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ..﴾البقرة:165، الآية؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: عن أنس ( أن رسول الله ( قال: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين).
ودلالته على مقصود الترجمة: في نفي كمال الإيمان عن العبد حتى تكون محبة رسول الله ( أعظم في قلبه من محبته ولده ووالده والناس أجمعين.
ونفي كمال الإيمان لا يكون إلا في ترْك واجب على العبد، فمحبة الرسول ( في أصلها واجبة من أصل الإيمان، وأما في بلوغهاأي: تكون أعظم من محبة الولد والوالد، والناس بل النفس فهذا كمال الإيمان الأعلى. ص166/168

س5: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى:﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ..﴾البقرة:165، الآية)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن أنس (أنه قال: قال رسول الله (: (ثلاث مَن كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذَف في النار).
ودلالته على مقصود الترجمة: في تعليق وجدان حلاوة الإيمان على هؤلاء الثلاث، ومنهن محبة الله ومحبة رسوله ( حتى يبلغ أن يكون أحب إليه مما سواهما، فهو يدل على أن محبة الله ورسوله ( عبادة. ص166/168

س6: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة )باب قول الله تعالى:﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ..﴾البقرة:165، الآية)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: عن ابن عباس ( قال: (مَن أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تُنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئًا). إسناده ضعيف.
ودلالته على مقصود الترجمة: من وجهين:
أحدهما: في قوله: (مَن أحب في الله، وأبغض في الله) حتى قال: (فإنما تُنال وَلاية الله بذلك) فالأعمال المذكورة تحقق للعبد ولاية الله المتضمنة محبته.
ومرد تلك الأعمال الصالحة إلى محبة الله؛ لأنه أمر بها.
والآخر في قوله: (ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك)، فعلَّق وجدان طعم الإيمان على حصول تلك المحبة. ص166/168

س7: ما هو الدليل السادس على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى:﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ..﴾البقرة:165، الآية)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج7: قال ابن عباس ( في قوله تعالى: ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ﴾البقرة:166. قال: المودة.
ومعناه: تقطعت المحبة بين المتبوعين وأتباعهم من المشركين، ففيه إبطال محبة غير الله؛ لأنها لا تنفع في الآخرة. ص169

س8: اشرح قول المصنف: (الثالثة: وجوب محبته ( على النفس والأهل والمال).

ج8: أي: تقديم محبته ( عليهم. ص171

س9: اشرح قول المصنف: (الرابعة: أن نفي الإيمان لا يدل على الخروج من الإسلام).

ج9: لأنه ربما يكون لنفي كمال الإيمان دون أصله، فيكون ناقص الإيمان لا منتقضه. ص171

باب قول الله تعالى:﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾آل عمران:175.

س1: ما مقصود الترجمة: باب قول الله تعالى:﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾آل عمران:175؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن الخوف من الله عباده وإذا جُعل الخوف تأليها لغيره وقع العبد في الشرك. ص173

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب قول الله تعالى:﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾آل عمران:175، واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة أدلة.
الدليل الأول: قوله تعالى:﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ..﴾آل عمران:175.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله تعالى:﴿فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾آل عمران:175، بتعليق الإيمان على حصول الخوف منه، وما عُلِّق عليه الإيمان فهو عبادة، فحصول الإيمان موقوف على وجود الخوف من الله، فخوفه عبادة وجعله لغيره شرك أكبر.ص172/173

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾آل عمران:175؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: قال تعالى ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ..﴾التوبة:18، الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ﴾التوبة:18، مدحًا لعامري مساجد الله.
والخشية ينتظم فيها الخوف، فإن الخشية خوف مقرون بالعلم، والمدح بالخشية لله يدل على كونها عبادة له، وفي ضمنها الخوف منه، فخوف الله عبادة له، وإذا جُعلت لغيره وقع العبد في الشرك الأكبر. ص172/173

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة )باب قول الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾آل عمران:175؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4:﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ﴾العنكبوت:10الآية.
ودلالتها على مقصود الترجمة: في كونها ذمًا، لمن جعل فتنة الناس كعذاب الله خوفًا منهم، أن ينالوه بما يكره، وذلك من جملة الخوف من غير الله، فإن مَن رسخت معرفته بالله لم يخف في حق الله أحدًا. ص172/173

س5: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾آل عمران:175؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن أبي سعيد ( مرفوعًا: (إن من ضعف اليقين: أن تُرضي الناس بسخط الله، وأن تحمدهم على رزق الله، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله، إن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره). إسناده ضعيف.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (إن من ضعف اليقين: أن تُرضي الناس بسخط الله) فهو يؤثر رضا الخلق على رضا الله، وهذا مُحرَّم أشد التحريم. ص172/174

س6: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾آل عمران:175؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله ( قال: (مَن التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (مَن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس) ذمًا لحال مَن خاف الناس في حق الله، تنبيهًا إلى اقترافه أمرًا مُحرمًا أشد التحريم. ص172/174
باب
قول الله تعالى:﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾المائدة.

س1: ما مقصود الترجمة: باب قول الله تعالى:﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾المائدة:23؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن التوكل على الله عبادة، فإذا جُعلت لغيره وقع العبد في الشرك، ومقصود المصنف الأعظم التنبيه إلى الركن الثالث للعبادة وهو الرجاء، لأن التوكل يشتمل على تفويض العبد أمره إلى الله، ورجاءه حصول مقصوده، فأراد المصنف أن يتمم الترجمتين السابقتين فإن الترجمة السابقة قبل كانت في ذِكْر الخوف، والترجمة التي قبلها كانت في ذِكْر المحبة. ص176

س2: ما هي أركان العبادة ؟.

ج2: المحبة، الخوف، الرجاء. ص177

س3:كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب قول الله تعالى:﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾المائدة:23؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج3: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة أدلة.
الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾المائدة:23.
ودلالته على مقصود الترجمة: في تعليق الإيمان على التوكل، فلا يتحقق حصول الإيمان إلا بوجوده، وما عُلِّق عليه الإيمان فهو عبادة، فالتوكل عبادةً لله، إذا جُعلت لغيره وقع العبد في الشرك الأكبر. ص177

س4: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى:﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾المائدة:23؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: قوله تعالى:﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ..﴾الأنفال:2 الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله في تمامها:﴿وَعَلَى رَبِّهِمْيَتَوَكَّلُونَ﴾الأنفال:2، فمدح المؤمنين بتوكلهم على ربهم، وجعله علامة إيمانهم، وما كان من قُرَب المؤمنين فهو عبادة لله، فالتوكل على الله عبادة. ص177

س5: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى:﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾المائدة:23؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: قوله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾الأنفال:64.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿حَسْبُكَ اللَّهُ..﴾الأنفال:64، أي: كافيك، والكفاية مناطةً بحصول التوكل على الله، فمَن توكل على الله كفاه، فهي إغراء وترغيب بلزوم التوكل، وهذا دليل كونه عبادةً لله. ص176/178

س6: ما معنى الآية: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾الأنفال:64؟

ج6: معنى الآية: يا أيها النبي! حسبك الله والمؤمنين أيضًا حسبهم الله، وليس معناها أن المؤمنين يكونون حسْبًا للنبي، لإختصاص الحسب وهوالكفاية بالله. ص178

س7: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى:﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾المائدة:23؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج7: قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾الطلاق:3.
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: أنه جعل الكفاية جزاءً للمتوكلين وهو دليل على أن ما تقربوا به عبادة له، وهو دليل على أن ما تقربوا بهوهو التوكلعبادة له، لأن الله أثابهم خيرًا عظيمًا، بحصول كفايته لهم.
والآخر: أن تحصيل الكفاية مشروط بالتوكل، والعبد مأمور بطلب ما يحقق إستغناءه بربه، ومن جملته التوكل، وما أُمر به فهو عبادة، فالتوكل على الله عبادة. ص178

س8: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى:﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾المائدة:23؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج8: عن ابن عباس ( قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل).
قالها إبراهيم عليه السلام حين أُلقي في النار.
وقالها محمد ( حين قالوا: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾آل عمران:173، رواه البخاري.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (حسبنا الله) أي: كافينا الله، وحصول كفايتهم كان بتوكلهم على الله، لأن الخليليْن إبراهيم ومحمدًا ( فوّضا أمرهما إلى الله في مشهدين عظيمين:
أحدهما: مشهد إلقاء إبراهيم عليه السلام في النار.
والآخر: مشهد مصاب النبي ( بأصحابه يوم أُحد. ص176/178

س9: اشرح قول المصنف: (السادسة: عِظم شأن هذه الكلمة).

ج9: يعني حسبنا الله ونعم الوكيل، والعرب تطلق الكلمة وتريد بها الجملة التامة من الكلام. ص179
باب
قول الله تعالى:﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾الأعراف

س1: ما مقصود الترجمة: باب قول الله تعالى:﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾الأعراف:99؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن الأمن من مكر الله، والقنوط من رحمته أمران محرمان ينافيان التوحيد.
والأمن من مكر الله هو الغفلة عن عقوبته مع الإقامة على موجِبها من الذنوب.
والقنوط من رحمة الله: هو استبعاد الفوز بها في حق العاصي. ص180

س2: الأمن من مكر الله نوعان، ما هما؟

ج2: أحدهما: زوال أصله وهو الخوف من الله من قلب العبد بالكلية، وهذا ينافي أصل التوحيد، فيخرج به العبد من الإسلام.
والآخر: زوال كمال أصله وهو الخوف من الله من قلب العبد وهذا ينافي كمال التوحيد الواجب. ص181

س3:القنوط من رحمة الله نوعان، ما هما؟

ج3: أحدهما: زوال أصلهوهو رجاء اللهمن قلب العبد بالكلية، وهذا ينافي أصل التوحيد.
والآخر: زوال كمال الرجاء من قلب العبد، وهذا ينافي كمال التوحيد الواجب. ص181

س4: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب قول الله تعالى:﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾الأعراف:99؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج4: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة أربعة أدلة.
الدليل الأول: قوله تعالى:﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾الأعراف:99.
ودلالته على مقصود الترجمة: من وجهين:
أحدهما في قوله:﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ﴾الأعراف:99، فهو استفهام استنكاري يتضمن ذمهم على أمنهم مكر الله، والذم دليل التحريم.
والآخر: في قوله:﴿إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾الأعراف:99، فجعله سبب خسرانهم، وما أنتج الخسران فهو محرم. ص180/181

س5: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب قول اللهتعالى:﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُالْخَاسِرُونَ﴾الأعراف:99؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: قوله تعالى:﴿قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾الحجر:56.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿إِلَّا الضَّالُّونَ﴾الحجر:56، فجعل القنوط من رحمة الله سببًا للضلال، وما أنتج الضلال فهو محرم. ص180/182

س6: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى:﴿ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾الأعراف:99؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: عن ابن عباس (، أن رسول الله ( سُئل عن الكبائر، فقال (: (الشرك بالله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله).
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله) إذ عدّهما من الكبائر، والكبائر محرمة أشد التحريم.
واليأس من روح الله: فرد من أفراد القنوط، فإن اليأس من روح الله هو استبعاد نزول فرجه عند حصول المصائب. ص180/182

س7: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى:﴿ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾الأعراف:99؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج7: عن ابن مسعود ( قال: (أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله). وإسناده صحيح وله حكم الرفع لما تقدم أن خبر الصحابي عن كون شيء معصيةً، أو كبيرةً، أو كفرًا، أو شركًا، هو من المرفوع حكمًا في أصح القولين.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله) على ما تقدم ذِكره.ص180/182
باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله

س1: ما مقصود الترجمة: باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن الصبر على أقدار الله من الإيمان به.
والصبر على أقدار الله من كمال التوحيد الواجب، وضده من السخط والجزع محرم ينافيه. ص184/185

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة أدلة:
فالدليل الأول قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾التغابن:11.
ودلالته على مقصود الترجمة: في جعل صبر العبد على المصيبة منتجًا هداية قلبه فإثابته على الصبر عليها مؤمنًا يدل على كون الصبر على قَدَر الله مأمورًا به لأنه من الإيمان. ص184/185

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: عن أبي هريرة (، أن رسول الله ( قال: (اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (والنياحة على الميت) وهي: رفع الصوت بالبكاء عليه، وقد جُعلَت في الحديث من شعب الكفر لمناقضتها الصبر على أقدار الله، فتكون هي محرمةً ويكون مقابلهاوهو الصبر على أقدار اللهواجبًا. ص184/185

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: عن ابن مسعود (مرفوعًا: (ليس منا مَن ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية).
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (ليس منا)، عند ذِكر أمورٍ من الجزع يفعلها الناس عند نزول الأقدار بهم.
وقوله: (ليس منا) دال على تحريمها فإنها منافية لكمال الإيمان الواجب. ص184/185

س5: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن أنس (، أن رسول الله ( قال: (إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (عجّل له العقوبة في الدنيا) أي: عاقبه على ذنوبه، ثم رزقه الصبر عليها، فحصول الصبر على العقوبة النازلة من علامة إرادة الله عبده بالخير. ص184/186

س6: الخير في الحديث :(إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة) مُركَّب من شيئين، اذكرهما.

ج6: أحدهما: تعجيل المعاقبة على الذنب في الدنيا.
والآخر: التوفيق للصبر على ما نزل من البلاء عقوبةً. ص186

س7: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة (باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج7: قال النبي (: (إن عِظَم الجزاء مع عِظَم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمَن رضي فله الرضا، ومَنْ سخط فله السخط).
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: في قوله: (فمَن رضي فله الرضا) والرضا: يتضمن الصبر وزيادة، فذِكْره ذِكْرٌ للصبر، ومدحه بالجزاء عليه يدل على مدح الصبر، وما مدحه الشرع من الأعمال فهو عباده.
والآخر: في قوله: (ومَنْ سخط فله السخط) لأن ترتيب العقوبة على فوات الصبر يدل على إيجابه وأن العبد إذا تركه عوقب على تركه بحصول السُّخط عليه. ص184/186
باب ما جاء في الرياء

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء في الرياء؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حُكم الرياء، وهو: إظهار العبد عمله ليراه الناس فيحمدوه عليه. ص188

س2: الرياء نوعان، ما هما؟ وما هو المعنى المعهود إذا أُطلِقَ بالشرع؟

ج2: أحدهما: رياء في أصل الإيمان بإبطان الكفر وإظهار الإسلام ليراه الناس فيعدّوه مسلمًا، وهذا شرك أكبر منافٍ أصل التوحيد.
والآخر: رياء في كمال الإيمان، ومتعلقه بعض أعمال العبد التي يظهرها ليحمده الناس عليها، وهذا شرك أصغر منافٍ كمال التوحيد الواجب.
والمعنى الثاني: هو المعهود في خطاب الشرع للرياء إذا أطلق. ص188/189

س3: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء في الرياء؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج3: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة: ثلاثة أدلة.
فالدليل الأول: قول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾الكهف:110، الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة من أربعة وجوه:
أولها: في قوله: ﴿إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ﴾الكهف:110.
والوصف بالبشرية يتضمن إبطال ملك أحد من الخلق لشيء من الربوبية، أو استحقاق الألوهية، فملاحظة البشر في العمل لا تورث العبد ذِكرًا وحمدًا، لأنهم لا تصرف لهم فيه.
وثانيها: في قوله: ﴿أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ..﴾الكهف:110.
فحقيقة توحيد الله: ألا يقع في القلب إرادة غير الله، فالرياء ينافي التوحيد.
وثالثها: في قوله: ﴿فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا﴾الكهف:110.
لأن العمل الصالح يفتقر إلى الإخلاص، والإخلاص لا يثبت للعبد إلا بنفيه الرياء عن قلبه.
ورابعها: في قوله: ﴿وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾الكهف:110، أي: كائنًا مَنْ كان.
والرياء شرك، فالبراءة من الشرك لا تكون إلا بالبراءة من الرياء، وهذه الآية: هي الآية التي تجتث أصول الرياء من القلب لمَنْ وعَاها، لأن أكثر ما يوقع العبد في الرياء هو ضعف شهود القلب هذه المعاني. ص188/189

س4: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء في الرياء)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: عن أبي هريرة (مرفوعًا: (قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، مَن عمل عملًا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (أشرك معي فيه غيري) وهذا وصف الرياء لأن المرائي قاصد بعمله الله وغيره، فجعل غير الله ( شريكًا له وجزاؤه بطلان عمله.
والشرك الذي يقع فيه المرائي هو شرك أصغر، فقد روى الحاكم بسند حسن عن شداد بن أوس ( أنه قال: (كنا نعد الرياء على عهد الرسول ( من الشرك الأصغر). ص188/190

س5: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب ما جاء في الرياء)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن أبي سعيد (مرفوعًا: (ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟) قالوا: بلى يا رسول الله! قال (: (الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي، فيزيّن صلاته، لما يرى من نظر رجل).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (الشرك الخفي، يقوم الرجل، فيزيّن صلاته) فوصفه بما يطابق حقيقة الرياء، وجعل عمله شركًا.
ووصْفه بالخفاء؛ لأنه لا يُطَّلَع عليه. ص188/191
باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا

س1: ما مقصود الترجمة: باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن إرادة الإنسان بعمله الدنيا من الشرك.
والمراد بذلك، انجذاب الروح إليها وتعلق القلب بها حتى تكون قصد العبد من عمله الديني، وهو شرك ينافي التوحيد. ص193

س2: إرادة الإنسان بعمله الدنيا نوعان، ما هما؟

ج2: أحدهما: إرادة الإنسان ذلك في عمله كله، وهذا لا يكون إلا من المنافقين، فهو متعلق بأصل الإيمان، ويُحكم عليه أنه شركٌ أكبر.
والآخر: إرادة العبد ذلك في بعض عمله، فهو متعلق بكمال الإيمان لا أصله ويُحكم عليه بأنه شرك أصغر. ص193/194

س3: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج3: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين.
الدليل الأول قوله تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا﴾هود:15، الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله:﴿نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ﴾هود:15، أي: لا يُظلَمون بإنقاصهم حقهم، فعجّل لهم جزاءهم في الدنيا.
وتوعدهم في الآخرة فقال:﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾هود:16، والآية فيمَن أراد الدنيا بعمله كله، وهذا شرك أكبر، وهو حال المنافقين. ص193/194

س4: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: عن أبي هريرة ( أنه قال: قال رسول الله (: (تعس عبد الدينار، تعس عبدالدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أُعطي رضي، وإن لم يُعط سخط، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يُؤذَن له، وإن شفع لم يُشفَّع).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم) إلى قوله: (وإذا شيك فلا انتقش)، وذلك من وجهين:
أحدهما: في جعْل مَنْ أراد بجهاده الدنيا عبدًا لأعراضها فهو عبد الدينار، وعبد الدرهم، وعبد الخميصة، وعبد الخميلة، وعبوديته للدنيا خبر عن وقوع الشرك منه، والواقع منه شرك أصغر لإرادته الدنيا في بعض عمله.
والآخر: في الدعاء عليه بالتعس: وهو الهلاك، والانتكاس: وهو الخيبة، وأن إذا شاكته شوكة أي وخزته شوكةفدخلت في جسمه لم يقدر على انتقاشها، والانتقاش: إخراج الشوك ونحوه بآلة المنقاش، والدعاء عليه دليل على ذم حاله. ص193/194
باب
مَن أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحلّ الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أربابًا من دون الله

س1: ما مقصود الترجمة: باب مَن أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحلّ اللهأو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أربابًا من دون الله؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن طاعة العلماء والأمراء وسائر المعظّمين في تحريم الحلال، أو تحليل الحرام من اتخاذهم أربابًا من دون اللهأي: آلهةلأن عبادة الله ناشئة عن طاعته، وليس لأحد من الخلق طاعة إلا إذا كانت مندرجة في طاعة الله. ص196

س2: طاعة المعظّمين في خلاف أمر الله نوعان، ما هما؟

ج2: أحدهما: طاعتهم فيما خالفوا فيه أمر الله مع اعتقاد صحة ما أمروا به وجعْله دينًا؛ وهذا شرك أكبر.
والآخر: طاعتهم فيما خالفوا فيه أمر الله مع عدم اعتقاد صحته، ولا جعْله دينًا، فقلب العبد منطوٍ على اعتقاد خلافه، ووافقهم لهوى من شبهة أو شهوة، وهذا شرك أصغر عند جماعة من علماء أهل السُّنة وعند آخرين نوع تشريك، والمراد بنوع التشريكما فيه صورة الشرك دون حقيقته فهو محرم لكن لا يبلغ أن يكون شركًا. ص197

س3: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب مَن أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحلّ الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أربابًا من دون الله؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج3: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة أدلة.
الدليل الأول: قال ابن عباس(: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله (، وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟!
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (أن تنزل عليكم حجارة من السماء) أي: عذابًا لكم جزاء معارضة قول رسول الله ( بقول أبي بكر وعمر (، وتقديم طاعتهما على طاعته، وإذا كان هذا في حق الشيخين معه فكيف بمن قدم غيرهما ممن هو دونهما على الرسول ( في طاعته. ص196/197

س4: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب مَن أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحلّ الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أربابًا من دون الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: قوله تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾النور:63، الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله:﴿أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾النور:63.
ومن مخالفته طاعة المعظمين في خلاف ما جاء به النبي (، والمخالِف له متوعد في الآية بالفتنة أو العذاب الأليم. ص198

س5: متى تفضي مخالفته ﷺ للكفر والشرك، ومتى تفضي إلى العذاب الأليم؟

ج5: فمخالفة أمره ( تفضي إلى الكفر والشرك إذا اقترنت بما يناقض أصل طاعته، كاعتقاد صحة طاعة غيره على خلاف أمره، وربما أفضت المخالفة إلى العذاب الأليم إذا لم تناقض أصل طاعة النبي ( فيكون كبيرة من كبائر الذنوب. ص198

س6: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب مَن أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحلّ الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أربابًا من دون الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: عن عدي بن حاتم (: أنه سمع النبي ( يقرأ هذه الآية: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾التوبة:31، الآية. قال: فقلت له: إنا لسنا نعبدهم، قال (: (أليس يحرّمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟) فقلت: بلى. قال (: (فتلك: عبادتهم). إسناده ضعيف.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟) مع قوله: (فتلك عبادتهم) فجعل طاعتهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال عبادة لهم؛ لأنه من شرك الطاعة، وقد يكون أكبر وقد يكون أصغر على ما تقدم.
أي إذا اعتقد صحة ما جعلوه، وجعله دينًا فهذا شرك أكبر، وإن لم يعتقد صحته ولا جعله دينًا، لكنه جرى معهم على الموافقة لأجل هوى يجده من شهوة أو شبهة فهو شرك أصغر، أو نوع تشريك عند قوم من أهل السُّنة. ص196/198/199

س7:اشرح قول المصنف: (الخامسة: تغيّر الأحوال إلى هذه الغاية، حتى صار عند الأكثر عبادة الرهبان هي أفضل الأعمال، وتسميتها ولاية، وعبادة الأحبار هي العلم والفقه ثم تغيرت الحال إلى أن عُبد مَن ليس من الصالحين، وعُبد بالمعنى الثاني مَن هو من الجاهلين).

ج7: قوله رحمه الله: (الخامسة: تغيّر الأحوال إلى هذه الغاية) أي: في الأزمنة المتأخرة،
(حتى صار عند الأكثر عبادة الرهبان هي أفضل الأعمال) أراد ما يعتقده كثير فيمَن يُنسَب إلى العلم والعبادة من الضر والنفع مما يسمونه سرًا وولايةً.
وقوله: (وعبادة الأحبار هي العلم والفقه) أي جُعلت عبادة الأحبار هي حقيقة ما يُطلب من العلم والفقه، مريدًا ما يعتقده كثيرون ممَن ينتسبوا إلى العلم والفقه، من وجوب التقليد مطلقًا وحُرمة الخروج عليه أبدًا، أي على المذهب المتبوع.
وقوله: (ثم تغيرت الحال إلى أن عُبد مَن ليس من الصالحين) أي: اعتُقد في الفساق، والأحجار، والأشجار، وغيرها.
وقوله: (وعُبد بالمعنى الثاني مَن هو من الجاهلين) أي: جُعل مَن دُعي وجوب التقليد وحرمة الخروج على القول حظًا لمن ينسب إلى العلم وليس هو من أهله. ص200/201
باب
قول الله تعالى:﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا﴾النساء:60 الآيات.

س1: ما مقصود الترجمة: باب قول الله تعالى:﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا﴾النساء:60الآيات.؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن التحاكم إلى غير الشرع ينافي التوحيد، فالتوحيد يتضمن ويستلزم رد الحُكم إلى الله وإلى رسوله(،والخروج عن ذلك من شرك الطاعة. ص203

س2: الخروج عن حكم الله وحكم رسوله من شرك الطاعة، وله ثلاث أحوال، ما هي؟

ج2: الأولى: أن ينطوي قلب العبد على الرضا بالتحاكم إلى غير الشرع، فيقبله ويحبه؛ وهذا شرك أكبر.
والثانية: أن لا يرضاه العبد ولا يحبه وإنما أجاب إليه لأجل الدنيا، أو اتباع شبهة أو شهوة،؛ وهذا شرك أصغر.
والثالثة: أن يُضطر إليه ويُكرَه عليه، فلا سبيل لاستيفاء حقه إلا به؛ فالحرج مرفوع عن العبد حينئذٍ لقول الله تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ﴾النحل:106. ص203

س3: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب قول الله تعالى:﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا﴾النساء:60 الآيات؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج3: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة سبعة أدلة.
الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا﴾النساء:60 الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ﴾النساء:60، والآية في سياق ذِكر حال المنافقين، فإرادة التحاكم إلى الطاغوت نفاق وكفر، وهي تتضمن الرضا به والمحبة له. ص202/203

س4: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى:﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا﴾النساء:60 الآيات)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾البقرة:11 الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: ﴿لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ﴾البقرة:11، وهي في المنافقين أيضًا، ومن إفسادهم إرادتهم التحاكم إلى الطاغوت، فالتحاكم إليه نفاق وفساد في الأرض. ص202/204

س5: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى:﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا﴾النساء:60 الآيات)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: قوله تعالى: ﴿وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا﴾الأعراف:56.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: ﴿وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا﴾ ومن الفساد المنهي عنه التحاكم إلى غير الشرع. ص204

س6: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى:﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا﴾النساء:60 الآيات)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: قوله تعالى:﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ﴾المائدة:50.
ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه:
أولها: استنكاره سبحانه ابتغاءهم غير حُكم الشرع، في قوله: )﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ﴾المائدة:50، فالإستفهام للاستنكار.
وثانيها: تسمية ما ابتغوه جاهلية، و ما أضيف إلىها فهو مُحرَّم كما تقدم.
وثالثها: في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾المائدة:50، أي: لا أحد أحسن من الله حكمًا لمن كان موقنًا مؤمنًا بالله. ص204

س7: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى:﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا﴾النساء:60 الآيات)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج7: عن عبد الله بن عمرو (، أن رسول الله ( قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به)وإسناده ضعيف.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (لا يؤمن أحدكم) بنفي الإيمان عمن لم يكون هواه تبعًا لما جاء به النبي (.
والإيمان المنفي هنا يحتمل أمرين:
أحدهما: أن يكون المنفي أصل الإيمان، إذا كان المراد بما جاء به النبي (: أصل الدين الذي لا يكون العبد مسلمًا إلا به.
والآخر: أن يكون المنفي كمال الإيمان، إذا كان المراد بما جاء به النبي (: بقية شرائع الدين التي ليست من أصله. ص202/205

س8: ما هو الدليل السادس على مقصود الترجمة (باب قول الله تعالى:﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا﴾النساء:60 الآيات)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج8: قال الشعبي رحمه الله: كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة؛ فقال اليهودي: نتحاكم إلى محمد ( عرف أنه لا يأخذ الرشوة، وقال المنافق: نتحاكم إلى اليهود لعلمه أنهم يأخذون الرشوة فاتفقا أن يأتيا كاهنًا في جهينة فيتحاكما إليه، فنزلت: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ..﴾النساء:60، الآية.وإسناده ضعيف لإرساله.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: فنزلت: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا..﴾النساء:60، الآية، ودلالته على مقصود الترجمة في كونه سبب نزولها، المعين على فهمها وفيه التصريح بأن التحاكم إلى غير الشرع من فعْل أهل النفاق والكفر، فالمتحاكمان منافق ويهودي. ص202/205
باب مَن جحد شيئًا من الأسماء والصفات

س1: ما مقصود الترجمة: باب مَن جحد شيئًا من الأسماء والصفات؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن جَحْدَ شَيْءٍ من الأسماء والصفات كُفْرٌ، أو بيان حُكْمِه؛ فيجوز في (مَنْ) الواردة في الترجمة وجهان:
أحدهما: أن تكون شرطية، حُذف جواب شرطها وتقديره: فقد كفر؛ فيكون سياق الكلام: باب مَنْ جحد شيئًا من الأسماء والصفات فقد كفر.
والآخر: أن تكون اسمًا موصولًا بمعنى (الذي)، فيكون تقدير الكلام: باب الذي جحد شيئًا من الأسماء والصفات، ويكون المقصود بيان حُكم ذلك. ص208/209

س2: ما المراد بالأسماء والصفات في الترجمة؟

ج2: والمراد بالأسماء والصفات في الترجمة: أسماء الله وصفاته، فهما المرادان عند الإطلاق.
والاسم الإلهي: هو ما دل على الذات الإلهية مع كمال تتصف به.
والصفة الإلهية: هي ما دل على كمال يتعلق بالله. ص209

س3: جَحْد الأسماء والصفات نوعان، ما هما؟

ج3: أحدهما: جحْد إنكار بنفي ما أثبته الله لنفسه منها، أو أثبته له رسوله (؛ وهذا كفر أكبر.
والآخر: جَحْد تأويل، فيكون الحامل عليه التأويل لا الإنكار؛ وهذا كُفر أصغر؛ لأن صاحبه عرضت له شبهة استدعت قوله من أثر أو نظر أو غيرهما، وتحقيق كونه تأويلًا إذا قوي المأخذ؛ فإن كان واهيًا
أُلحِق بجحْد الإنكار، كمَنْ يقول في قوله تعالى: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾المائدة:64، هما الشمس والقمر، فهذا جحْد إنكار وإن كانت صورته التأويل لِوَهَاء المأخذ الذي تعلَّق به. ص209

س4: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب مَن جحد شيئًا من الأسماء والصفات؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج4: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة أربعة أدلة:
فالدليل الأول: قوله تعالى: ﴿وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ﴾الرعد:30، الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة: في جحْد اسم الرحمن كفرًا، وجحْد غيره من الأسماء والصفات الإلهية كُفرٌ أيضًا؛ فالباب واحد. ص209

س5: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب مَن جحد شيئًا من الأسماء والصفات)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: في صحيح البخاري قال علي(: (حدثوا الناس بمايعرفون،أتريدون أن يُكذَّب الله ورسوله؟).
ودِلالته على مقصود الترجمة في قوله: (أتريدون أن يكذَّب الله ورسولُه؟)؛ فجحْد شيء من الأسماء والصفات هو من تكذيب الله ورسوله (؛ لأن العلم بهما مبني على خبرهما. ص208/210

س6: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب مَن جحد شيئًا من الأسماء والصفات)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: عن ابن عباس(: أنه رأى رجلًا انتفض ـ لما سمع حديثًا عن النبي ( في الصفات، استنكارًا لذلك ـ فقال: (ما فرق هؤلاء؟ يجدون رقة عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه).
ودلالته على مقصود الترجمة: في استنكار ابن عباس حال الرجل لمّا انتفض عند سماعه حديثًا في الصفات، فقال: ما فرَق هؤلاء؟ يجدون رقة عند محكمه ويهلَكُون عندمتشابهه؛ فمقصوده الإنكار على مَنْ جحد شيئًا من الصفات، وكذلك يُنكَر على جاحد الأسماء لأن بابهما واحد. ص208/210

س7: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب مَن جحد شيئًا من الأسماء والصفات)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج7: لما سمعت قريش رسول الله ( يذكر: (الرحمن) أنكروا ذلك. فأنزل الله فيهم:﴿وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ﴾الرعد:30.
ودلالته على مقصود الترجمة: في كونه سببًا لنزول الآية المذكورة يعين على فهمها. ص208/210

باب قول الله تعالى:﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا﴾النحل:83، الآية.

س1: ما مقصود الترجمة: باب قول الله تعالى:﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا..﴾النحل:83، الآية؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن إضافة النعم إلى غير الله تنافي توحيده، وهي نوعان:
أحدهما: نسبتها إلى غير الله باللسان مع إقرار القلب بأنها من الله، وهذا شرك أصغر.
والآخر: نسبتها باللسان إلى غير الله مع اعتقاد القلب أنها منه وليست من الله، وهذا شرك أكبر. ص212

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين.
الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا..﴾النحل:83، الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة: بقوله: ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا﴾النحل:83، مع قوله في آخر الآية: ﴿وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ﴾النحل:83، فالحال الواقعة بمعرفة النعمة ثم إنكارها، بنسبتها إلى غير الله هو كفر، ويتنوع بحسب ما يكون في القلب. ص213

س3: ذكر المصنف رحمه الله تعالى في تفسير الآية (يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا) ثلاثة أقوال، ما هي؟

ج3: أولها: قول مجاهد هو قول الرجل: هذا مالي ورثته عن آبائي. رواه ابن جرير وإسناده صحيح.
والثاني: قول عبد الله بن عون: يقولون: لولا فلان لم يكن كذا. رواه ابن جرير أيضًا وإسناده ضعيف.
وثالثها: قول ابن قتيبة صاحب التصانيف: يقولون: هذا بشفاعة آلهتنا.
والقولان الأولان يتناولهما القسمين الأولين، وأما القول الثالث: فيتمحَّض في كونه شركًا أكبر، فاعتقاد أن ما يصل من النعمة هو بشفاعة الآلهة إلى الله كما كانت تدعيه العرب هذا شرك أكبر. ص213

س4: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: حديث زيد بن خالد ( أن الله تعالى قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر..).
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر..)
ثم ذكر الكافر بقوله: في قوله (وأما مَن قال مطرنا بنوء كذا، وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب) أي كافر بالله مؤمن بالكوكب، وتقدم أن الكفر الواقع حينئذٍ هو كفر أصغر، لأنهم اعتقدوا السببية فهم في قلوبهم يجعلون النعمة صادرة من الله سبحانه وتعالى لكن أضافوها بألسنتهم إلى غيره سبحانه وتعالى. ص213/214

باب قول الله تعالى: ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾البقرة22

س1: ما مقصود الترجمة: باب قول الله تعالى: ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾البقرة:22؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان النهي عن جعل الأنداد لله. ص217

س2: الند: ما اجتمع فيه معنيان، ما هما؟

ج2: أحدهما: المِثل والمشابهة.
والآخر: الضد والمخالفة.
فإذا اجتمعا في شيء فقورن بغيره صار ندا لهً. ص217

س3: التنديد نوعان، ما هما؟ ومن أي منهما مذكور الذي في الترجمة؟

ج3: أحدهما: تنديد أكبر؛ وهو المتضمِن جعْل ند لله يزول معه أصل الإيمان.
والآخر: تنديد أصغر؛ وهو المتضمن جعْل ند لله يزول معه كمال الإيمان.
والمذكور في الترجمة من الثاني لا الأول. ص217

س4: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته باب قول الله تعالى:﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾البقرة:22؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج4: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة أدلة:
فالدليل الأول: قوله تعالى: ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا..﴾البقرة:22، الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا﴾البقرة:22، فهو نهي، والنهي للتحريم، فاتخاذ الأنداد محرم لأنه شرك؛ فالآية في تحريم الشرك.ص217

س5: ذكر المصنف في تفسير الآية:﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾البقرة:22، قول ابن عباس (: (الأنداد: هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل؛ وهو أن تقول: والله، وحياتِك يا فلانة وحياتي، وتقول: لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان؛ لا تجعل فيها فلانًا هذا كله به شرك).فهؤلاء المذكورات في كلام ابن عباس هل هن من الشرك الأصغر أو الأكبر، وما الدليل؟

ج5: من الشرك الأصغر، لقوله في آخره (هذا كله به شرك)، أي شُعبة منه.
وتقدم أن هذا التركيب في خطاب الشرع موضوع للدلالة على الكفر والشرك الأصغر.ص217

س6: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمةباب قول الله تعالى:﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾البقرة:22؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: عن عمر بن الخطاب(: أن رسول الله ( قال: (مَن حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (فقد كفر أو أشرك)، فالحلف بغير الله من جعْل الأنداد؛ ورُتِّب عليه الكفر والشرك، وهو من أصغرهما، والكفر أصل جامع والشرك من أفراده، فالكفر يكون بالشرك وبغيره. ص216/217

س7: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة باب قول الله تعالى: ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾البقرة:22؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج7:قال ابن مسعود (: لأن أحلف بالله كاذبًا أحب إليّ مِن أن أحلف بغيره صادقًا. وإسناده ضعيف.
ودِلالته على مقصود الترجمة: في تصييره الحلف بالله كاذبًا أَحَبَّ إليه من الحلف بغير الله صادقًا؛ لأن الحلف بغير الله شرك؛ والحلف بالله كذِبًا معصية من الكبائر، وهي دون الشرك. ص216/218

س8: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة باب قول الله تعالى: ﴿ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾البقرة:22؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج8: عن حذيفة ( عن النبي ( أنه قال: (لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان)
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان)، والنهي للتحريم، وعلته: ما فيه من التنديد وفق ما ذكره ابن عباس في تفسير الآية، فالقائل ما شاء الله وشاء فلان سوّى بين الخالق والمخلوق، فجعل المخلوق ندًا لله وهو هنا من التنديد الأصغر. ص216/218

س9: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة باب قول الله تعالى: ﴿ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾البقرة:22؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج9: جاء عن إبراهيم النخعي، أنه يكره أن يقول: أعوذ بالله وبك، ويجوز أن يقول: بالله ثم بك. قال: ويقول: لولا الله ثم فلان، ولا تقولوا: لولا الله وفلان.
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: في كراهيته أن يقول الرجل: أعوذ بالله وبك، وتقدم أن الكراهية في عُرف السلف التحريم.
والآخر: في قوله: (ولا تقولوا: لولا الله وفلان).
فالنهي يفيد التحريم، لما فيه من التنديد المتقدم بيانه في أثر ابن عباس. ص216/218
باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حُكم مَنْ لم يقنع بالحلف بالله.
والمراد بالقناعة هنا: الرضا المذكور في الحديث، فالتقدير: باب: ما جاء فيمن لم يرضَ بالحلف بالله. ص221

س2: لماذا لم يقل المصنف باب ما جاء فيمن لم يرضَ بالحلف بالله؟

ج2: وعدل المصنف عن قوله: (لم يرض) الوارد في الحديث إلى قوله: (لم يقنع)؛ لأن القناعة مفتاح الرضا، فهي مقدمته، فمنشأ استقرار الإرادة بالرضا في القلب، عدم القناعة ابتداءً، فإذا انتفت المنازعة في القناعة بلغ ذلك من قلب العبد الرضا. ص221

س3: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج3: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلًا واحدًا، وهو: عن ابن عمر ( أن رسول الله ( قال: (لا تحلفوا بآبائكم، مَن حلف بالله فليصدق، ومَنْ حُلِف له بالله فليرض، ومَن لم يرض فليس من الله) رواه ابن ماجه بسند حسن.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (ومَن لم يرض فليس من الله)، فمَنْ لم يرض بالحلف بالله فليس من الله، وبراءته سبحانه وتعالى منه على وجه الانفصال عنه تدل على كونه كفرًا أكبر. ص221/222
باب قول: (ما شاء الله وشئت)

س1: ما مقصود الترجمة: باب قول: ما شاء الله وشئت؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حُكم قول: ما شاء الله وشئت. ص225

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب قول: ما شاء الله وشئت؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة أدلة.
الدليل الأول: عن قُتَيْلة، أن يهوديًا أتى النبي ( فقال: إنكم تشركون، تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة، فأمرهم النبي ( إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: (ورب الكعبة، وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت).
ودلالته على مقصود الترجمة: في أمر النبي ((أن يقولوا: ما شاء ثم شئت)، وهو يستلزم: نهيهم عن قول: (ما شاء الله وشئت)، والنهي للتحريم فيكون ذلك محرمًا.ص224/225

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب قول: ما شاء الله وشئت)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: عن ابن عباس (: أن رجلًا قال للنبي (: ما شاء الله وشئت، فقال: (أجعلتني لله ندًا؟ ما شاء الله وحده).
ودلالته على مقصود الترجمة: من ثلاثة وجوه:
أولها: في قوله: (أجعلتني لله ندًا؟) أي: بقولك: ما شاء الله وشئت، والتنديد هنا: التسوية؛ فإن (الواو) بينهما تقتضي التسوية بينهما.
وثانيها: أن الاستفهام استنكاري فهو لإنكار مقالته.
وثالثها: في قوله: (ما شاء الله وحده) بتقرير إفراد الله بالمشيئة دون شريك إمعانًا في كمال توحيده سبحانه. ص224/225

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب قول: ما شاء الله وشئت)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: عن الطفيـل أخـي عائشة لأمهـا قال: رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود، فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: عزير ابن الله. قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد.
ثم مررت بنفر من النصارى فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: المسيح ابن الله، قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد.
فلما أصبحت أخبرت بها مَن أخبرت، ثم أتيت النبي ( فأخبرته. فقال النبي (: (هل أخبرت بها أحدًا؟) قلت: نعم. قال (: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (أما بعد؛ فإن طفيلًا رأى رؤيا، أخبر بها مَن أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها. فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده).
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: في قوله: (فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد) وهو نهي يفيد التحريم لما تقدم من وجود التسوية فيه الجاعلة له شركًا أصغر.
وقوله ( في الحديث: (كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها) تقرير لكونه شركًا أصغر؛ إذ لو كان أكبر لبادرهم النبي ( بالإنكار لمنافاته أصل دعوته وبِعثته، ووقع عند أحمد التصريح بأن المانع له هو الحياء، والمراد حياؤه من الله في تقدمه بنهي الناس عن شيء قبل وحي منه سبحانه.
والآخر: في قوله: (ولكن قولوا: ما شاء الله وحده) فأمرهم بإفراد المشيئة لله، وتقدم إن هذا هو غاية الأدب في توحيده سبحانه وتعالى. ص224/226
باب مَن سب الدهر فقد آذى الله

س1: ما مقصود الترجمة: باب مَن سب الدهر فقد آذى الله؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن مَن سبّ الدهر فقد آذى الله.
والدهر: هو الزمن، وسبُّه: شتمه.
وأذية الله: تنقَّصه. ص228

س2: سبُّ الدهر له ثلاثة أحوال. ما هي؟

ج2: الأولى: سبُّ الدهر على اعتقاد كونه فاعلًا مع الله، وهذا شرك أكبر.
والثانية: سبُّ الدهر على اعتقاد كونه سببًا في تلك الحوادث، وهذا شرك أصغر.
وثالثها: سبُّ الدهر مع عدم اعتقاده فاعلًا مع الله ولا سببًا، وهذا محرم. ص228

س3: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب مَن سب الدهر فقد آذى الله؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج3: ذكر المصنف رحمه الله لتقرير مقصود الترجمة دليلين.
الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ..﴾الجاثية:24.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿ وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ﴾الجاثية:24، وهو خبر عن الدّهريين من الكفار، ومَنْ وافقهم من مشركي العرب الذين ينسبون الأفعال إلى الدهر، والسابُّون الدهر مشابهون لهم في ذلك، إذ يجعلون للدهر في الأفعال تصرفًا. ص228/229

س4: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب مَن سب الدهر فقد آذى الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: عن أبي هريرة(، عن النبي ( قال: (قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، أقلب الليل والنهار) وفي رواية: (لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر).
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: في قوله: (يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر) فجعل مسبة الدهر أذية له، والمراد بها كونه تنقصًا لله، ومَن آذى الله ففِعْله مُحرّم؛ بل كبيرة من كبائر الذنوب.
والآخر في قوله: (لا تسبوا الدهر) فإنه نهي، والنهي للتحريم.
ومعنى قوله: (فأنا الدهر) وفي الرواية الثانية: (فإن الله هو الدهر) يفسره قوله في الحديث نفسه: (أقلب الليل والنهار)؛ فالمراد بقوله (أنا الدهر) أي ليّ التصرف فيه بتقليبه. ص228/229
باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه

س1: ما مقصود الترجمة: باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حُكم التسمي بقاضي القضاة، وما يجري مجراه وهو المراد بقول المصنف ونحوه، كملك الأملاك، أو حاكم الحكّام، أو سيد السادات. ص231

س2: لماذا لم يقل المصنف باب التسمي بملك الأملاك ونحوه؟ عدل عما في الحديث إلى عبارة منه لماذا؟

ج2: عدل المصنف عن الترجمة بما في الحديث إلى قوله: قاضي القضاة لأنه أشهر في أهل الإسلام، فإن مقدَّم القضاة عُرفت وظيفته في كثير من الدول الإسلامية بلقب قاضي القضاة. ص231

س3: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج3: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلًا واحدًا، وهو: عن أبي هريرة ( عن النبي ( قال: (إن أخنع اسم عند الله: رجل تسمى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله).
قال سفيان: مثل (شاهان شاه).
وفي رواية: (أغيَظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه). قوله (أخنع): يعني أوضع.
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: في قوله: (إن أخنع اسم عند الله) أي: أذل اسم وأوضعه.
والذلة لا تكون إلا بفعْل المحرمات، فالمذكور محرم.
والآخر في قوله: (أغيَظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه) والغيظ: أشد الغضب، وما اشتد غضب الله لأجله فهو محرَّم. ص231/232
باب احترام أسماء الله تعالى وتغيير الاسم لأجل ذلك

س1: ما مقصود الترجمة: باب احترام أسماء الله تعالى وتغيير الاسم لأجل ذلك؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان وجوب احترام أسماء الله الحسنى، وتغيير الاسم لأجل احترامها تحقيقًا للتوحيد.
والاحترام: رعاية الحُرمة وتوقير الجناب. ص234

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب احترام أسماء الله تعالى وتغيير الاسم لأجل ذلك؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلًا واحدًا، عن أبي شريح: أنه كان يُكنى أبا الحكم؛ فقال له النبي (: (إن الله هو الحَكَم، وإليه الحُكْم)، فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني، فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين فقال (: (ما أحسن هذا فمالك من الولد؟) قلت: شريح ومسلم وعبد الله. قال(:(فمن أكبرهم؟) قلت: شريح، قال(: (فأنت أبو شريح).
ودلالته على مقصود الترجمة: في تغيير الرسول ( كنيته من أبي الحَكَم إلى أبي شُريح احترامًا لاسم الله الحكم، لما لوحظ في تسمية هانئ الكندي به، فإنه كُنِّي أبا الحكم لكوْن حُكمه فصلًا للخصومات؛ وقطعًا للمنازعات، فلما لوحظ هذا لمعنى الذي هو حظ حُكم الله كان الأدب مع الله تغييره وتحويله إلى غيره. ص234/235

س3: أسماء الله باعتبار اختصاصها به قسمان. ما هما؟

ج3: القسم الأول: ما يختص به فلا يُسمى به غيره، مثل: الله، والرحمن.
والآخر: ما لا يختص به فيُسمى به غيره، مثل: الرؤوف والرحيم؛ وهذا القسم نوعان:
أحدهما: أن يسمى به العبد مع ملاحظة الصفة التي فيه، وهو محرم، وهذا هو الواقع في هذا الحديث.
والآخر: أن يسمى به مع عدم ملاحظة الصفة، وهذا جائز. ص235
باب من هزل بشيء فيه ذِكْر الله أو القرآن أو الرسول(

س1: ما مقصود الترجمة: باب: من هزل بشيء فيه ذِكْر الله أو القرآن أو الرسول(؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن مَنْ هزل بشيء فيه ذِكْر الله أو القرآن أو الرسول( فقد كفر، أو بيان حُكمه. فـيجوز في (مَن) الواردة في الترجمة وجهان:
أحدهما: أن تكون شرطية، وجواب شرطها محذوف فتقدير الكلام: مَنْ هزل بشيء فيه ذِكْر الله أو القرآن أو الرسول فقد كفر.
والآخر: أن تكون اسمًا موصولًا بمعنى: الذي، فتقدير الكلام: الذي هزل بشيء فيه ذِكْر الله، أو القرآن، أو الرسول، هذا بيان حُكمه. ص238

س2: لماذا عدل المصنف رحمه الله عن الترجمة بالوارد في أدلة الباب من ذِكر الاستهزاء إلى ذكر الهزل؟

ج2: لأنه أكثر شيوعًا في الناس، فالهَزَل: هو المزح بخفة والناس يتسارعون إليه، ويتهاونون به ما لا يكون في الاستهزاء، فنبّه بالأدلة الواردة في الاستهزاء إلى أن الهزل مثله، وذكره لشدة فُشُوِّه في الخلق. ص238

س3: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب: من هزل بشيء فيه ذِكْر الله أو القرآن أو الرسول(؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج3: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين:
فالدليل الأول: قول الله تعالى:﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ..﴾التوبة:65، الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله:﴿لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾التوبة:66، فأكفرهم بما فعلوا والذي فعلوه هو الاستهزاء قال الله تعالى: ﴿قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ﴾التوبة:65. ص237/238

س4: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب: من هزل بشيء فيه ذِكْر الله أو القرآن أو الرسول()؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: عن ابن عمر(، ومحمد بن كعب، وزيد بن أسلم، وقتادة دخل حديث بعضهم في بعض: أنه قال رجل في غزوة تبوك: ما رأينا مثل قُرَّائنا هؤلاء أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء ـ يعني الرسول ( وأصحابه القرّاء ـ فقال له عوف بن مالك (: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله (. فذهب عوف إلى رسول الله (ليخبره، فوجد القرآن قد سبقه. فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله ( وقد ارتحل وركب ناقته،فقال: يا رسول الله! إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث حديث الركب، نقطع به عنا الطريق. قال ابن عمر(: كأني أنظر إليه متعلقًا بنسـعة ناقة رســول الله (، وإن الحجارة تنكب رجليه وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب فيقول له رسول الله (: ﴿قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ﴾التوبة:65، ما يلتفت إليه وما يزيده عليه.
ودلالته على مقصود الترجمة: في كونه سببًا لنزول الآيات من سورة التوبة، في كونه سببًا لنزول الآيات الواردة في سورة التوبة، المتعلقة بكفر هؤلاء المستهزئين، وسبب النزول يعين على فهم الآية، ففي الحديث بيان ما قالوه من استهزاء إذ قالوا: ما رأينا مثل قُرَّائنا هؤلاء أرغب بطونًا، … إلى آخره والقرّاء أكثر ما يراد بهم في عُّرف السلف العالمون بالقرآن والسنة العاملون بهما. ص237/239

س5: اشرح قول المصنف: (الثالثة: الفرق بين النميمة والنصيحة لله ولرسوله).

ج5: لأن النميمة مقصودها الإفساد، والنصيحة مقصودها الإصلاح. ص240
باب ما جاء في قول الله تعالى:
﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي﴾فصلت:50، الآية

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء في قول الله تعالى:
﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي﴾فصلت:50 الآية؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن زعم الإنسان استحقاقه النعم المسداة إليه من الله بعد ضراء مسته مُنافٍ كمال التوحيد. ص95

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: ﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي﴾ فصلت: 50؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر: المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة أدلة.
الدليل الأول قوله تعالى:﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا..﴾فصلت:50، الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي﴾فصلت:50.
وذكر المصنف رحمه الله في تفسيرها أثرين:
قال مجاهد: هذا بعملي وأنا محقوق به. وقال ابن عباس(: يريد من عندي.
وهذا القول المذكور في الآية: ﴿هَذَا لِي﴾فصلت:50، هو قول الكافر، فمَنْ قالها معتقدًا حقيقتها أن النعمة منه استقلالًا بالخلق والتقدير فهذا كفر أكبر، وإن قالها غير معتقد أنها منه، بل من الله، لكن جرى لسانه بدعوى الاستحقاق فهذا كفر أصغر.ص241/243/244

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة ﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي﴾؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: قول الله تعالى: ﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي﴾القصص:78.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله:﴿عَلَى عِلْمٍ عِندِي﴾القصص:78، والقائل: هو قارون رجل من كبراء بني إسرائيل.
وذكر المصنف في تفسيرها ثلاثة آثار:
أولها: قول قتادة، أنه قال: (على علم مني بوجوه المكاسب).
وثانيها: قول السُّديواسمه إسماعيل بن عبد الرحمن، أنه قال: (على علم من الله أني له أهل) ولم يسمِه المصنف، فقال: (وقال آخرون).
وثالثها: قول مجاهد: أنه قال: (أوتيته على شرف).
وهذه الأقوال الثلاثة تجمع الجهتين المتقدمتين في الدليل السابق، فإنه ادعى استحقاقه النعمة باعتبار المبتدأ والمنتهى.ص244

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة ﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي﴾؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: عن أبي هريرة ( أنه سمع رسول الله ( يقول: (إن ثلاثة من بني إسرائيل: أبرص، وأقرع، وأعمى، فأراد الله أن يبتليهم، فبعث إليهم مَلَكًا، فأتى الأبرص، فقال: فأي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن، وجلد حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به قال: فمسحه، فذهب عنه قذره، فأعطي لونًا حسنًا وجلدًا حسنًا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبـل أو البقر ـ شك إسحاق ـ فأُعطي ناقة عشراء، فقال: بارك الله لك فيها. قال: فأتى الأقرع، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به فمسحه، فذهب عنه، وأُعطي شعرًا حسنًا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر، أو الإبل، فأُعطي بقرة حاملًا، قال: بارك الله لك فيها، فأتى الأعمى، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يرد الله إلي بصري؛ فأُبصر به الناس، فمسحه، فرد الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأُعطي شاة والدًا؛ فأنتج هذان وولَّد هذا، فكان لهذا وادٍ من الإبل، ولهذا وادٍ من البقر، ولهذا وادٍ من الغنم، قال: ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته. فقال: رجل مسكين، وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في سفري هذا، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن، والمال بعيرًا أتبلغ به في سفري، قال: الحقوق كثيرة. فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يَقْذُرُكَ الناس، فقيرًا فأعطاك الله المال؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابرًا عن كابر، قال: إن كنت كاذبًا فصيّرك الله إلى ما كنت. قال: وأتى الأقرع في صورته وهيئته، فقال له مثل ما قال لهذا، وردّ عليه مثل ما ردّ عليه هذا، فقال له: إن كنت كاذبًا فصيّرك الله إلى ما كنت. قال وأتى الأعمى في صورته، وهيئته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل، قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك. أسألك بالذي ردّ عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري، فقال: قد كنت أعمى فردّ الله إليَّ بصري، فخذ ما شئت ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله. فقال: أمسك مالك، فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك، وسخط عن صاحبيك)
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله في آخر الحديث: (فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك).
فرضي الله عن الأعمى وسخط على الأبرص والأقرع.ص241/242/244

س5: اذكر موجب الرضى عن الأعمى، وكذلك موجب السخط على الأبرص والأقرع

ج5: موجب الرضا عن الأعمى ثلاثة أشياء:
أولها: اعترافه بنعمة الله؛ لقوله: (قد كنت أعمى).
وثانيها: نسبته تلك النعمة إلى الله المنعم بها؛ لقوله: (فردّ الله).
وثالثها: أداؤه حق الله فيها؛ لقوله: (فخذ ما شئت ودع ما شئت، فوالله لا أَجْهَدُك اليوم بشيء أخذته لله).
وموجب السخط على الأبرص والأقرع ضد ذلك وهو ثلاثة أشياء:
أولها: عدم اعترافهما بالنعمة، فلم يُقرَّا بما كانت عليه حالهما وما صارا إليه.
وثانيها: عدم نسبتهما النعمة إلى الله المنعِم بها؛ بل قالا كل واحد: (إنما ورثت هذا المال كابرًا عن كابر).
وثالثها: في منعهما حق الله فيها؛ فمنعا ابن السبيل حقه فيما يتبلّغ به.ص245
باب: قول الله تعالى:
﴿فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا﴾الأعراف:190، الآية

س1: ما مقصود الترجمة: باب: قول الله تعالى:
﴿فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا﴾الأعراف:190، الآية؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن تعبيد الأسماء لغير الله شرك في الطاعة. ص248

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا..﴾الأعراف:190، الآية؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة أدلة.
فالدليل الأول: قوله تعالى:﴿فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا.﴾الأعراف:190، وهذه الآية في آدم وحواء، صحّ هذا عن سمرة بن جندب عند الطبري في تفسيره.
ورُوي عن ابن عباس موقوفًا أيضًا من وجوه يشد بعضها بعضًا، ولا يُعلم لهما مخالف من الصحابة.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء﴾الأعراف:190، أي: بتسمية الولد عبد الحارث، والحامل لهما عليه: طلب استبقاء الولد، فلم يريدا كونه اسمًا له فضلًا عن إرادة تعبيده لغير الله، والواقع منهما أنهما أطاعا الشيطان، وهذا معنى قول قتادة في شركاء في طاعته وليس في عبادته، فأشبه شيء أن الواقع منهما هو نوع تشريكٍ فهو معصية من المعاصي، ومن أهل العلم من جعله من جنس الشرك الأصغر، والله أعلم. ص247/248

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة ﴿فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا..﴾الأعراف:190، الآية؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: الإجماع الذي نقله ابن حزم في كتابه مراتب الإجماع، في قوله: (اتفقوا على تحريم كل اسم مُعبَّد لغير الله؛ كعبد عمرو، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب.
ودلالته على مقصود الترجمة في تحريم الأسماء المعبدة لغير الله، والاختلاف الجاري في التسمي باسم عبد المطلب هو لكون التسمية به لا يراد به التعبيد، فالمسمي به من المسلمين يريد موافقة اسم جد النبي ( وأصح القولين: تحريمه أيضًا. ص247/248

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة ﴿فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا﴾الأعراف:190، الآية؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4:حديث عبد الله بن عباس ( في تفسير الآية أنه قال: (لَـمَّا تَغَشَّاهَا آدَمُ حَمَلَتْ، فَأَتَاهُمَا إِبْلِيسُ، فَقَالَ: إِنِّي صَاحِبُكُمَا الَّذِي أَخْرَجْتُكُمَا مِنَ الْـجَنَّةِ؛ لَتُطِيعُنِّي أَوْ لَأَجْعَلَنَّ لَهُ قَرْنَيْ أَيِّلٍ، فَيَخْرُجَ مِنْ بَطْنِكِ فَيَشُقَّهُ، وَلَأَفْعَلَنَّوَلَأَفْعَلَنَّ؛ يُخَوِّفُهُمَا، سَمِّيَاهُ عَبْدَ الْـحَارِثِ، فَأَبَيَا أَنْ يُطِيعَاهُ، فَخَرَجَ مَيِّتًا، ثُمَّ حَمَلَتْ فَأَتَاهُمَا، فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ؛ فَأَبَيَا أَنْ يُطِيعَاهُ، فَخَرَجَ مَيِّتًا، ثُمَّ حَمَلَتْ فَأَتَاهُمَا فَذَكَرَ لَهُمَا، فَأَدْرَكَهُمَا حُبُّ الْوَلَدِ، فَسَمَّيَاهُ عَبْدَ الْـحَارِثِ.
ودلالته على مقصود الترجمة ما وقع من الأبوين في تسمية عبد الحارث. ص247/249
باب قول الله تعالى:
﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ..﴾الأعراف:180، الآية

س1: ما مقصود الترجمة: باب قول الله تعالى:﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ..﴾الأعراف:180، الآية؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان أن الإلحاد في أسماء الله مما ينافي التوحيد. ص251

س2: ما هو الإلحاد في أسماء الله؟ وما هي أنواعه؟

ج2: الإلحاد في أسماء الله: هو الميل بها عما يجب فيها.
وهو ثلاثة أنواع:
أولها: جحد معانيها.
وثانيها: إنكار المُسمَّى بها، إنكار المُسمَّى بها وهو الله.
وثالثها: التشريك فيها. ص251

س3: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب قول الله تعالى:﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ﴾ الأعراف:180؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج3: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلًا واحدًا. وهو قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ..﴾الأعراف:180، الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة: من وجهين:
أحدهما: في قوله: ﴿وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ﴾الأعراف:180، أي: اتركوهم احتقارًا لهم، واحتقارهم دليل ذم مقالتهم وبطلانها.
والآخر: في قوله في تمام الآية:﴿سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾الأعراف:180، وهو وعيد وتهديد دال على التحريم الشديد. ص251/252

س4: ذكر المصنف رحمه الله في تفسير الآية: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ..﴾الأعراف:180، الآية. ثلاثة آثار، ما هي؟

ج4: أولها: قول ابن عباس (: ﴿يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ﴾الأعراف:180، قال: يشركون. رواه ابن أبي حاتم، لكن من قول قتادة لا من قول ابن عباس، فهو انتقال نظر من المصنف، أو انتقال ذهن، ذكره حفيده سليمان بن عبد الله في تيسير العزيز الحميد.
وثانيها: قول ابن عباس (: (سموا اللات من الإله..) الحديث، رواه ابن أبي حاتم، ومعناه: أنهم اشتقوا من أسماء الله أسماء لآلهتهم الباطلة.
وثالثها: قول الأعمش واسمه سليمان بن مهران، أنه قال: (يدخلون فيها ما ليس منها) أي: يجعلون من أسماء الله ما ليس اسمًا له، كتسمية النصارى لله أبًا، أو تسمية الفلاسفة له علةً فاعلة. ص252
باب لا يقال: السلام على الله

س1: ما مقصود الترجمة: باب لا يقال: السلام على الله؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان النهي عن قول السلام على الله لاستغناء الله عن دعاء المخلوقين له، وجيء بالنفي المتضمن النهي وزيادة، تأكيدًا للمبالغة في تحريمه، وحفظًا لمقام التوحيد. ص254

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب لا يقال: السلام على الله؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلًا واحدًا. وهو حديث عبد الله بن مسعود ( قال: (كنا إذا كنا مع النبي ( في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان وفلان، فقال النبي (: (لا تقولوا السلام على الله، فإن الله هو السلام) الحديث متفق عليه.
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما في قوله: (لا تقولوا السلام على الله) فهو نهي والنهي للتحريم.
والآخر في قوله: (فإن الله هو السلام) أي: السالم من كل نقص، الموصوف بصفات الكمال، فلا يفتقر إلى دعاء الخلق بحصول كماله. ص254/255

س3: اشرح قول المصنف: (الخامسة: تعليمهم التحية التي تصلح لله).

ج3: أي: قوله: التحيات لله والصلوات والطيبات، كما في تمام الحديث المذكور. ص256
باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت

س1: ما مقصود الترجمة: باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حُكم قول: اللهم اغفر لي إن شئت. ص257

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلًا واحدًا. وهو حديث أبي هريرة ( أن رسول الله ( قال: (لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة، فإن الله لا مكرِه له).
ولمسلم: (وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت) والنهي للتحريم، وموجبه أمران مذكوران في الحديث:
أحدهما: إيهامه نقصًا في الخالق؛ بأن وقوع الفعل منه يكون على وجه الإكراه، ولذلك قال: (فإن الله لا مُكرِه له).
والآخر: إيهامه نقصًا في المخلوق: بما يُشعر به دعاؤه من فتور عزيمته وضعف رغبته، بما يشعر به دعاؤه من ضعف عزيمته وفتور رغبته.
ولذلك قال: (وليعظِّم الرغبة)، وقال: (ليعزم المسألة).ص257
باب لا يقول: عبدي وأمتي

س1: ما مقصود الترجمة: باب لا يقول: عبدي وأمتي؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان النهي عن قول: عبدي وأمتي؛ لما فيه من إيهام المشاركة لله في الربوبية والألوهية؛ فنهي عنه تأدبًا مع الله، وحمايةً لجناب التوحيد.ص259

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب لا يقول: عبدي وأمتي؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلًا واحدًا. وهو حديث أبي هريرة ( أن رسول الله ( قال: (لا يقل أحدكم: أطعم ربك، وضىء ربك، وليقل: سيدي ومولاي، ولا يقل أحدكم: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي وفتاتي، وغلامي)
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (ولا يقل أحدكم: عبدي وأمتي) فإنه نهي والنهي للتحريم، لكن حُكي الإجماع على أنه للكراهة وفيه نظر، والصواب أنه قول الجمهور حكاه عنهم ابن القيم في (زاد المعاد)، وابن حجر في (فتح الباري)، وهو الصحيح لوقوع الخبر به في قوله تعالى:﴿وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ﴾النور:32، فسمى المملوك بعقد اليمين عبدًا، فيكون النهي الوارد في هذا الحديث للكراهة، إلا أن يُلاحظ معنى العبودية في حال خاصة فيكون للتحريم. ص259/260
باب لا يُرَدُّ مَن سأل بالله

س1: ما مقصود الترجمة: باب لا يرد مَن سأل بالله؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حُكم رد مَنْ سأل بالله، وصرح به على وجه النفي، فقال: لا يُرد من سأل بالله، لأن النفي يتضمن نهيًا وزيادة، ونُهي عنه إعظامًا وإجلالًا لله، وعدل المصنف عن النهي إلى النفي لأنه مفهوم حديث الباب لا منطوقه. ص262

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب لا يرد مَن سأل بالله؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلًا واحدًا: وهو حديث ابن عمر ( أنه قال: قال رسول الله (: (مَنْ استعاذ بالله فأعيذوه، ومَن سأل بالله فأعطوه، ومَن دعاكم فأجيبوه، ومَن صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تُرَوا أنكم قد كافأتموه)
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (ومَن سأل بالله فأعطوه) فهو أمر بالإعطاء يستلزم النهي عن رده كما ترجم به المصنف رحمه الله. ص262

س3: الأمر في الحديث السابق للإيجاب لخمسة شروط تكون في المأذون به إذا سُئل من أحد. فما هي هذه الشروط؟

ج3: الأول: أن يُعلَم صِدق السائل، وتكفي غلبة الظن.
والثاني: أن يكون السائل متوجهًا في سؤاله لمسؤول معين من الناس.
والثالث: أن يكون توجهه إليه في أمر معين.
والرابع: قدرة المسؤول على الإجابة فيما سُئل فيه.
والخامس: أمن المسؤول الضرر على نفسه.
فإذا وُجدت هذه الشروط في مأذون به مجتمعة سُئل من أحدٍ كان الإعطاء واجبا. ص263
باب لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة

س1: ما مقصود الترجمة: باب لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حُكم السؤال بوجه الله، وصرّح به بصيغة النفي المتضمنة النهي وزيادة.
ونُهي عنه إجلالًا وإكرامًا لوجه الله، أن يُسأل به مع عظمته الحقير من أعراض الدنيا. ص265

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلًا واحدًا. وهو حديث جابر بن عبد الله ( أنه قال: قال رسول الله (: (لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة) رواه أبو داود، وإسناده ضعيف.
ودلالته على مقصود الترجمة في نهيه ( أن يُسأل بوجه الله شيء سوى الجنة.
ص265

س3: السؤال إذا أُطلق في خطاب الشرع على ماذا يدل؟

ج3: المراد به ما تعلق بالدنيا، فمعنى الحديث: لا يُسأل بوجه الله شيء من الدنيا إلا الجنة، فيكون الاستثناء منقطعًا لأن الجنة ليست من الدنيا، ويُصدق هذا المعنى ما رواه الطبراني في المعجم الكبير بإسناد حسن عن أبي موسى الأشعري ( أن النبي ( قال: (ملعون مَنْ سأل بوجه الله) أي سأل شيئًا من الدنيا لا مطلق السؤال لمجيء أحاديث صحيحة فيها سؤال النبي ( بوجه الله، لكن ليس عن شيء من الدنيا بل عن شيء من الدين، وهو يندرج في سؤال الجنة، فسؤال الجنة هو سؤالها وسؤال ما يوصل إليها، فلا تعارض بين تلك الأحاديث. ص265/266
باب ما جاء في اللَّوْ

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء في اللَّوْ؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حُكم قول: (لو) على وجه التندم والأسى على ما فات. ص268

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء في اللَّوِّ؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة أدلة:
الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا..﴾آل عمران:154، الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: ﴿يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا﴾آل عمران:154؛ وهذا قول بعض المنافقين يوم أُحُد معارضةً منهم لقَدَر الله. ص268/269

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء في اللَّوِّ)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا..﴾آل عمران:168، الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله:﴿لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا﴾آل عمران:168، وهذا من قول المنافقين أيضًا، قالوه يوم أُحُد معارضين به القدر.
فمعارضة القدر بـ )لو) من أفعال أهل النفاق، كما في الآيتين، ويفيد ذلك حرمته. ص268/269

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة) باب ما جاء في اللَّوِّ)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: عن أبي هريرة (أن رسول الله ( قال: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجِزَنَّ، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا؛ ولكن قل: قدّر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا)، والنهي للتحريم. ص268/269

س5: قول: (لو) على وجه التندم والأسى يجيء على ثلاثة أنواع. ما هي؟

ج5: أولها: أن يقولها متندمًا معارضًا حُكم القدر.
وثانيها: أن يقولها متندمًا معارضًا حُكم الشرع.
وثالثها: أن يقولها متندمًابلا معارضة، فحامله التسخُّط والجزع.
وهذه الأنواع كلها محرمة تنافي كمال التوحيد الواجب، وربما أفضت بالعبد إلى النفاق والكفر. ص269
باب النهي عن سب الريح

س1: ما مقصود الترجمة: باب النهي عن سب الريح؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان النهي عن سب الريح، وأنه محرم لما فيه من تنقص الله وعدم إجلاله، فالريح هي من أمره سبحانه، وسب الريح: شتمهاومنه اللعن. ص271

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب النهي عن سب الريح؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلًا واحدًا: وهو حديث أبي بن كعب ( أن رسول الله ( قال: (لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، وخير ما فيها، وخير ما أُمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح، وشر ما فيها، وشر ما أُمرت به) رواه الترمذي والنسائي.
واختُلف في وقفه ورفعه، والصواب: أنه موقوف من كلام أُبَيّ، وله حكم الرفع لمجيء مثله مرفوعًا من حديث أبي هريرة (، عند أبو داود وابن ماجه، وإسناده صحيح.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (لا تسبوا الريح)؛ فإنه نهي، والنهي للتحريم.ص271
باب قول الله تعالى:
﴿يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ…﴾آل عمران:154، الآية

س1: ما مقصود الترجمة: باب قول الله تعالى:
﴿يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ...﴾آل عمران:154 الآية.؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حُكم ظن الجاهلية.
وأجمع ما قيل في معناه: قول ابن القيم وهو ظن غير ما يليق بالله. ص274

س2: ما هو ظن الجاهلية؟ وما هي أنواعه؟

ج2: فظن الجاهلية: هو ظن العبد بربه ما لا يليق به، وهو نوعان:
أحدهما: ظن العبد بربه ما لا يليق به مما يتعلق بأصل الإيمان كاعتقاده أن لله ولدًا، وهذا كفر أكبر.
والآخر: ظن العبد بربه ما لا يليق مما يتعلق بكمال الإيمان كمن يظن أن الله يؤخر نصر أوليائه مع استحقاقهم له، وهذا كفر أصغر. ص274

س3: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ...﴾؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج3: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين:
فالدليل الأول: قوله تعالى: ﴿يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ…﴾آل عمران:154 الآية. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: ﴿يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ﴾آل عمران:154، وذلك من ثلاثة وجوه:
أولها: أن هذا الظن غير الحق، فهو ظن باطل.
وثانيها: أنه ظن الجاهلية، وما أضيف إليها فهو محرم.
وثالثها: أن هذا ظن المنافقين، وكل قولٍ أو فعلٍ هو شعار لهم فهو من المحرمات.ص273/274

س4: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة ﴿يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ﴾ آل عمران: 154؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: والدليل الثاني قوله تعالى: ﴿الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ﴾الفتح:6.
ودلالته على مقصود الترجمة: من ثلاثة وجوه:
أحدها: تسمية ظنهم ظن السوء.
وثانيها: أن عليهم دائرة السوء، أي: العذاب.
وثالثها: أن هذا ظن المنافقين والكافرين، وما أضيف إليهم من قول أو فعل اختصوا به فهو محرّم.ص273/274/275

س5: اذكر كلام ابن القيم في تفسير الآية: ﴿يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ﴾آل عمران: 154

ج5: قال ابن القيم رحمه الله: فُسّر هذا الظن بأنه سبحانه لا ينصر رسوله (، وأن أمره سيضمحل.
وفُسِّر: بأن ما أصابهم لم يكن بقدر الله وحكمته.
وفُسر بإنكار الحكمة، وإنكار القدر، وإنكار أن يتم أمر رسوله، وأن يظهره على الدين كله.
وهذا هو ظن السوء الذي ظن المنافقون والمشركون في سورة الفتح.
وإنما كان هذا ظن السوء؛ لأنه ظن غير ما يليق به سبحانه، وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق، فمَن ظن أنه يديل الباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها الحق، أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره، أو أنكر أن يكون قدَّره لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد، بل زعم أن ذلك لمشيئة مجردة، فذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار.
وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وأسمائه وصفاته وموجب حكمته وحمده.
فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا، وليتب إلى الله ويستغفره من ظنه بربه ظن السوء، ولو فتشت مَن فتشت لرأيت عنده تعنتًا على القدر وملامةً له، وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا، فمستقل ومستكثر، وفتش نفسك: هل أنت سالم؟
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا إخالك ناجيا
ص273

باب ما جاء في منكري القدر

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء في منكري القدر؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حُكم منكري القدر.
والقدر شرعًا: هو علم الله بالوقائع والحوادث، وكتابته لها، ومشيئته وخلقه إياها.
وإنكار القدر من جملة ظن الجاهلية، وأفرد عن الترجمة السابقة لأنه يتمحض يعنى: يخلصفي كونه كفرًا أكبر، فمن أنكر القدر خرج من الإسلام، والمراد إنكار القدر كله، أما إنكار تفاصيله فليست مرادة هنا. ص278

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء في منكري القدر؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة أربعة أدلة.
فالدليل الأول: حديث عبد الله بن عمر ( أنه قال: (والذي نفس ابن عمر بيده، لو كان لأحدهم مثل أُحُد ذهبًا، ثم أنفقه في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر) الحديث. رواه مسلم.
ثم استدل بقول النبي (: (الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره). رواه مسلم.
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: في قوله: (وتؤمن بالقدر خيره وشره) فجعل الإيمان بالقدر ركنًا من أركان الإيمان، ومَنْ أنكر هذا الركن فهو كافر لم يبق إيمانه معه.
والآخر: في قوله: (ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر) فعلق قبول العمل على إيمانه بالقدر، وامتناع قبول العمل كله إنما يكون بالكفر، فإنكار القدر كفر. ص277/278/279

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء في منكري القدر)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: عن عبادة بن الصامت (أنه قال لابنه: (يا بني! إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول الله ( يقول: (إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، فقال: رب، وماذا أكتب؟ قال: أكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة)، يا بني سمعت رسول الله ( يقول: (مَن مات على غير هذا فليس مني).
وفي رواية لأحمد: (إن أول ما خلق الله تعالى القلم، فقال له: اكتب، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة). ضعيف.
ودلالة هذا الحديث على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه:
أحدها: في قوله: (مَن مات على غير هذا فليس مني) أي: فأنا بريء منه، وهو برئ مني وبراءته ( تدل على أن المتبرَّأ منه من الكبائر، فإنكار القدر كبيرة من كبائر الذنوب.
وثانيها: في قوله: (أحرقه الله بالنار) فالإحراق بالنار جزاء ترك واجب أو فعْل مُحرّم، فالوعيد عليه بالنار يدل على حرمة إنكار القدر ووجوب الإيمان به.
وثالثها: في قوله: (إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك) فعلق وجدان طعم الإيمان على الإيمان بالقدر، فهو واجب.ص277/279

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب ما جاء في منكري القدر)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: حديث عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله ((مَن لم يؤمن بالقدر خيره وشره أحرقه الله بالنار). إسناده ضعيف.
ودلالته على مقصود الترجمة في الوعيد على عدم الإيمان به بالإحراق في النار، على ما تقدم بيانه. ص279/280

س5: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب ما جاء في منكري القدر)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن ابن الديلمي قال: أتيت أبي بن كعب، فقلت: في نفسي شيء من القدر، فحدثني بشيء لعل الله يذهبه من قلبي، فقال: (لو أنفقت مثل أُحد ذهبًا ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لكنت من أهل النار). قال: فأتيت عبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وزيد بن ثابت (، فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي ﷺ.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (ولو مت على غير هذا لكنت من أهل النار) فمَن أنكر القدر فهو من أهل النار الذين هم أهلها من الكفرة، فمنكر القدر كافر. ص277/280
باب ما جاء في المصورين

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء في المصورين؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حُكم المصورين، والمراد فِعْلهم لا ذواتهم، ففيها بيان حكم التصوير.
وترجم المصنف بالفاعل دون الفعْل فقال: باب ما جاء في المصورين، ولم يقل باب ما جاء في التصوير اتباعًا للأحاديث الواردة فإنها وقعت كذلك، فالمذكور فيها هو حكم المصورين. ص282/283

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء في المصورين؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة أدلة.
الدليل الأول: حديث أبي هريرة (أنه قال: قال رسول الله (: (قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة..) الحديث متفق عليه.
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: في قوله: (ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي) أي: لا أحد أظلم منه، ونسبته إلى شدة الظلم تفيد حرمة فعله.
والآخر: في قوله: (فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة) تقريعًا لهم وإظهارًا لعجزهم، وهو دال على ذمهم، فاستحقاقهم التوبيخ دال على مقارفتهميعنى: مواقعتهمحرامًا وهو التصوير، فالتصوير محرم.ص282/283

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء في المصورين)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: حديث عائشة ڤ أنها قالت: قال رسول الله (: (أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله) متفق عليه.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (أشد الناس عذابًا يوم القيامة) ثم عينهم بقوله: (الذين يضاهئون بخلق الله) والمضاهاة: هي المشابهة، ومنها التصوير.
وكون هؤلاء أشد الناس عذابًا يدل على حُرمة فعلهم، وأنه كبيرة من كبائر الذنوب.ص282/283

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب ما جاء في المصورين)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: عن ابن عباس ( سمعت رسول الله ( يقول: (كل مصور في النار يُجعل له بكل صورة صورها نفس يُعذَّب بها في جهنم).
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (في النار) ثم فسّر عذابه بقوله: (يُجعل له بكل صورة صورها نفس يُعذَّب بها في جهنم) والوعيد بالنار لا يكون إلا على كبائر الذنوب، فهو فِعْل محرم. ص282/284

س5: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب ما جاء في المصورين)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: حديث ابن عباس ( أيضًا مرفوعًا: (مَن صوّر صورة في الدنيا كُلّف أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (كُلّف أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ)، وتكليف الله له بذلك هو لإظهار عجزه، وترتيب هذا العذاب دال على حرمة فعله وأنه من كبائر الذنوب. ص282/284

س6: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة (باب ما جاء في المصورين)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: عن أبي الهياج قال: قال لي عليّ(: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله (؟ ألا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (ألا تدع صورة إلا طمستها) والأمر بالطمس يقتضي حرمة الصورة. ص282/284

س7: الأحاديث السابقة تدل على حرمة التصوير وأن المصور له حالان، ما هما؟

ج7: الأولى: أن يكون بتصويره كافرًا إذا قصد مضاهاة خلق الله، وتشبيه خلقه القاصر بخلق الله الكامل.
والأخرى: أن يكون بتصويره فاسقًا إذا خلا من القصد المذكور؛ لأن التصوير من كبائر الذنوب.
وهذه الأحاديث عامة في جميع أنواع التصوير، وهي عامة في ذوات الأرواح وغيرها، لكن في الصحيحين عن ابن عباس ( أنه قال: (فإن كنت لا بد فاعلًا فصور الشجر وما لا روح فيه) ولا يُعلَم مخالف له من الصحابة، فاختص تصوير ما لا روح فيه بالجواز، وبقيت ذوات الأرواح على تحريم التصوير. ص284/285

س8: التصوير يخرج عن التحريم في حالين. ما هما؟

[toggle title=”8: الأولى: حال الضرورة، فإن المحرم إذا اضُّطر إليه أبيح كالواقع في الصور المثبتة في الهوية المدنية أو الجواز، إذ لا يتأتى حفظ الحقوق والأمن في الناس اليوم لما أحدثوا من الفساد إلا بها.
والأخرى: حال الحاجة، لأن ما حُرِّم لكونه ذريعة ووسيلة جاز للحاجة، ومنه التصوير فإنه محرم للذريعة كالتصوير الواقع في بيان ما يُحتاج إليه من العلم في الطب أو غيره، ومنه عند جماعة نقل ما ينتفع به الناس من العلم الشرعي وأنه يجري هذا المجرى ويتأكد في حق مَن احتيج إلى علمه من العلماء الكبار في السن والعلم والله أعلم. ص285

س9:في المحاضرات والدروس، ماذا يصور؟

ج9: يصور الإلقاء يعني يصور إلقاء الدرس، أما تصوير أن فلان سيلقي هذا لا يدخل في المسألة عند القائلين به، يعني أن يضع الإنسان إعلان لمحاضرة ويضع فيها صورة هذا لا يجوز عند هؤلاء. ص285

س10: اشرح قول المصنف:(السابعة: الأمر بطمسها إذا وُجدت).

ج10: أي: تغطيتها، فالطمس: التغطية ويكفي من ذلك طمس الرأس لما صح عن ابن عباس عند البيهقي في السنن الكبرى (إنما الصورة الرأس فإذا ذهب الرأس لم تكن صورة) وروي مرفوعًاوالمحفوظ فيه الوقف والمراد بالطمس: الإزالة بالكلية، وأما مجرد وضع الخط على الرقبة فهذا ليس طمسًا. ص286
باب ما جاء في كثرة الحلف

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء في كثرة الحلف؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حُكم كثرة الحلف وهو القسم بالله (. ص288

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء في كثرة الحلف؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ستة أدلة.
فالدليل الأول: قوله تعالى: ﴿وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ﴾المائدة:89.
ودلالته على مقصود الترجمة: ما فيه من الأمر بحفظ اليمين، والأمر للإيجاب.
ومن جملة حفظها: عدم الإكثار من الحلف. ص288

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء في كثرة الحلف)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: عن أبي هريرة ( أنه قال: سمعت رسول الله ( يقول: (الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للكسب).
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله ( : (ممحقة للكسب) والمحق: هو الإزالة والإذهاب، وما أوجب محق البركة فهو محرم. ص287/288

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة (باب ما جاء في كثرة الحلف)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: عن سلمان ( أن رسول الله ( قال: (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: أشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعته، لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه) أي: جعل الحلف بمنزلة البضاعة الملازمة له، التي لا تنفك عنه في تجارته.
وتُوعد بالوعيد الشديد المذكور في الحديث الدال على حرمة فعله، وأنه كبيرة من كبائر الذنوب. ص287/288

س5: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة (باب ما جاء في كثرة الحلف)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج5: عن عمران بن حصين ( قال: قال رسول الله (: (خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه مرتين أو ثلاثًا؟ ثم إن بعدكم قومًا يشهدون ولا يُستشهدون، ويخونون ولا يُؤتمنون، وينذرون ولا يُوفون، ويظهر فيهم السِّمَن).
ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه:
أحدها: في مدح القرون الثلاثة المفضلة المقتضي أنهم لم يكونوا يكثرون الحلف بالله، لفضلهم وصلاحهم.
وثانيها: في قوله: (ويَنذرون ولا يُوفون) لأن مما يدخل في المعنى العام للنذر: حفظ اليمين، ومن جملة حفظ اليمين الامتناع عن كثرة الحلف، ومن جملة حفظ اليمين الامتناع عن الحلف.
والمذكور صفة ذم لهم، يدل على تحريم الإكثار من اليمين لئلا يجر إلى الاستخفاف بها.
وثالثها: في قوله: (وينذرون ولا يُوفون) أيضا لما بين النذر واليمين من المشابهة في كونهما عقدًا؛ وهو خارج مخرج الذم والقول فيه كما تقدم. ص287/289

س6: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة (باب ما جاء في كثرة الحلف)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج6: عن ابن مسعود ( أن رسول الله ( قال: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته).
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته) وهو وصف أُريدَ به الذم لأنه وقع في مقابلة القرون الثلاثة الموصوفة بالخيرية، فهو يخالف المأمور به من حفظ اليمين.ص287/289

س7: ما هو الدليل السادس على مقصود الترجمة (باب ما جاء في كثرة الحلف)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج7: حديث إبراهيم النخعي رحمه الله أنه قال: (كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار) أخرجه البخاري.
ودلالته على مقصود الترجمة: (في ضربهم على الشهادة والعهد) وهو: اليمن، تعويدًا لهم على الامتناع عن كثرة الحلف، فكان هذا من هدي السلف.
والمرادون بقول إبراهيم: (كانوا يضربوننا) هم أصحاب ابن مسعود كما تقدم. ص289

باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه (

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه (؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حُكم العقد على ذمة الله وذمة نبيه (.
والعقد: هو العهد. ص292

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيهﷺ؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين:
فالدليل الأول: قوله تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا..﴾النحل:91، الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ﴾النحل:91، والأمر للإيجاب، وأعظم عهد يفي به العبد إذا أعطى به هو العهد على ذمة الله وذمة نبيه (. ص292/293

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه ﷺ)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: عن بريدة ( قال: كان رسول الله ( كان إذا أمَّر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرًا، فقال: (اغزوا بسم الله في سبيل الله، قاتلوا في سبيل الله مَن كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال ـ أو قال: خلال ـ فآيتهن أجابوك فاقبل منهم وكُف عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم، ثم ادعوهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين، وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حُكم الله تعالى، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فاسألهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكُف عنهم، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم، وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه ، فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك، فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمة أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة نبيه.
(وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله، فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك، فإنك لا تدري، أتصيب حكم الله فيهم أم لا
ودلالته على مقصود الترجمة: في قوله: (فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه) وهو نهي عن إعطاء العهد بتلك الذمة في معاهدات الكفار، والنهي للتحريم، وموجبه خشية عدم الوفاء به المؤذن بقلة تعظيم الله (. ص291/292

باب ما جاء في الإقسام على الله

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء في الإقسام على الله؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حُكم الإقسام على الله، والمراد به الحلف عليه.
والمخصوص بالبيان من أنواعه هنا: هو التألِّي وهو الإقسام على الله مع العجب بالنفس، فالترجمة متعلقة بهذا النوع دون ما سواه. ص294

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء في الإقسام على الله؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين:
فالدليل الأول: حديث جندب ابن عبد الله ( أنه قال: قال رسول الله (: (قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله (: مَن ذا الذي يتألى عليّ أن لا أغفر لفلان؟ إني قد غفرت له وأحبطت عملك) الحديث رواه مسلم.
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: في قوله: (مَن ذا الذي يتألَّى عليّ أن لا أغفر لفلان؟) فالاستفهام استنكاري أي إنكار لتلك المقالة وإبطال لها.
والآخر في قوله: (إني قد غفرت له وأحبطت عملك) الدال على حرمة فعله فعاقبه الله بنقيض قصده فإنه أعجب بنفسه وجعلها حاكمة على الخلق في عواقبهم، حتى جره ذلك إلى أن يتجرأ بالقسم على الله مما يدل على سوء أدبه مع ربه، وقلة تعظيمه جنابه. ص294/295

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء في الإقسام على الله)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج3: حديث أبي هريرة( أن القائل رجل عابد، قال أبو هريرة (: تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.
ودلالته على مقصود الترجمة: في تمام الحديث: (قال) يعني الله للمذنب (اذهب فادخل جنتي برحمتي)، وقال للآخر: (اذهبوا به إلى النار) لما وقع منه من الإدلاء على الله بالاغترار بنفسه، وقلة الأدب مع ربه. ص294/295
باب لا يُستشفع بالله على خلقه

س1: ما مقصود الترجمة: باب لا يُستشفع بالله على خلقه؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان النهي عن الاستشفاع بالله على خلقهأي: طلب الشفاعة به عند أحد من خلقه فيُجعَل سبحانه شفيعًا عند الخلق، والنهي للتحريم لما فيه من تنَقص مقام الله. ص297

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب لا يُستشفع بالله على خلقه؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلًا واحدًا. وهو حديث جبير بن مطعم ( أنه قال: (جاء أعرابي إلى النبي ( فقال: يا رسول الله! نُهكت الأنفس، وجاع العيال، وهلكت الأموال، فاستسق لنا ربك، فإنا نستشفع بالله عليك وبك على الله، فقال النبي (: (سبحان الله! سبحان الله!) فما زال يسبح حتى عُرف ذلك في وجوه أصحابه؛ ثم قال (: (ويحك!، أتدري ما الله؟ إن شأن الله أعظم من ذلك، إنه لا يُستشفع بالله على أحد) الحديث رواه أبو داود وإسناده ضعيف.
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله: (فإنا نستشفع بالله عليك) أي: نجعلك شفيعًا عنده في طلب الاستسقاء، فاتفق منه ( وقوع ستة أمور تدل على التحريم:
أولها: تسبيحه الله تعظيمًا لقُبح مقالة الأعرابي.
وثانيها: غضبه ( غضبًا شديدًا المدلول عليه بقول الراوي: (حتى عُرف ذلك في وجوه أصحابه) أي: غضبهم لغضبه (.
وثالثها: في قوله: (ويحك!) وهي كلمة وعيد وتهديد.
ورابعها في قوله: (أتدري ما الله)؟ وهو استفهام استنكاري يدل على إبطال مقالة الأعرابي.
وخامسها: في قوله: (إن شأن الله أعظم من ذلك) فنزَّهه عن تلك المقالة لأنها لا تليق بالله.
وسادسها: في قوله: (إنه لا يُستشفع بالله على أحد من خلقه) وهو نفي مضمن النهي للمبالغة في إبطاله.
فهذه الوجوه الستة تدل على شدة تحريم هذا.
وهذا المعنى مستقر في الآي والأحاديث التي تدل على عظمة الله (، وأن شأنه أعظم من أن يُستشفع به عند مخلوق لكماله سبحانه وعجز الخلق. ص297/298
باب
ما جاء في حماية المصطفى ( حمى التوحيد وسده طرق الشرك

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء في حماية المصطفى ( حمى التوحيدوسده طرق الشرك؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان حماية المصطفى ( حمى التوحيد من كل ما ينقصه أو ينقضه، وسده الطرق المفضية إلى الشرك. ص300

س2:كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: باب ما جاء في حماية المصطفى ( حمى التوحيدوسده طرق الشرك؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين:
فالدليل الأول: حديث عبد الله بن الشخير ( أنه قال: (انطلقت في وفد بني عامر إلى النبي ( فقلنا: أنت سيدنا، فقال (: (السيد الله تبارك وتعالى). قلنا: وأفضلنا فضلًا، وأعظمنا طولًا؛ فقال (: (قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان) الحديث رواه أبو داود والنسائي وإسناده صحيح.
ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه:
أولها: في قوله: (السيد الله تبارك وتعالى) أي: الذي كمُل سؤدده على الحقيقة هو الله.
وثانيها: في قوله: (قولوا بقولكم، أو بعض قولكم) وهو ما اعتدتموه في مخاطباتكم، وكانت العرب في خطاب كبرائها لا تبالغ معهم، لما فُطر عليه العربي من قوة الشكيمة والاعتزاز بالنفس؛ فهو يأنف من تعظيم غيره بمخاطبة يتسع فيها القول.
وثالثها: في قوله: (ولا يستجرينكم الشيطان) أي: لا يغلبنكم فيتخذكم جريًا أي: رسولًا، ووكيلًا عنهفي فتح باب الشر على النفس. ص300/301

س4: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة (باب ما جاء في حماية المصطفى ( حمى التوحيدوسده طرق الشرك)؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: حديث أنس (أن ناسًا قالوا: يا رسول الله! يا خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، فقال (: (يا أيها الناس! قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله (). الحديث رواه النسائي وإسناده صحيح.
ودلالته على مقصود الترجمة من أربعة وجوه:
أولها في قوله: (قولوا بقولكم) أي: القول المعتاد بينكم في الخطاب.
وثانيها: في قوله: (ولا يستهوينكم الشيطان) أي: لا يمل بكم إلى فتح باب الشر على أنفسكم وغيركم.
وثالثها: في قوله: (أنا محمد عبد الله ورسوله) فأخبر عما له من مقام العبودية والرسالة حمايةً لجناب التوحيد.
ورابعها في قوله: (ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله () ومنزلته (: هي العبودية والرسالة. ص300/301/302
باب ما جاء في قول الله تعالى:
﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾الزمر

س1: ما مقصود الترجمة: باب ما جاء في قول الله تعالى:
﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾الزمر:67؟

ج1: مقصود الترجمة: بيان عظمة الله الموجبة تقديره والقيام بتوحيده، وختم المصنف بهذه الترجمة للإعلام بأن فقْد التوحيد سببه عدم توقير الله وإعظامه.
ومن بدائع هذا الكتاب بدءًا وختمًا: أن المصنف بدأ بذِكْر موجب وجود التوحيد وهو كونه واجبًا، وختم بذِكْر موجب فقْده، وهو عدم إعظام الله، فردّ آخر الكتاب على أوله.ص306

س2: كم دليلًا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ترجمته: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ الزمر: 67؟ واذكر الدليل الأول مع وجه دلالته للترجمة.

ج2: ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثمانية أدلة.
الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾الزمر:67 الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه:
أولها: في قوله: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾الزمر:67، أي: ما عظموه حق عظمته، ففيه إثبات عظمة الله.
وثانيها: في قوله: ﴿وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾الزمر:67، وهذا دال على عظمة الله.
وثالثها في قوله: ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾الزمر:67، فنزَّه نفسه وقدسها عما يقوله الأفاكون من المشركين، وتنزيهه نفسه عن مقالاتهم فيه إثبات كمالاته الدالة على عظمته سبحانه. ص304/306/307

س3: ما هو الدليل الثاني على مقصود الترجمة ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ الزمر:67؟وأين دلالته على ذلك؟

ج3: عن ابن مسعود( قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله ( فقال: يا محمد! إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء على إصبع، والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، فيقول: أنا الملك. فضحك النبي ( حتى بدت نواجذه تصديقًا لقول الحِبر، ثم قرأ: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ..﴾الزمر:67 الآية.
ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين:
أحدهما: ما فيه من ذِكْر صفة الله التي أخبر بها الحبر الدالة على عظمة الله.
وضَحِكُ النبي( وقع تصديقًا لقوله.
والآخر: في قراءته ( الآية المشتملة على تعظيم الله. ص304/307

س4: ما هو الدليل الثالث على مقصود الترجمة ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ الزمر:67؟ وأين دلالته على ذلك؟

ج4: عن ابن عمر ( مرفوعًا: (يطوي الله السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين السبع ثم يأخذهن بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون).
ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى: (أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون) وتكرارها عند طي الأرض تأكيدًا لعظمته سبحانه. ص304/307

س5: ما هو الدليل الرابع على مقصود الترجمة ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ الزمر:67؟

ج5: عن ابن عباس ( قال: (ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم).وإسناده ضعيف. ص305

س6: ما هو الدليل الخامس على مقصود الترجمة ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾الزمر:67؟

ج6:حديث زيد بن أسلم المدني مرفوعًا: قال رسول الله (: (ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة أُلقيت في ترس). إسناده ضعيف. ص305

س7: ما هو الدليل السادس على مقصود الترجمة ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾الزمر:67؟

ج7: قال أبو ذر (: سمعت رسول الله ( يقول:(ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد أُلقيت بين ظهري فلاة من الأرض). إسناده ضعيف. ص305

س8: ما هو الدليل السابع على مقصود الترجمة ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾الزمر:67؟

ج8: وعن ابن مسعود (قال: (بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم. إسناده حسن. وله حُكم الرفع لأنه لا يقال بالرأيص305

س9: ما هو الدليل الثامن على مقصود الترجمة ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾الزمر:67؟

ج9: وعن العباس بن عبد المطلب ( أنه قال: قال رسول الله (: (هل تدرون كم بين السماء والأرض؟) قلنا: الله ورسوله أعلم قال: (بينهما مسيرة خمسمائة سنة، وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكِثَف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وبين السماء السابعة والعرش بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله تعالى فوق ذلك، وليس يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم. إسناده ضعيف. ص305

س10: اشرح قول المصنف: (السادسة: التصريح بتسميتها الشمال).

ج10: أي: كما وقع في رواية عند مسلم، والمختار أن هذه الرواية ضعيفة لشذوذها، وأن المحفوظ (بيده الأخرى) ولم يسمها الشمال، جزم به جماعة من الحفاظ. ص310

والحمد لله رب العالمين


 

صالح العصيمي

المدرس بالمسجد الحرام والمسجد النبوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى