مقالات

فتاوى تهم المعلم

بين يديك هم الفتاوى المتعلقة بمهنة التعليم

1- واجب المعلم تجاه الطالب

س/ ما الواجب على المعلم والمعلمة تجاه الطالب الذي يدرس تحت أيديهم ؟ الرجا توجيه نصيحة لهم، لأن فيهم من يهتم بإنهاء المقرر فقط.

ج/ المشروع في حق المعلم والمعلمة أداء الأمانة في تعليم العلم، وأن ينويا بذلك وجه اللَّه سبحانه وتعالى، والإحسان إلى المتعلمين، وأن يجتهدا غاية الاجتهاد في إيصال العلم إلى الطلبة بجميع الوسائل، وأن يجتهدا في توجيه الطلبة للبحث بأنفسهم حتى يكون لهم ملكة تعينهم على معرفة استنباط الأحكام من الأدلة والترجيح بينها.
وأما إتمام المقرر دون أن يكون راسخاً في أذهان الطلبة فهذا وإن كان بعض الأساتذة يضطرون إليه لكون النظام يحتم ذلك فإني أرى أن كون الطالب يفهم ويرسخ العلم في قلبه خيرًا من مراعاة إتمام المقرر، ولكن يجب على المعلم والمعلمة إذا رأيا أن المقرر طويل، وأنه لا يمكن إنهاؤه في المدة المقررة للدراسة ولاسيما مع كثرة الإجازات، فإن عليهما أن يرفعا الأمر للمسؤولين في تلك الجهة لدراسته، وأنا أعتقد أن الجهات المسؤولة لا تريد إلا الخير إن شاء اللَّه، وأنها سوف تنظر بجد في هذه المشكلة التي تشغل بال كثير من الناس.

[سلسلة كتاب الدعوة فتاوى فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين (1/59)]

2- حكم ضرب التلاميذ

س/ أعمل مدرسًا ولصالح التلاميذ أضربهم ضربًا لا يترك جروحًا بأجسادهم وذلك حتى يرتفع مستواهم، فهل هذا يؤثر على صيامي؟ وهل عليّ إثم في هذا الضرب؟ (علمًا بأني عندما أترك الضرب يقل مستواهم بشكل ملحوظ جدًّا).

ج/ سئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله -:
ما حكم ضرب الطالبات لغرض التعليم والحث على أداء الواجبات المطلوبة منهن لتعويدهن على عدم التهاون فيها؟.
فأجاب: لا بأس في ذلك ؛ فالمعلم والمعلمة والوالد كل منهم عليه أن يلاحظ الأولاد، وأن يؤدب من يستحق التأديب إذا قصَّر في واجبه حتى يعتاد الأخلاق الفاضلة وحتى يستقيم على ما ينبغي من العمل الصالح، ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرِّقوا بينهم في المضاجع، فالذَّكر يُضرب والأنثى كذلك إذا بلغ كل منهم العشر وقصَّر في الصلاة، ويؤدَّب حتى يستقيم على الصلاة، وهكذا الواجبات الأخرى في التعليم وشئون البيت وغير ذلك، فالواجب على أولياء الصغار من الذكور والإناث أن يعتنوا بتوجيههم وتأديبهم لكن يكون الضرب خفيفًا لا خطر فيه ولكن يحصل به المقصود.
[مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (6 / 403)]

وينبغي التنبه إلى أنه لا يجوز للمعلم أن يقسوَ في ضربه ولا أن يزيد على عشرة أسواط إلا أن يتعدى الطالب على شرع الله، أما فيما يتعلق بدراسته وتحضيره لها: فلا ينبغي له أن يزيد على ذلك القدر.
عن أبي بردة الأنصاري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يُجلد أحدٌ فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله  رواه البخاري [6456] ومسلم [3222] وفي رواية للبخاري [6457] : لا عقوبة فوق عشر ضربات إلا في حدٍّ من حدود الله

قال ابن القيم – رحمه الله -: فقوله صلى الله عليه وسلم: لا يضرب فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله  يريد به الجناية التي هي حق لله.
فإن قيل: فأين تكون العشرة فما دونها إذ كان المراد بالحد الجناية؟
قيل: في ضرب الرجل امرأته وعبده وولده وأجيره، للتأديب ونحوه، فإنه لا يجوز أن يزيد على عشرة أسواط ; فهذا أحسن ما خُرِّج عليه الحديث. اهـ. [إعلام الموقعين (2/23)]

وليس الضرب هو الطريقة الوحيدة لحث الطالب على المذاكرة، وإنما ينبغي أن يجمع المدرس بين الترغيب والترهيب على حسب ما يراه يؤدي إلى المصلحة المقصودة، فيثني على الطالب الجيد ويشجعه عن طريق الهدايا والجوائز وإعطائه درجات عالية لمشاركته وحرصه، ويخوف الطالب المقصر بالضرب تارة وبالحرمان من بعض الدرجات تارة وبالتعنيف بالكلام تارة أخرى أو باستدعاء ولي أمره ونحو ذلك.
وينبغي أن يكون قصد المدرس مصلحة الطالب لا مجرد العقاب.
[موقع الإسلام سؤال وجواب رقم الفتوى (50022)]

3- حدود العلاقة بين الطالب والمعلم

س/ ما هي حدود العلاقة بين الطالب والمعلم، وهل يجوز للمعلم حب الطالب حبًا كبيرًا والعطف عليه وتقبيله، مع العلم بأن الطالب هو الذي يأتي للمعلم ويبدي حبه الكبير له؟
ج/ إن المدرس والطالب شريكان في عملية التعليم، وهي مسألة مهمة عظيمة يتعين عليهما التعاون على نجاحها، ومن أعظم ما يساعد على ذلك أن يكونا متحابين وأن يقويا العلاقة بينهما والثقة، وأن يرحم المدرس ابنه الطالب، وأن يقدر الطالب أستاذه ويجله ويبجله دون مغالاة ولا إفراط، والنصوص الشرعية وكلام العلماء في التحابب في الله وتعظيم معلم العلم النافع كثيرة مشهورة.
ويجب على كل منهما أن يكون مخلصًا لله في عمله وعاطفته تجاه الله، ويستشعر مراقبة الله تعالى، ويحذر من أن يكون في عمله تجاه الآخر مدخل للشيطان، فإذا لاحظ ريبة في حبه للطرف الآخر وجب عليه أن يجاهد نفسه ويبعد ذلك عنه، ومن الحدود المشروعة بينهما المصافحة والبشاشة، وقيام الطالب بخدمة أستاذه وطاعته في المعروف.
[أما التقبيل فإن كان بشهوة فيحرم وإن كان بغير شهوة فيكره].
[موقع إسلام ويب رقم الفتوى (93410)، (34604)، (72196)]

4- خروج المدرس من المدرسة بعد انتهاء الحصص

س/ أدرس في الكلية مساء في منطقة بعيدة عن سكني وفي الصباح أعمل مدرسا في مدرسة إعدادية…. طلبت من مدير المدرسة أن يساعدني في عملي ويجعل حصصي في ثلاثة أيام في الأسبوع فقيل لي لا يجوز لك ذلك شرعا؟ بل يجب عليك الحضور يوميا إلى المدرسة من بداية الدوام الساعة الثامنة صباحا والبقاء في المدرسة إلى نهاية الدوام الساعة الواحدة والنصف مساء حتى بعد أن تعطي الحصص المخصصة لك يجب عليك البقاء في المدرسة لأن المقابل الذي تأخذه على عملك هو من بداية الدوام إلى نهايته وإلا أصبح المرتب ليس من حقك أن تأخذه كاملا!؟…المدرسون عندنا كلهم لا يذهبون إلى المدرسة يوميا وحتى وإن ذهبوا لا يبقون في المدرسة إلى نهاية الدوام لأنهم بعد إعطاء حصصهم تنتهي مهمتهم…. فأرجو منكم أن توضح لنا الأمر.. هل يجب على المدرس الذهاب يوميا إلى المدرسة والبقاء فيها من بداية الدوام إلى نهايته أم عليه أن يذهب في الأيام التي عنده فيها حصص فقط..
ج/ الحمد لله.
أولا: المدرس ملزم بأداء عمله المتفق عليه، وهو عدد الحصص، والأنشطة التي يكلّف بها، فإذا وَفَّى بذلك فلا حرج عليه في الخروج من المدرسة عند فراغه منها، أو فيما بينها إذا وجد وقتًا، بشرط أن لا يؤثر ذلك على أدائه للدرس، وألا يفوت على الطلاب شيئا من وقت الدرس.
وقد سئل الشيخ ابن جبرين رحمه الله: ما حكم خروج المدرس من دائرة عمله أحيانًا أو دائمًا أثناء العمل بدون إذن المدير، ثم يعود قبل بدء الحصة، وأحيانًا يمضي من الحصة جزء يسير من الزمن قبل وصوله للفصل، وقد يفوته زمن الحصة كله أو نصفه؟
فأجاب: ” معلوم أن عمل المدرس محدد، فله أول وآخر يبدأ وينتهي بالدقيقة، فغيابه في وقت العمل يفوت على الطلاب بعض الدرس، فلا يجوز له ذلك، فإن كان هناك عذر ضروري فلا بد من إذن المدير أو إنابة أحد زملائه ليقوم بالدرس بدله، فأما خروجه في وقت فراغه فلا حرج عليه في ذلك إذا تحقق أنه سوف يحضر قبل بدء الدرس الذي له، وقد يقع أن بعض المدرسين تكون حصصه متفرقة، كالأولى ثم الثالثة ثم الخامسة ونحو ذلك، فله الخروج في حصة الفراغ لقضاء شغل أو شراء حاجة أو زيارة أهله، إذا أمن فوات بعض من درسه الذي يلزمه، وقد يعفى عن زمن يسير يفوته من أول الدرس، كدقائق قليلة لا يفوت بها على الطلاب شيء من المسائل المقررة في المناهج، والله أعلم “
انتهى نقلا عن موقع الشيخ حفظه الله على الإنترنت.
وسئل أيضا رحمه الله: عندما يُخِلُّ المدرس بعمله؛ كأن يأتي متأخرًا أحيانًا أو غالبًا، ويخرج لحاجة أو لغير حاجة خارج المدرسة، أو يتأخر عن الحصة، أو لا يعطي الدرس حقه، أو يضيعه بطريقة أو أخرى، فهل الراتب الذي يتقاضاه نهاية كل شهر يستحقه كاملا، أم أنه آثم ولا يستحق الراتب كاملا؟
فأجاب: ” أرى أنه – والحالة هذه – لا يستحقه كاملا، فعليه أن يتصدق منه بما يشك فيه، وهو ما يقابل ذلك الوقت الذي أضاعه أو فرط فيه ؛ فإن المدرس عمله محدد بالدقيقة، حيث إن الفصل مليء بالطلاب الذين تواجدوا لأجل تلقي ذلك الدرس من أوله إلى آخره، فمتى تأخر عن الحضور فإنه سيفقد، ويطلب الطلاب غيره من يشغل لهم ذلك الدرس، فيكون بتأخره قد أضاع عليهم وقتًا وزمانًا لم يستفيدوا فيه شيئًا، وهو يأخذ على ذلك عوضًا.
وهكذا من خرج لحاجة أو لغير حاجة فإنه قد فرط في الزمن المطلوب منه شغله في الدرس، الذي هو مثلا ساعة أو ساعة إلا ربعًا، فإنه مطالب بهذا الزمن كله، ويأثم إذا أضاع منه شيئًا في المدرسة أو خارجها، وكذا إذا تأخر عن دخول الفصل بعد الإعلان عنه، ويأثم إذا شغل الدرس بما لا صلة له بالموضوع كالحكايات الأجنبية عن الدرس والأخبار الحالية ونحوها.
فننصح المدرس عن الإهمال ونوصيه بالإخلاص وحفظ الزمان على الطلاب، حتى يحل له ما أخذه من الأجر مقابل العمل ” انتهى.
ثانيا: لا يجوز للمدير أن يحابي أحد المدرسين، لقرابة أو منفعة، ويلزمه أن يسوي بينهم في الحصص، حسب تخصصهم وحاجة المدرسة إليهم. وله أن يتجاوز عن خروج المدرس في وقت فراغه من الحصص، وأن يأذن له بذلك، شفاهة أو كتابة.
والله أعلم.
[موقع الإسلام سؤال وجواب رقم الفتوى (95877)]

5- تحضير الغائب من الدوام من قبل زملائه

س/ إذا كان هناك معلم في مدرسة ما غائب عن الدوام، فهل يجوز لمدير المدرسة أو أحد أعضاء التدريس أن يكتب اسمه ويوقّع عنه وهو غير حاضر؟ وجزاكم الله خيرا.
ج/ هذا لا يجوز لأنه يجب الوفاء بالعقد والمسلمون على شروطهم. وهذا من الخيانة والخداع.
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة السؤال التالي
في بعض الأحيان أخرج من عملي لأداء بعض الأعمال الخاصة وقت الدوام بدون علم المدير، كما إن زملائي ينصرفون قبل نهاية الدوام بنصف ساعة، وأقوم أنا بوضع كروتهم في المكينة الخاصة بذلك عند نهاية الدوام، فما هو حكم هذا العمل، وما هو توجيهكم لنا؟
فأجابوا: الموظف يجب عليه الحضور في مكان العمل كل وقت الدوام، ولو لم يكن عنده عمل، ولا يجوز له الانصراف إلا لأمر ضروري يسمح به النظام، ولا يجوز التزوير بإثبات الحضور والانصراف الرسمي وهو غير صحيح، فالواجب على السائل وعلى زملائه التوبة إلى الله والتقيد بأداء الواجب. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

[فتاوى اللجنة الدائمة (15/ 153)]

6-خروج المعلم من المدرسة بدون إذن

س/ في بعض الأحيان أخرج من عملي لأداء بعض الأعمال الخاصة وقت الدوام بدون علم المدير كما أن زملائي ينصرفون قبل نهاية الدوام بنصف ساعة وأقوم أنا بوضع كروتهم في المكينة الخاصة بذلك عند نهاية الدوام فماهو حكم هذا العمل وماهو توجيهكم لنا ؟
ج/ الموظف يجب عليه الحضور في مكان العمل كل وقت الدوام ولو لم يكن عنده عمل ولايجوز له الانصراف إلا لأمر ضروري يسمح به النظام ولايجوز التزوير بإثبات الحضور والانصراف الرسمي وهو غير صحيح فالواجب على السائل وعلى زملائه التوبة الى الله والتقيد بأداء الواجب.
[فتاوى اللجنة الدائمة – 1 (15/ 152)]

7- هل للمدرس أن يستنيب من يقوم عنه بالتدريس مقابل أجرة؟

س/ عندي سؤال محير أرجو أن تفيدونا جزاكم الله. بعض المدرسين في إدارة التربية والتعليم يوكلون غيرهم للتدريس بدلا عنهم مقابل أجرة معينة يتفقون عليها، ويستلمون هم بقية الراتب، مع أنهم أحيانا يتفرغون تماما عن التدريس، وأحيانا يأخذون بعض الحصص، ويوكلون الحصص الأخرى للمدرس الآخر الذي يدرس بدلا عنهم، فما حكم هذا العمل؟ مع أن هذا يحصل بعلم الإدارة أحيانا، وجزاكم الله خير.
ج / الأجير نوعان:
أجير خاص وأجير عام، فما قُدِّر نفعه بزمن كشهر أو شهرين أو سنة، فهو أجير خاص، وما قُدِّر نفعه بعمل، كخياطة ثوب أو بناء جدار.. فهذا أجير مشترك.
والمدرس وغيره من أصحاب الوظائف المقدرة بالزمن في حكم الأجير الخاص، وسمي أجيرًا خاص؛ لاختصاص المستأجر بمنافعه في المدة المتفق عليها.
والأجير الخاص ليس له أن ينيب شخصًا يقوم مقامه ولو كان أرفع منه؛ لتعلق الإجارة بعين الأجير، فوجب على الأجير الوفاء بالعقد؛ لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ  [سورة المائدة/1]قال شيخ الإسلام رحمه الله: ” الذين تقدر أجرتهم بالعمل لا بالزمان ويسمى الأجير المشترك ويكون العمل في ذمة أحدهم بحيث يسوغ له أن يقيم غيره أن يعمل ذلك العمل، والعمل دين في ذمته كديون الأعيان ليس واجبًا على عينه كالأجير الخاص..” انتهى من [مجموع الفتاوى (30/73)]وجاء في الإقناع مع شرحه: ” ويستحق الأجير الخاص الأجرة بتسليم نفسه، وتتعلق الإجارة بعينه كالمبيع المعين فلا يستنيب..” انتهى من [كشاف القناع (4/33)]وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله: ” أرجو من سماحتكم التكرم ببيان حكم الشرع في إنابة إمام المسجد لغيره من الأئمة والحفاظ، والإمام لا يحضر إلا يوم الجمعة بحجة أنه مشغول بأعماله الأخرى، علما بأنه يتسلم على ذلك مرتبا شهريا ويعطي جزءا منه لمن ينوب عنه، جزاكم الله خيرا؟
فأجاب: الذي يظهر لي أنه لا يجوز لهذا الإمام أن يفعل ما ذكره السائل إلا بمراجعة الجهة المختصة فيبين للجهة المختصة أن له شغلا فلا يستطيع الحضور إلا في اليوم الفلاني أو يوم الجمعة فإذا أقروه وسمحوا له أن يستنيب، استناب من يراه مثله أو أحسن منه في أداء الصلاة والقراءة في العلم، حتى يكون النائب قائما مقامه في كل شيء، أما كون الإمام يتسلم الراتب ثم يسند العمل إلى غيره فهذا لا يجوز إلا بإذن الجهة المختصة فإذا سمحت له وعين من يصلح أن يكون نائبا عنه فلا حرج في ذلك ” انتهى من [مجموع فتاوى ابن باز(30/132)]وعليه فلا يجوز للمدرس أن يوكل شخصًا ليقوم بعمله من غير الرجوع إلى جهة الاختصاص وهي وزارة التعليم أو إدارة التعليم. والله أعلم.
[الإسلام سؤال وجواب رقم الفتوى (177129)]

8- دفع المال مقابل الدروس الخصوصية

س/ يتساءل بعض الطلاب عن الاستعانة ببعض المدرسين؛ لتدريسهم خارج المدرسة فيما لم يفقهوه مقابل مبلغ من المال، علما بأن الطالب هو الذي يلح على المدرس في ذلك، وهل يختلف الحكم إذا كان الطالب يدرس عند المدرس في نفس المدرسة؟ وهل هذا يتنافى مع قوله عليه الصلاة والسلام: طلب العلم فريضة على كل مسلم؟
ج/ لا بأس أن يستعين الطالب بالمدرس خارج غرفة التدريس في أن يعلمه ويفقهه في المواد التي يدرسها، سواء كان المدرس هو الذي يدرسه أو مع مدرس آخر، إلا إذا كانت التعليمات لدى المدرسة تمنع من ذلك، فعلى الطالب أن يلتزم بالتعليمات التي توجه إليه، أما إذا لم يكن هناك تعليمات تمنع فلا مانع من أن يكون بعض الأساتذة يدرسونه ويعلمونه في خارج أوقات الدراسة في بيته، أو في المسجد، أو في غير ذلك، لا حرج في ذلك.
[مجموع فتاوى ابن باز (8/ 279)]

9- اختلاف جودة شرح المدرس بين المدرسة والدرس الخصوصي

س/ما حكم التفريق بين حصة المدرسة وحصة الدرس الخصوصي من حيث إجادة الشرح للطلاب؟
ج/ الحمد لله، الواجب على المدرس أن يؤدي عمله المطلوب منه، وألا يقصر في الشرح والإيضاح، سواء كان درسه داخل المدرسة أو خارجها، وما يفعله بعض المدرسين من الإهمال في الشرح داخل المدرسة، وتجويده وإتقانه خارجها، هو من نوع من خيانة الأمانة، وغش الطلبة والمدرسة.
أما إذا كان يؤدي عمله بإتقان في الجهتين، لكن يزيد أحدهما عن الآخر جودة وإتقانا لعوامل خارجية، كطول الوقت، وقلة عدد الطلاب، أو جودة أذهانهم، أو تقارب فهمهم، ونحو ذلك، فلا حرج في ذلك.
[موقع الإسلام سؤال وجواب رقم الفتوى (106504)]

10-إعطاء الهدية لمعلم القرآن

س/هل يعد ما أقدمه إلى معلمة القرآن في المسجد من هدية يعد من الرشوة علمًا بأنه للتعيلم فقط لا من أجل الشهادة والعلامات لكن من باب الاحترام والتقدير فقط لا غير. وهي تقول: أخشى على نفسي من هذا الباب ولا تقبل من الدارسات شيئا. فما حكم الشرع في الموضوع؟
ج/الهدية لمعلم القرآن فيها تفصيل حاصله ما يلي:
أولا: إن كان المعلم يدرس جماعة من الطلاب، ويمنحهم الشهادات والعلامات (الدرجات)، فلا يجوز له قبول الهدية من أحدهم، لما يفضي إليه ذلك غالبا من ميل القلب إليه، وتفضيله على غيره، وإفساد قلوب الآخرين عليه.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: بعض الطالبات تهدي لمعلمتها هدية في المناسبات، فمنهن من تدرّسها الآن، ومنهن من لا تدرّسها ولكن من المحتمل أن تدرسها في الأعوام المقبلة، ومنهن لا احتمال أن تدرسها كالتي تخرجت. فما الحكم في هذه الحالات؟
فأجاب:الحالة الثالثة لا بأس بها، أما الحالات الأخرى فلا يجوز. حتى ولو كانت هدية لولادة أو غيرها، لأن هذه الهدية تؤدي إلى استمالة قلب المعلمة.
وسئل الشيخ ابن جبرين حفظه الله عن معلمة في مدارس تحفيظ القرآن التابعة للجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم لا تأخذ مقابل تدريسها أجرة، في نهاية العام الدراسي وبعد توزيعها الشهادات على الطالبات قد يقدمن لها هدية عبارة عن ذهب أو غيره ما حكم قبولها لهذه الهدية؟ ورفضها للهدية يكسر نفس الطالبات ويحز في نفوسهن خاصة وأنها قد قدمت لهن الهدايا.
فأجاب: إن كانت الطالبة قد أنهت الدراسة وسوف تغادر هذه المدرسة فتنتفي الرشوة هنا، أما إذا كانت العلاقة المدرسية ستبقى بينهما فيخشى أن هذه الهدية تسبب ميل المعلمة إلى هذه الطالبة والتغاضي عن أخطائها وعدم العدل بينها وبين غيرها.
ثانيا: إذا لم يكن هناك عدد من الطلاب تجري بينهم المنافسة، ويتطلب تحقيق العدل بينهم، كأن يكون المعلم يدرّس طالبا بمفرده، فقد اختلف أهل العلم في إهداء الطالب إليه حينئذ، فمنهم من منعه استدلالا بحديث القوس، وهو ما رواه أبو داود [3416] عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: عَلَّمْتُ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ الْكِتَابَ وَالْقُرْآنَ، فَأَهْدَى إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَوْسًا، فَقُلْتُ: لَيْسَتْ بِمَالٍ، وَأَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلأَسْأَلَنَّهُ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَجُلٌ أَهْدَى إِلَيَّ قَوْسًا مِمَّنْ كُنْتُ أُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْقُرْآنَ، وَلَيْسَتْ بِمَالٍ وَأَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ تُطَوَّقَ طَوْقًا مِنْ نَارٍ فَاقْبَلْهَا وصححه الألباني في صحيح أبي داود
ومنهم من أجازها إذا كانت عن طيب نفس من الطالب، واستدلوا بما يفيد جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن، كقوله صلى الله عليه وسلم في قصة اللديغ: إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ رواه البخاري [5737]، وإذا جازت الأجرة فالهدية من باب أولى.
وحملوا حديث عبادة المتقدم (حديث القوس) على أنه كان في وقت حاجة الناس إلى من يعلمهم القرآن، حتى لا تتم المتاجرة بتعليم القرآن، فيُحْرم منه فقراء المسلمين، وقد يؤيد ذلك أن الحديث وارد في تعليم أناس من أهل الصفة، وأهل الصفة قوم فقراء كانوا يعيشون بصدقة الناس، فهم يستحقّون أن يعطوا المال لا أن يؤخذ منهم.
قال ابن مفلح رحمه الله في “الآداب الشرعية” (1/298): ” قال أصحابنا في المعلم: إن أُعطي شيئا بلا شرط جاز ، وإنه ظاهر كلام أحمد ، وكرهه بعض العلماء لحديث القوسين”.
وفي “حاشية قليوبي وعميرة” (4/304): ” الإهداء للمفتي والمعلمِ ولو لقرآنٍ والواعظِ يندب قبوله إن كان لمحض وجه الله تعالى ، وإلا فالأولى عدمه، بل يحرم إن لم يعلم أنه عن طيب نفس” انتهى.
[موقع الإسلام سؤال وجواب رقم الفتوى (82386)]

11-حكم رسم ذات الروح لإيضاح أمور علمية

س/ معلم يدرس الدروس (في مادة التربية الفنية) التي تتطلب من التلاميذ رسم ما فيه روح كالحيوانات مثلا، فهل هو آثم بفعله هذا؟ أرجو منكم النصيحة، والسلام عليكم و رحمة الله.

ج/ رسم ذوات الروح محرم شرعًا …، وما حرمه الشرع فلا يجوز للإنسان فعله ولا تعليمه للآخرين، والمدرس الذي امتنع عن تعليم الطلاب رسم ذوات الروح ليس بآثم؛ بل مأجور على ذلك وما فعله هو الصواب الذي على جميع الطلاب والمدرسين والقائمين على التعليم أن يلتزموه.
وفي حالة الاضطرار إلى رسم ذات الروح لبيان بعض المعلومات العلمية التي لا تتضح معرفتها إلا بالرسم فإن الضرورة تقدر بقدرها، فليرسم الجسم دون الرأس أو الرأس دون معالم الوجه أو يرسم من الخلف دون الأمام، فذلك كله أخف من رسم ذي الروح كاملًا واضح المعالم، …، والله يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]والله أعلم.
[موقع الإسلام ويب رقم الفتوى: 15816]

12-تدريس المعلم مادة لا يجيدها لعدم وجود من يدرسها

س/معلم أسند إليه تدريس أحد المواد التي قد لا يجيدها، ولكن لعدم وجود البديل وافق، فهل يأثم أم لا؟ أرجو الإفادة.
ج/ لا يأثم إذا وافق ولكنه يأثم إذا قال بما لا يعلم لقول الله تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا
وربما يكون هذا الرجل لا يجيد هذا العلم الذي أسند إليه ولكن إذا أسند إليه حرص عليه وتابع وتعلم ثم ألقى ما علم على التلاميذ، فالمهم أن قبوله لتدريس هذا العلم لا يأثم به، لكنه يأثم إذا درس أو إذا تكلم بما لا يعلم.
[مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (26/ 244)]

13-حكم إعطاء الطلاب جوائز تشجيعية

س/ يقوم المشرفون على دروس تحفيظ القرآن في المدرسة الخيرية بمنح جوائز تشجيعية، وهي عبارة عن أشرطة دينية أو مصاحف للمشاركين من الطلبة، وذلك بهدف تشجيعهم وحثهم على الحفظ. فما حكم هذه الجوائز؟ علما بأن هناك من يقول بأن وجودها يجعل الطلبة يحفظون لكي ينالوها، مما يؤدي إلى فساد إخلاص النية لله؟ أفتونا مأجورين جزاكم الله خير الجزاء.
ج/ لا بأس بمنح جوائز نقدية لحفز همم الطلاب على حفظ كتاب الله جل وعلا، ويوجه الطلاب إلى إخلاص النية لله لحفظ القرآن، والجوائز تأتي تبعا ولا تكون هي المقصود من الحفظ.
[فتاوى اللجنة الدائمة – 2 (3/ 108)]

14-المكان المعد للصلاة في المدرسة هل يعد مسجدًا؟

س/ هل المكان الذي أُعدَّ للصلاة فيه في المدرسة يُعدُّ مسجداً تصلى فيه تحية المسجد، حتى لو كان وقت نهي، أم أنه مصلى لا تصلى فيه تحية المسجد؟ وماذا علي لو رأيت أحدهم يصلي، أأنهاه أم أتركه؟ خاصة وأن بعض المعلمين في المدرسة يصلون، والبعض الآخر على النقيض من ذلك (هل هي مسألة مختلف فيها؟) بارك الله فيكم، ووفقكم لما يحب ويرضى.
ج/الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
فالمصلى الذي لم يتخذ مسجداً على سبيل الدوام، وإنما اتخذ للصلاة ليس على سبيل الدوام وإنما على سبيل التأقيت، وقد يُغير في يوم من الأيام، فإن هذا ليس مسجداً يأخذ أحكام المسجد، وعلى هذا فلا تصلى فيه تحية المسجد وقت النهي، وإذا صلاها أحد في وقت النهي فإنه ينهى عن ذلك؛ لأنها أصبحت من التطوع المطلق، وليست من ذوات الأسباب، والتطوع المطلق لا يفعل في أوقات النهي، لحديث أبي سعيد- رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس، ولا صلاة بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس رواه البخاري [1864]، ومسلم [827] والله أعلم.
د . خالد بن علي المشيقح

 

 

بين يديك هم الفتاوى المتعلقة بمهنة التعليم

1- واجب المعلم تجاه الطالب

س/ ما الواجب على المعلم والمعلمة تجاه الطالب الذي يدرس تحت أيديهم ؟ الرجا توجيه نصيحة لهم، لأن فيهم من يهتم بإنهاء المقرر فقط.

ج/ المشروع في حق المعلم والمعلمة أداء الأمانة في تعليم العلم، وأن ينويا بذلك وجه اللَّه سبحانه وتعالى، والإحسان إلى المتعلمين، وأن يجتهدا غاية الاجتهاد في إيصال العلم إلى الطلبة بجميع الوسائل، وأن يجتهدا في توجيه الطلبة للبحث بأنفسهم حتى يكون لهم ملكة تعينهم على معرفة استنباط الأحكام من الأدلة والترجيح بينها.
وأما إتمام المقرر دون أن يكون راسخاً في أذهان الطلبة فهذا وإن كان بعض الأساتذة يضطرون إليه لكون النظام يحتم ذلك فإني أرى أن كون الطالب يفهم ويرسخ العلم في قلبه خيرًا من مراعاة إتمام المقرر، ولكن يجب على المعلم والمعلمة إذا رأيا أن المقرر طويل، وأنه لا يمكن إنهاؤه في المدة المقررة للدراسة ولاسيما مع كثرة الإجازات، فإن عليهما أن يرفعا الأمر للمسؤولين في تلك الجهة لدراسته، وأنا أعتقد أن الجهات المسؤولة لا تريد إلا الخير إن شاء اللَّه، وأنها سوف تنظر بجد في هذه المشكلة التي تشغل بال كثير من الناس.

[سلسلة كتاب الدعوة فتاوى فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين (1/59)]

2- حكم ضرب التلاميذ

س/ أعمل مدرسًا ولصالح التلاميذ أضربهم ضربًا لا يترك جروحًا بأجسادهم وذلك حتى يرتفع مستواهم، فهل هذا يؤثر على صيامي؟ وهل عليّ إثم في هذا الضرب؟ (علمًا بأني عندما أترك الضرب يقل مستواهم بشكل ملحوظ جدًّا).

ج/ سئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله -:
ما حكم ضرب الطالبات لغرض التعليم والحث على أداء الواجبات المطلوبة منهن لتعويدهن على عدم التهاون فيها؟.
فأجاب: لا بأس في ذلك ؛ فالمعلم والمعلمة والوالد كل منهم عليه أن يلاحظ الأولاد، وأن يؤدب من يستحق التأديب إذا قصَّر في واجبه حتى يعتاد الأخلاق الفاضلة وحتى يستقيم على ما ينبغي من العمل الصالح، ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرِّقوا بينهم في المضاجع، فالذَّكر يُضرب والأنثى كذلك إذا بلغ كل منهم العشر وقصَّر في الصلاة، ويؤدَّب حتى يستقيم على الصلاة، وهكذا الواجبات الأخرى في التعليم وشئون البيت وغير ذلك، فالواجب على أولياء الصغار من الذكور والإناث أن يعتنوا بتوجيههم وتأديبهم لكن يكون الضرب خفيفًا لا خطر فيه ولكن يحصل به المقصود.
[مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (6 / 403)]

وينبغي التنبه إلى أنه لا يجوز للمعلم أن يقسوَ في ضربه ولا أن يزيد على عشرة أسواط إلا أن يتعدى الطالب على شرع الله، أما فيما يتعلق بدراسته وتحضيره لها: فلا ينبغي له أن يزيد على ذلك القدر.
عن أبي بردة الأنصاري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يُجلد أحدٌ فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله  رواه البخاري [6456] ومسلم [3222] وفي رواية للبخاري [6457] : لا عقوبة فوق عشر ضربات إلا في حدٍّ من حدود الله

قال ابن القيم – رحمه الله -: فقوله صلى الله عليه وسلم: لا يضرب فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله  يريد به الجناية التي هي حق لله.
فإن قيل: فأين تكون العشرة فما دونها إذ كان المراد بالحد الجناية؟
قيل: في ضرب الرجل امرأته وعبده وولده وأجيره، للتأديب ونحوه، فإنه لا يجوز أن يزيد على عشرة أسواط ; فهذا أحسن ما خُرِّج عليه الحديث. اهـ. [إعلام الموقعين (2/23)]

وليس الضرب هو الطريقة الوحيدة لحث الطالب على المذاكرة، وإنما ينبغي أن يجمع المدرس بين الترغيب والترهيب على حسب ما يراه يؤدي إلى المصلحة المقصودة، فيثني على الطالب الجيد ويشجعه عن طريق الهدايا والجوائز وإعطائه درجات عالية لمشاركته وحرصه، ويخوف الطالب المقصر بالضرب تارة وبالحرمان من بعض الدرجات تارة وبالتعنيف بالكلام تارة أخرى أو باستدعاء ولي أمره ونحو ذلك.
وينبغي أن يكون قصد المدرس مصلحة الطالب لا مجرد العقاب.
[موقع الإسلام سؤال وجواب رقم الفتوى (50022)]

3- حدود العلاقة بين الطالب والمعلم

س/ ما هي حدود العلاقة بين الطالب والمعلم، وهل يجوز للمعلم حب الطالب حبًا كبيرًا والعطف عليه وتقبيله، مع العلم بأن الطالب هو الذي يأتي للمعلم ويبدي حبه الكبير له؟
ج/ إن المدرس والطالب شريكان في عملية التعليم، وهي مسألة مهمة عظيمة يتعين عليهما التعاون على نجاحها، ومن أعظم ما يساعد على ذلك أن يكونا متحابين وأن يقويا العلاقة بينهما والثقة، وأن يرحم المدرس ابنه الطالب، وأن يقدر الطالب أستاذه ويجله ويبجله دون مغالاة ولا إفراط، والنصوص الشرعية وكلام العلماء في التحابب في الله وتعظيم معلم العلم النافع كثيرة مشهورة.
ويجب على كل منهما أن يكون مخلصًا لله في عمله وعاطفته تجاه الله، ويستشعر مراقبة الله تعالى، ويحذر من أن يكون في عمله تجاه الآخر مدخل للشيطان، فإذا لاحظ ريبة في حبه للطرف الآخر وجب عليه أن يجاهد نفسه ويبعد ذلك عنه، ومن الحدود المشروعة بينهما المصافحة والبشاشة، وقيام الطالب بخدمة أستاذه وطاعته في المعروف.
[أما التقبيل فإن كان بشهوة فيحرم وإن كان بغير شهوة فيكره].
[موقع إسلام ويب رقم الفتوى (93410)، (34604)، (72196)]

4- خروج المدرس من المدرسة بعد انتهاء الحصص

س/ أدرس في الكلية مساء في منطقة بعيدة عن سكني وفي الصباح أعمل مدرسا في مدرسة إعدادية…. طلبت من مدير المدرسة أن يساعدني في عملي ويجعل حصصي في ثلاثة أيام في الأسبوع فقيل لي لا يجوز لك ذلك شرعا؟ بل يجب عليك الحضور يوميا إلى المدرسة من بداية الدوام الساعة الثامنة صباحا والبقاء في المدرسة إلى نهاية الدوام الساعة الواحدة والنصف مساء حتى بعد أن تعطي الحصص المخصصة لك يجب عليك البقاء في المدرسة لأن المقابل الذي تأخذه على عملك هو من بداية الدوام إلى نهايته وإلا أصبح المرتب ليس من حقك أن تأخذه كاملا!؟…المدرسون عندنا كلهم لا يذهبون إلى المدرسة يوميا وحتى وإن ذهبوا لا يبقون في المدرسة إلى نهاية الدوام لأنهم بعد إعطاء حصصهم تنتهي مهمتهم…. فأرجو منكم أن توضح لنا الأمر.. هل يجب على المدرس الذهاب يوميا إلى المدرسة والبقاء فيها من بداية الدوام إلى نهايته أم عليه أن يذهب في الأيام التي عنده فيها حصص فقط..
ج/ الحمد لله.
أولا: المدرس ملزم بأداء عمله المتفق عليه، وهو عدد الحصص، والأنشطة التي يكلّف بها، فإذا وَفَّى بذلك فلا حرج عليه في الخروج من المدرسة عند فراغه منها، أو فيما بينها إذا وجد وقتًا، بشرط أن لا يؤثر ذلك على أدائه للدرس، وألا يفوت على الطلاب شيئا من وقت الدرس.
وقد سئل الشيخ ابن جبرين رحمه الله: ما حكم خروج المدرس من دائرة عمله أحيانًا أو دائمًا أثناء العمل بدون إذن المدير، ثم يعود قبل بدء الحصة، وأحيانًا يمضي من الحصة جزء يسير من الزمن قبل وصوله للفصل، وقد يفوته زمن الحصة كله أو نصفه؟
فأجاب: ” معلوم أن عمل المدرس محدد، فله أول وآخر يبدأ وينتهي بالدقيقة، فغيابه في وقت العمل يفوت على الطلاب بعض الدرس، فلا يجوز له ذلك، فإن كان هناك عذر ضروري فلا بد من إذن المدير أو إنابة أحد زملائه ليقوم بالدرس بدله، فأما خروجه في وقت فراغه فلا حرج عليه في ذلك إذا تحقق أنه سوف يحضر قبل بدء الدرس الذي له، وقد يقع أن بعض المدرسين تكون حصصه متفرقة، كالأولى ثم الثالثة ثم الخامسة ونحو ذلك، فله الخروج في حصة الفراغ لقضاء شغل أو شراء حاجة أو زيارة أهله، إذا أمن فوات بعض من درسه الذي يلزمه، وقد يعفى عن زمن يسير يفوته من أول الدرس، كدقائق قليلة لا يفوت بها على الطلاب شيء من المسائل المقررة في المناهج، والله أعلم “
انتهى نقلا عن موقع الشيخ حفظه الله على الإنترنت.
وسئل أيضا رحمه الله: عندما يُخِلُّ المدرس بعمله؛ كأن يأتي متأخرًا أحيانًا أو غالبًا، ويخرج لحاجة أو لغير حاجة خارج المدرسة، أو يتأخر عن الحصة، أو لا يعطي الدرس حقه، أو يضيعه بطريقة أو أخرى، فهل الراتب الذي يتقاضاه نهاية كل شهر يستحقه كاملا، أم أنه آثم ولا يستحق الراتب كاملا؟
فأجاب: ” أرى أنه – والحالة هذه – لا يستحقه كاملا، فعليه أن يتصدق منه بما يشك فيه، وهو ما يقابل ذلك الوقت الذي أضاعه أو فرط فيه ؛ فإن المدرس عمله محدد بالدقيقة، حيث إن الفصل مليء بالطلاب الذين تواجدوا لأجل تلقي ذلك الدرس من أوله إلى آخره، فمتى تأخر عن الحضور فإنه سيفقد، ويطلب الطلاب غيره من يشغل لهم ذلك الدرس، فيكون بتأخره قد أضاع عليهم وقتًا وزمانًا لم يستفيدوا فيه شيئًا، وهو يأخذ على ذلك عوضًا.
وهكذا من خرج لحاجة أو لغير حاجة فإنه قد فرط في الزمن المطلوب منه شغله في الدرس، الذي هو مثلا ساعة أو ساعة إلا ربعًا، فإنه مطالب بهذا الزمن كله، ويأثم إذا أضاع منه شيئًا في المدرسة أو خارجها، وكذا إذا تأخر عن دخول الفصل بعد الإعلان عنه، ويأثم إذا شغل الدرس بما لا صلة له بالموضوع كالحكايات الأجنبية عن الدرس والأخبار الحالية ونحوها.
فننصح المدرس عن الإهمال ونوصيه بالإخلاص وحفظ الزمان على الطلاب، حتى يحل له ما أخذه من الأجر مقابل العمل ” انتهى.
ثانيا: لا يجوز للمدير أن يحابي أحد المدرسين، لقرابة أو منفعة، ويلزمه أن يسوي بينهم في الحصص، حسب تخصصهم وحاجة المدرسة إليهم. وله أن يتجاوز عن خروج المدرس في وقت فراغه من الحصص، وأن يأذن له بذلك، شفاهة أو كتابة.
والله أعلم.
[موقع الإسلام سؤال وجواب رقم الفتوى (95877)]

5- تحضير الغائب من الدوام من قبل زملائه

س/ إذا كان هناك معلم في مدرسة ما غائب عن الدوام، فهل يجوز لمدير المدرسة أو أحد أعضاء التدريس أن يكتب اسمه ويوقّع عنه وهو غير حاضر؟ وجزاكم الله خيرا.
ج/ هذا لا يجوز لأنه يجب الوفاء بالعقد والمسلمون على شروطهم. وهذا من الخيانة والخداع.
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة السؤال التالي
في بعض الأحيان أخرج من عملي لأداء بعض الأعمال الخاصة وقت الدوام بدون علم المدير، كما إن زملائي ينصرفون قبل نهاية الدوام بنصف ساعة، وأقوم أنا بوضع كروتهم في المكينة الخاصة بذلك عند نهاية الدوام، فما هو حكم هذا العمل، وما هو توجيهكم لنا؟
فأجابوا: الموظف يجب عليه الحضور في مكان العمل كل وقت الدوام، ولو لم يكن عنده عمل، ولا يجوز له الانصراف إلا لأمر ضروري يسمح به النظام، ولا يجوز التزوير بإثبات الحضور والانصراف الرسمي وهو غير صحيح، فالواجب على السائل وعلى زملائه التوبة إلى الله والتقيد بأداء الواجب. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

[فتاوى اللجنة الدائمة (15/ 153)]

6-خروج المعلم من المدرسة بدون إذن

س/ في بعض الأحيان أخرج من عملي لأداء بعض الأعمال الخاصة وقت الدوام بدون علم المدير كما أن زملائي ينصرفون قبل نهاية الدوام بنصف ساعة وأقوم أنا بوضع كروتهم في المكينة الخاصة بذلك عند نهاية الدوام فماهو حكم هذا العمل وماهو توجيهكم لنا ؟
ج/ الموظف يجب عليه الحضور في مكان العمل كل وقت الدوام ولو لم يكن عنده عمل ولايجوز له الانصراف إلا لأمر ضروري يسمح به النظام ولايجوز التزوير بإثبات الحضور والانصراف الرسمي وهو غير صحيح فالواجب على السائل وعلى زملائه التوبة الى الله والتقيد بأداء الواجب.
[فتاوى اللجنة الدائمة – 1 (15/ 152)]

7- هل للمدرس أن يستنيب من يقوم عنه بالتدريس مقابل أجرة؟

س/ عندي سؤال محير أرجو أن تفيدونا جزاكم الله. بعض المدرسين في إدارة التربية والتعليم يوكلون غيرهم للتدريس بدلا عنهم مقابل أجرة معينة يتفقون عليها، ويستلمون هم بقية الراتب، مع أنهم أحيانا يتفرغون تماما عن التدريس، وأحيانا يأخذون بعض الحصص، ويوكلون الحصص الأخرى للمدرس الآخر الذي يدرس بدلا عنهم، فما حكم هذا العمل؟ مع أن هذا يحصل بعلم الإدارة أحيانا، وجزاكم الله خير.
ج / الأجير نوعان:
أجير خاص وأجير عام، فما قُدِّر نفعه بزمن كشهر أو شهرين أو سنة، فهو أجير خاص، وما قُدِّر نفعه بعمل، كخياطة ثوب أو بناء جدار.. فهذا أجير مشترك.
والمدرس وغيره من أصحاب الوظائف المقدرة بالزمن في حكم الأجير الخاص، وسمي أجيرًا خاص؛ لاختصاص المستأجر بمنافعه في المدة المتفق عليها.
والأجير الخاص ليس له أن ينيب شخصًا يقوم مقامه ولو كان أرفع منه؛ لتعلق الإجارة بعين الأجير، فوجب على الأجير الوفاء بالعقد؛ لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ  [سورة المائدة/1]قال شيخ الإسلام رحمه الله: ” الذين تقدر أجرتهم بالعمل لا بالزمان ويسمى الأجير المشترك ويكون العمل في ذمة أحدهم بحيث يسوغ له أن يقيم غيره أن يعمل ذلك العمل، والعمل دين في ذمته كديون الأعيان ليس واجبًا على عينه كالأجير الخاص..” انتهى من [مجموع الفتاوى (30/73)]وجاء في الإقناع مع شرحه: ” ويستحق الأجير الخاص الأجرة بتسليم نفسه، وتتعلق الإجارة بعينه كالمبيع المعين فلا يستنيب..” انتهى من [كشاف القناع (4/33)]وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله: ” أرجو من سماحتكم التكرم ببيان حكم الشرع في إنابة إمام المسجد لغيره من الأئمة والحفاظ، والإمام لا يحضر إلا يوم الجمعة بحجة أنه مشغول بأعماله الأخرى، علما بأنه يتسلم على ذلك مرتبا شهريا ويعطي جزءا منه لمن ينوب عنه، جزاكم الله خيرا؟
فأجاب: الذي يظهر لي أنه لا يجوز لهذا الإمام أن يفعل ما ذكره السائل إلا بمراجعة الجهة المختصة فيبين للجهة المختصة أن له شغلا فلا يستطيع الحضور إلا في اليوم الفلاني أو يوم الجمعة فإذا أقروه وسمحوا له أن يستنيب، استناب من يراه مثله أو أحسن منه في أداء الصلاة والقراءة في العلم، حتى يكون النائب قائما مقامه في كل شيء، أما كون الإمام يتسلم الراتب ثم يسند العمل إلى غيره فهذا لا يجوز إلا بإذن الجهة المختصة فإذا سمحت له وعين من يصلح أن يكون نائبا عنه فلا حرج في ذلك ” انتهى من [مجموع فتاوى ابن باز(30/132)]وعليه فلا يجوز للمدرس أن يوكل شخصًا ليقوم بعمله من غير الرجوع إلى جهة الاختصاص وهي وزارة التعليم أو إدارة التعليم. والله أعلم.
[الإسلام سؤال وجواب رقم الفتوى (177129)]

8- دفع المال مقابل الدروس الخصوصية

س/ يتساءل بعض الطلاب عن الاستعانة ببعض المدرسين؛ لتدريسهم خارج المدرسة فيما لم يفقهوه مقابل مبلغ من المال، علما بأن الطالب هو الذي يلح على المدرس في ذلك، وهل يختلف الحكم إذا كان الطالب يدرس عند المدرس في نفس المدرسة؟ وهل هذا يتنافى مع قوله عليه الصلاة والسلام: طلب العلم فريضة على كل مسلم؟
ج/ لا بأس أن يستعين الطالب بالمدرس خارج غرفة التدريس في أن يعلمه ويفقهه في المواد التي يدرسها، سواء كان المدرس هو الذي يدرسه أو مع مدرس آخر، إلا إذا كانت التعليمات لدى المدرسة تمنع من ذلك، فعلى الطالب أن يلتزم بالتعليمات التي توجه إليه، أما إذا لم يكن هناك تعليمات تمنع فلا مانع من أن يكون بعض الأساتذة يدرسونه ويعلمونه في خارج أوقات الدراسة في بيته، أو في المسجد، أو في غير ذلك، لا حرج في ذلك.
[مجموع فتاوى ابن باز (8/ 279)]

9- اختلاف جودة شرح المدرس بين المدرسة والدرس الخصوصي

س/ما حكم التفريق بين حصة المدرسة وحصة الدرس الخصوصي من حيث إجادة الشرح للطلاب؟
ج/ الحمد لله، الواجب على المدرس أن يؤدي عمله المطلوب منه، وألا يقصر في الشرح والإيضاح، سواء كان درسه داخل المدرسة أو خارجها، وما يفعله بعض المدرسين من الإهمال في الشرح داخل المدرسة، وتجويده وإتقانه خارجها، هو من نوع من خيانة الأمانة، وغش الطلبة والمدرسة.
أما إذا كان يؤدي عمله بإتقان في الجهتين، لكن يزيد أحدهما عن الآخر جودة وإتقانا لعوامل خارجية، كطول الوقت، وقلة عدد الطلاب، أو جودة أذهانهم، أو تقارب فهمهم، ونحو ذلك، فلا حرج في ذلك.
[موقع الإسلام سؤال وجواب رقم الفتوى (106504)]

10-إعطاء الهدية لمعلم القرآن

س/هل يعد ما أقدمه إلى معلمة القرآن في المسجد من هدية يعد من الرشوة علمًا بأنه للتعيلم فقط لا من أجل الشهادة والعلامات لكن من باب الاحترام والتقدير فقط لا غير. وهي تقول: أخشى على نفسي من هذا الباب ولا تقبل من الدارسات شيئا. فما حكم الشرع في الموضوع؟
ج/الهدية لمعلم القرآن فيها تفصيل حاصله ما يلي:
أولا: إن كان المعلم يدرس جماعة من الطلاب، ويمنحهم الشهادات والعلامات (الدرجات)، فلا يجوز له قبول الهدية من أحدهم، لما يفضي إليه ذلك غالبا من ميل القلب إليه، وتفضيله على غيره، وإفساد قلوب الآخرين عليه.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: بعض الطالبات تهدي لمعلمتها هدية في المناسبات، فمنهن من تدرّسها الآن، ومنهن من لا تدرّسها ولكن من المحتمل أن تدرسها في الأعوام المقبلة، ومنهن لا احتمال أن تدرسها كالتي تخرجت. فما الحكم في هذه الحالات؟
فأجاب:الحالة الثالثة لا بأس بها، أما الحالات الأخرى فلا يجوز. حتى ولو كانت هدية لولادة أو غيرها، لأن هذه الهدية تؤدي إلى استمالة قلب المعلمة.
وسئل الشيخ ابن جبرين حفظه الله عن معلمة في مدارس تحفيظ القرآن التابعة للجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم لا تأخذ مقابل تدريسها أجرة، في نهاية العام الدراسي وبعد توزيعها الشهادات على الطالبات قد يقدمن لها هدية عبارة عن ذهب أو غيره ما حكم قبولها لهذه الهدية؟ ورفضها للهدية يكسر نفس الطالبات ويحز في نفوسهن خاصة وأنها قد قدمت لهن الهدايا.
فأجاب: إن كانت الطالبة قد أنهت الدراسة وسوف تغادر هذه المدرسة فتنتفي الرشوة هنا، أما إذا كانت العلاقة المدرسية ستبقى بينهما فيخشى أن هذه الهدية تسبب ميل المعلمة إلى هذه الطالبة والتغاضي عن أخطائها وعدم العدل بينها وبين غيرها.
ثانيا: إذا لم يكن هناك عدد من الطلاب تجري بينهم المنافسة، ويتطلب تحقيق العدل بينهم، كأن يكون المعلم يدرّس طالبا بمفرده، فقد اختلف أهل العلم في إهداء الطالب إليه حينئذ، فمنهم من منعه استدلالا بحديث القوس، وهو ما رواه أبو داود [3416] عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: عَلَّمْتُ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ الْكِتَابَ وَالْقُرْآنَ، فَأَهْدَى إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَوْسًا، فَقُلْتُ: لَيْسَتْ بِمَالٍ، وَأَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلأَسْأَلَنَّهُ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَجُلٌ أَهْدَى إِلَيَّ قَوْسًا مِمَّنْ كُنْتُ أُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْقُرْآنَ، وَلَيْسَتْ بِمَالٍ وَأَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ تُطَوَّقَ طَوْقًا مِنْ نَارٍ فَاقْبَلْهَا وصححه الألباني في صحيح أبي داود
ومنهم من أجازها إذا كانت عن طيب نفس من الطالب، واستدلوا بما يفيد جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن، كقوله صلى الله عليه وسلم في قصة اللديغ: إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ رواه البخاري [5737]، وإذا جازت الأجرة فالهدية من باب أولى.
وحملوا حديث عبادة المتقدم (حديث القوس) على أنه كان في وقت حاجة الناس إلى من يعلمهم القرآن، حتى لا تتم المتاجرة بتعليم القرآن، فيُحْرم منه فقراء المسلمين، وقد يؤيد ذلك أن الحديث وارد في تعليم أناس من أهل الصفة، وأهل الصفة قوم فقراء كانوا يعيشون بصدقة الناس، فهم يستحقّون أن يعطوا المال لا أن يؤخذ منهم.
قال ابن مفلح رحمه الله في “الآداب الشرعية” (1/298): ” قال أصحابنا في المعلم: إن أُعطي شيئا بلا شرط جاز ، وإنه ظاهر كلام أحمد ، وكرهه بعض العلماء لحديث القوسين”.
وفي “حاشية قليوبي وعميرة” (4/304): ” الإهداء للمفتي والمعلمِ ولو لقرآنٍ والواعظِ يندب قبوله إن كان لمحض وجه الله تعالى ، وإلا فالأولى عدمه، بل يحرم إن لم يعلم أنه عن طيب نفس” انتهى.
[موقع الإسلام سؤال وجواب رقم الفتوى (82386)]

11-حكم رسم ذات الروح لإيضاح أمور علمية

س/ معلم يدرس الدروس (في مادة التربية الفنية) التي تتطلب من التلاميذ رسم ما فيه روح كالحيوانات مثلا، فهل هو آثم بفعله هذا؟ أرجو منكم النصيحة، والسلام عليكم و رحمة الله.

ج/ رسم ذوات الروح محرم شرعًا …، وما حرمه الشرع فلا يجوز للإنسان فعله ولا تعليمه للآخرين، والمدرس الذي امتنع عن تعليم الطلاب رسم ذوات الروح ليس بآثم؛ بل مأجور على ذلك وما فعله هو الصواب الذي على جميع الطلاب والمدرسين والقائمين على التعليم أن يلتزموه.
وفي حالة الاضطرار إلى رسم ذات الروح لبيان بعض المعلومات العلمية التي لا تتضح معرفتها إلا بالرسم فإن الضرورة تقدر بقدرها، فليرسم الجسم دون الرأس أو الرأس دون معالم الوجه أو يرسم من الخلف دون الأمام، فذلك كله أخف من رسم ذي الروح كاملًا واضح المعالم، …، والله يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]والله أعلم.
[موقع الإسلام ويب رقم الفتوى: 15816]

12-تدريس المعلم مادة لا يجيدها لعدم وجود من يدرسها

س/معلم أسند إليه تدريس أحد المواد التي قد لا يجيدها، ولكن لعدم وجود البديل وافق، فهل يأثم أم لا؟ أرجو الإفادة.
ج/ لا يأثم إذا وافق ولكنه يأثم إذا قال بما لا يعلم لقول الله تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا
وربما يكون هذا الرجل لا يجيد هذا العلم الذي أسند إليه ولكن إذا أسند إليه حرص عليه وتابع وتعلم ثم ألقى ما علم على التلاميذ، فالمهم أن قبوله لتدريس هذا العلم لا يأثم به، لكنه يأثم إذا درس أو إذا تكلم بما لا يعلم.
[مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (26/ 244)]

13-حكم إعطاء الطلاب جوائز تشجيعية

س/ يقوم المشرفون على دروس تحفيظ القرآن في المدرسة الخيرية بمنح جوائز تشجيعية، وهي عبارة عن أشرطة دينية أو مصاحف للمشاركين من الطلبة، وذلك بهدف تشجيعهم وحثهم على الحفظ. فما حكم هذه الجوائز؟ علما بأن هناك من يقول بأن وجودها يجعل الطلبة يحفظون لكي ينالوها، مما يؤدي إلى فساد إخلاص النية لله؟ أفتونا مأجورين جزاكم الله خير الجزاء.
ج/ لا بأس بمنح جوائز نقدية لحفز همم الطلاب على حفظ كتاب الله جل وعلا، ويوجه الطلاب إلى إخلاص النية لله لحفظ القرآن، والجوائز تأتي تبعا ولا تكون هي المقصود من الحفظ.
[فتاوى اللجنة الدائمة – 2 (3/ 108)]

14-المكان المعد للصلاة في المدرسة هل يعد مسجدًا؟

س/ هل المكان الذي أُعدَّ للصلاة فيه في المدرسة يُعدُّ مسجداً تصلى فيه تحية المسجد، حتى لو كان وقت نهي، أم أنه مصلى لا تصلى فيه تحية المسجد؟ وماذا علي لو رأيت أحدهم يصلي، أأنهاه أم أتركه؟ خاصة وأن بعض المعلمين في المدرسة يصلون، والبعض الآخر على النقيض من ذلك (هل هي مسألة مختلف فيها؟) بارك الله فيكم، ووفقكم لما يحب ويرضى.
ج/الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
فالمصلى الذي لم يتخذ مسجداً على سبيل الدوام، وإنما اتخذ للصلاة ليس على سبيل الدوام وإنما على سبيل التأقيت، وقد يُغير في يوم من الأيام، فإن هذا ليس مسجداً يأخذ أحكام المسجد، وعلى هذا فلا تصلى فيه تحية المسجد وقت النهي، وإذا صلاها أحد في وقت النهي فإنه ينهى عن ذلك؛ لأنها أصبحت من التطوع المطلق، وليست من ذوات الأسباب، والتطوع المطلق لا يفعل في أوقات النهي، لحديث أبي سعيد- رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس، ولا صلاة بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس رواه البخاري [1864]، ومسلم [827] والله أعلم.
د . خالد بن علي المشيقح

 

 

المصدر
المصدر تطبيق مهن 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى